حصاد جريمة شارع الأهرام: الكلب بطل سياسى.. وقاتله نجم شاشة
كلب مربوط على عمود إنارة بالشارع انهال عليه عدد من البلطجية ركلاً بالأقدام وضرباً بأسلحتهم البيضاء بلا هوادة حتى سال دمه من كل جانب، وفارق الحياة، الفيديو الذى فاق عُنفه ما يمارسه الدواعش على رهائنهم، حوّل الضحية «ماكس» فى غفلة عين إلى بطل شعبى، وبات قاتله مادة دسمة للإعلام يتسابق على استضافته فى البرامج الحوارية.
الفيديو الأكثر عُنفاً صار مستغلاً أيضاً بصورة سياسية خارج حدود الوطن، «أفيخاى أدرعى» المتحدث باسم وزارة الدفاع الإسرائيلية نشر صوراً له برفقة كلاب على صفحته الشخصية عبر «فيس بوك»، معلقاً بالقول «الصداقة الحقيقية ليست بطول السنين.. ولكن فى الإخلاص والوفاء»، لتنهال الردود المسيئة من قبل مصريين وعرب على منشوره الذى وصفه بعضهم بـ«المستفز»، «انتم عندكم رحمة بالحيوان إنما بالنساء والأطفال لا»، بحسب «محمد طلعت»، فيما رد «عبدالحليم محمود»، «ستظلون إرهابيين وقتلة».
يطل صاحب الكلب الضحية وأحد المتسببين فى قتله عبر مداخلة تليفونية أجراها الإعلامى وائل الإبراشى فى برنامجه العاشرة مساءً، أمس الأول، يتحدث عن الفيديو وقصته مع كلبه الوفى الذى دافع عنه، فكان جزاؤه القتل، تفاصيل غابت عن الفيديو، رواها القاتل كما لو كانت تهم المتابعين درايتها والإلمام بها، د.صفوت العالم «أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة»، قال إن وسائل الإعلام تخلق من المجرم نموذجاً للشهرة، وهو سلوك معيب، يخل بأخلاقيات المهنة».
وسائل الإعلام صارت حريصة على رفع نسب المشاهدة على حساب مشاعر المشاهد ذاته، بحسب «صفوت»، مضيفاً «تختلط الأوراق، ويحدث نوع من الحيرة والتذبذب لدى الرأى العام فى كثير من القضايا الواضحة وعلاقاتها الضمنية».