في "شم النسيم".. "مدن جامعية بدون طالبات": "خايفين نموت"
حالة غياب عامة، إخلاء الغرف السكنية بصورة جماعية، "عايزين نلحق نروح بيوتنا قبل شم النسيم"، الإجازة وقضاء العطلة لم تلهيهن عن التفكير في سبل الفرار من موت محقق بسبب الوجبات الغذائية التي توزع على الطالبات المغتربات بالمدن الجامعية في مثل هذا التوقيت سنويًا، "علب التونة المُسممة أصعب بكتير من الفسيخ والرنجة القاتلة".
حال "رانيا يعقوب" لا يختلف عن زميلاتها المغتربات ببقية الجامعات، لا سيما القاهرة والعريش وعين شمس وحلوان، يحزمن أمتعتهن في إجازة إجبارية، يغبن فيها خلال فترة الاحتفال بأعياد الربيع، حتى لو بعدت عليهن مسافة المحافظات اللائي يقطن بها، يتعايشن طالبات المدينة الجامعية بأسيوط مع حالات التسمم الجماعية طول العام بإرسال الشكاوى، لكن إذا لزم الأمر يتغيبن عن السكن "الأكل معظمه مش نضيف إما المعلبات بتكون منتهية الصلاحية"، مشهد يتكرر مع قدوم شم النسيم، بحسب الفتاة العشرينية.
استقبلت ساعة صرف وجبات الغداء بمزيد من القلق، أخذت تقلب في الخبز وأطباق الطعام أمامها، لا يغيب عن بالها حال زميلاتها بعد تناولهن الوجبة التي صرفتها لهن المدينة الجامعية في "شم النسيم" الماضي، درجة حرارة مرتفعة وقيء وألم حاد بالمعدة، أعراض مختلفة بدت عليهن على الفور، بحسب أسماء عبدالله، الطالبة بجامعة القاهرة: "بقيت بخاف أكل أي وجبة من المدينة خاصة يوم شم النسيم لأن كل سنة لازم يكون فيه حوادث تسمم".
الدكتور جمال هاشم، مدير المدينة الجامعية بجامعة عين شمس، نفى تمامًا تعرض المدينة لمثل هذه الحوادث، متعجبًا من تلك الشائعات المغرضة بوصفه "الوجبات الغذائية محفوظة ومغلفة، وهناك معمل وأطباء مختصين يشرفون على المطبخ طوال العام، وليس فقط في شم النسيم لكن بقية الأعياد والمواسم والعطلات".