العقيد شريف مناع.. مفتش مباحث العريش.. الضابط الشهم مات
«العمر واحد.. والرب واحد.. مفيش حد هيموت ناقص ساعة من عمره»، تلك هى آخر كلمات العقيد شريف مناع، مفتش مباحث مدينة العريش، الذى استشهد يوم الأحد الماضى إثر انفجار سيارة مفخخة فى مبنى القسم، وأسفرت عن استشهاد 6 من رجال الشرطة ومدنى وإصابة العشرات من الشرطة والمواطنين، تتعرف عليه من ملامحه، ستوقن أنها لم تعرف غير الابتسامة والمرح، صاحبها لا يعرف سوى كلمة حاضر، تحت أمرك.
ستجد اسمه معروفاً لدى أهالى المنطقة التى يقيم بها «مصر الجديدة»، جيران الشهيد لا يتذكرون سوى كلمات تدل على طبيعة تلك الشخصية «ده كان راجل طيب، جدع، بيحب الخير لكل الناس، عمره ما زعل حد، ده عايش معانا وعمرنا ما علا صوته على حد فى المنطقة»، وكأن للشهداء طريقهم هكذا اختتم الرجل حياته، أدى صلاة العصر يوم الأحد الماضى، وعاد إلى متابعة الحالة الأمنية بمدينة العريش المسئول عن تأمينها، وفى تمام الساعة الرابعة عصراً اقتحمت سيارة مفخخة مبنى القسم وفجرته بالكامل، وقع العديد من الشهداء والضحايا من الشرطة والمدنيين.
«محمد» ابن الشهيد تقدم جنازته التى أقيمت يوم الاثنين الماضى من مسجد الشرطة بالدراسة، كان واقفاً بين رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ووزير الداخلية اللواء مجدى عبدالغفار، وكأنه يقول للعالم بأكمله لن أتنازل عن حق والدى، لن أتنازل عن القضاء عن الإرهاب.
وأيضا المشهد ممتد حتى شقة فى منطقة المنيل، حيث محل ميلاده، والده ووالدته، التى تصرخ على ابنها، وتردد عبارات «حسبنا الله ونعم الوكيل.. العقيد شريف ابنى.. وضعته عند من لا تضيع عنده الودائع».
مشهد الحزن والحسرة ممتد فى كل الأماكن التى عمل بها هناك فى الإدارة التى كان يعمل بها الشهيد «العقيد شريف مناع»، الذى التحق بالخدمة فى معسكر قوات الأمن المركزى بالقاهرة، منذ أن تخرج فى كلية الشرطة عام 1988.
«الضابط الشهم» هذا اللقب الذى حمله الشهيد لسنوات طويلة على ألسنة الضباط والأفراد، وهو اللقب الذى استحقه عن جدارة لإقدامه وشجاعته فى الاقتحام.