آية الكرسي مكتوبة.. كل ما تريد معرفته عن فضل وتفسير أعظم آيات القرآن
القرآن الكريم
يبحث الكثيرون عن آية الكرسي مكتوبة، لقراءتها وحفظها والاستعانة بها، خاصة أنها أعظم آية في كتاب الله تعالى، ففي صحيح مسلم عن أبي بن كعب قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم»: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، قال: فضرب في صدري، وقال: والله ليهنك العلم أبا المنذر.
آية الكرسي مكتوبة
آية الكرسي الآية رقم 255 في سورة البقرة، ولها العديد من المزايا بل أنها الآية الأعظم، فقال النووي عنها في شرح مسلم: قال العلماء: «إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية والوحدانية والحياة والعلم والملك والقدرة والإرادة، وهذه السبعة أصول الأسماء والصفات». اهـ
وفي السطور التالية، نص آية الكرسي مكتوبة:
﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾
ماذا قال الرسول عن آية الكرسي
لقراءة آية الكرسي، أهمية كبيرة في النفس، وقد قال عنها النبي محمد صلى الله عليها وسلم : «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ لَهَا لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ تُقَدِّسُ الْمَلِكَ عِنْدَ سَاقِ الْعَرْشِ.. لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامٌ وَإِنَّ سَنَامَ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَفِيهَا آيَةٌ هِيَ سَيِّدَةُ آيِ الْقُرْآنِ هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ».
قراءة آية الكرسي بعد الفرض والسنة
كما يستعين البعض بقراءة آية الكرسي مكتوبة، حتى لا يقع في أي خطأ أثناء قراءتها، حيث يحرص الكثيرون على قراءتها بعد صلاة الفرض أو السنة.
وفي هذا السياق أوضحت دار الافتاء المصرية، إن هناك فضل عظيم لقراءة آية الكرسي بعد الصلاة مباشرة، وقال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: «إنها تعادل ربع القرآن الكريم، كما أن الله تعالى يقي من يقرؤها من الشيطان، ولم يبق للمحافظ عليها من شرائط دخول الجنة شيء إلا الموت ما دام قد عمل الفرائض واجتنب الكبائر».
تفسير آية الكرسي
بالبحث في التفسيرات المختلفة التي جاءت في آية الكرسي، وبحسب العلماء فلقد ابدع إمام الدعاة محمد متولى الشعراوي (رحمه الله)، في تفسير آية الكرسي، ويمكن تلخيص شرح الشعراوي وتفسيره للآية الكريمة في السطور التالية:
(اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ): الله عز وجل هو المعبود الذي يُتوجه إليه بالعبادة.
(الْحَيُ): المقصود بها أنها أول صفة يجب أن تكون لذلك الإله.
(الْقَيُّومُ): فالله هو القائم على أمر رعيته وأنه متولي شؤونها وغيره يستمد قيامه منه فهو قائم على كل نفس فلابد أن يكون قيوما.
(لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ):هنا يطمئن الله عباده ويقول لهم ناموا أنتم لأنني لا تأخذني سنة ولا نوم.. و«السِنة» هي النعاس الذي يأتي في أول النوم أي النوم الخفيف.
(لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ): فلا شيء ولا أحد يخرج عن قدرة الله سبحانه وتعالى.
(مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ): الكافرون جعلوا لله شركاء ويقولون إنهم الذين سيشفعون لنا عند الله فيقول الله إن الشفاعة لا يمكن أن إلا لمن أذنت له أن يشفع إن الشفاعة، فهي عطاء من الله وليست حقا لأحد.
(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ): وتعني أن عند الله علم جميع الغيب ويحيط علمه بكل شيء ولا تخفى عليه خافية.
(وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ): صفة الله وعلمه أعظم من أن يحاط بهم.. فأوضح الله أنك لا تقدر أن تحيط بعلم الله أو قدرته، لأن معنى الإحاطة أنك تعرف كل شيء وأنت لا تحيط بعلم إلا بما شاء لك الله أن تحيط.
(إِلاَّ بِمَا شَاءَ) هو إذن منه سبحانه بأنه سيتفضل على خلقه بأن يشاء لهم أن يعلموا شيئًا من معلومه. حيث أن هذا المعلوم خفياً عنهم ومستورًا في أسرار الكون، إلى أن يأذن الله للسر أن ينكشف.
(وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا): تعني أن الله سبحانه وتعالى فوق اتساع رؤية البشر فقد وسعهما الكرسي الرباني.. وبحسب بعض المفسرين (إذا كان الكرسي لا يثقل عليه حفظ السماوات والأرض فما بالنا بصاحب الكرسي؟)
(وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ): و(العليّ) هو الذي لا يوجد ما هو أعلى منه فكل شيء دونه.. وهو أمر طبيعي يقتضيه سياق ما تقدمت به الآية الجليلة آية الكرسي.