قتلوا الطفل "عبدالرازق" 3 مرات
المكان: قرية كوم العرب فى طما شمال محافظة سوهاج
الزمان: الخامسة مساء، والشمس فى طريقها إلى مخدعها، تترك الظلام وتسحب معها «الونس»
الحدث: طفل اسمه عبدالرازق كان بأحد شوارع قريته، توقف بجواره توك توك، طلب منه مستقلوه أن يركب معهم فى نزهة، وببراءة شديدة طاوعهم، طاوعهم ليموت 3 مرات ولا يعرف لماذا مات، ولم يكن يعرف معنى الموت لكنه أدرك أنه سيلقى حتفه على أيديهم، كان يرتعش وهو ينظر إلى عيونهم، مات عندما اعتدوا عليه جنسياً لمدة ساعتين، ومات من الخوف عندما أطلق أحدهم عليه طلقة روسى لم تصبه، مات وأسلم روحه إلى بارئها عندما تلقى طعنة خنجر فى الظهر، وذبحه أحدهم من رقبته وألقوا به فى ترعة، التفاصيل كاملة كشفتها مباحث سوهاج بإشراف اللواء إبراهيم صابر مدير الأمن، وسجلتها تحقيقات النيابة وتحملها السطور المقبلة.
المتهمون، عامل وميكانيكى ومبيض محارة، من أبناء قرية كوم العرب، جمعتهم جلسات صداقة قوية فى عالم البرشام وتعاطى الحشيش والبانجو، لا يمر عليهم يوم دون أن يجتمعوا فى مكان مهجور يتعاطون المخدرات، دائماً ما يجلس الثلاثة نهاراً على مقهى بمدينة طما وعيونهم تترقب خطوات الفتيات والنساء بالشارع، عندما تسنح لهم الفرصة يتقدم محمد علام كبيرهم فى عالم المخدرات بـ«التوك توك» الخاص به ويقترب من الضحية وعندما تستقل التوك توك معه يتصل بزميليه فى عالم الجريمة، حيث يسبقانه إلى مكان مهجور خارج مدينة طما، ويتم قضاء وقت ممتع مع الضحية تحت تهديد السلاح، الثلاثة كانوا يختارون الضحايا من خارج منطقتهم التى يعيشون فيها، فكان من الصعب معرفتهم والإبلاغ عنهم.
جلس الثلاثة وهداهم تفكيرهم إلى الشذوذ، فقرروا اختطاف أول ضحية يجدونه فى طريقهم، بشرط أن يكون طفلاً صغير السن، واستقل الثلاثة محمد، 21 عاماً، عامل، ومنازع، 20 عاماً، ميكانيكى، وإسلام، 19 عاماً، مبيض محارة، التوك توك الخاص بهم وساروا فى الطريق الترابى الذى يمر بمنتصف قرية كوم العرب.
فجأة شاهدوا ضالتهم المنشودة، طفلاً يدعى عبدالرازق، 9 سنوات، يسير فى الشارع، توقف الثلاثة بجواره وبسهولة تم إقناع الصغير بأنهم سيأخذونه فى نزهة قصيرة بالتوك توك ويعودون به خلال دقائق معدودة، ركب الطفل معهم وهو يصدق كلامهم، شغلوا له مكبرات الصوت كى يطمئن لهم، خرج الثلاثة من القرية دون أن يشاهدهم أحد وتوجهوا بصحبة الطفل إلى مكان مهجور، عبارة عن غرفة واحدة، وقام الثلاثة بنزع ملابسه وكمموا فمه وقيدوا يديه، وبدأ الثلاثة فى التعدى عليه جنسياً واحداً تلو الآخر، استمر مسلسل الانتهاك لجسد الطفل لمدة ساعتين، ولم يرحموا دموعه وصرخاته، انتهوا من جريمتهم البشعة وجدوا ضحيتهم فقد الوعى.
دقائق واسترد الصغير وعيه، صرخ فى وجوههم: «أنا هقول لأمى على كل حاجة»، وبعد تلك الجملة قرر الثلاثة التخلص منه، خشية افتضاح أمرهم، وحملوه داخل التوك توك وتوجهوا به جنوب مدينة طما واقتادوه إلى حافة ترعة نجع حمادى، وأطلق محمد الرصاص عليه من فرد صناعة محلية إلا أن الطلقة لم تصبه، بعدها طعنه بخنجر فى ظهره، وذبحه إسلام من رقبته وألقوا بجثته فى الترعة وعادوا إلى منازلهم وكأن شيئاً لم يحدث.[FirstQuote]
والد الطفل حرر محضراً، حمل رقم 1492 بتاريخ 7 من الشهر الحالى بمركز طما، بغياب نجله عبدالرازق 9 سنوات، ولم يتهم أحداً بالتسبب فى الواقعة، وبتاريخ 11 من الشهر الحالى، عثر الأهالى على جثة بترعة نجع حمادى، وتبين أنها للطفل المبلغ بغيابه وبمناظرة الجثة تبين أنها فى حالة تعفن وأمرت النيابة العامة بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة. تقرير الطب الشرعى أشار إلى أن الضحية تعرض لعملية اغتصاب، وتبين من التشريح أن الجثة بها طعنات نافذة بالظهر والرقبة، وبعرض القضية على اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج، قرر تشكيل فريق بحث بقيادة العميد أسعد الذكير، مدير المباحث الجنائية، وأشرف عليه العقيد عمر خطاب، رئيس فرع بحث الشمال، حيث توصلت تحريات الرائد أحمد خلف، رئيس مباحث طما، إلى أن وراء الجريمة تشكيلاً عصابياً، ضم محمد علام محمد مصطفى، 21 عاماً، عامل، ويقيم كوم العرب، وإسلام أبوالحسن إسماعيل، 19 عاماً، مبيض محارة، منازع فتحى أبوزيد، 20 عاماً، ميكانيكى، ويقيمان مدينة طما.
وعقب استئذان النيابة العامة تمكنت مأمورية من ضباط مباحث مركز طما من ضبط المتهمين أثناء وجودهم على أحد المقاهى بمدينة طما، وبمواجهتهم بما توصلت إليه التحريات اعترفوا بارتكاب الجريمة، وأضافوا أنهم استدرجوا المجنى عليه إلى إحدى المناطق المهجورة وتعدوا عليه جنسياً وقاموا بإطلاق عيار من سلاح نارى «فرد روسى» إلا أنه لم يصبه وقاموا بطعنه بسلاح أبيض «خنجر» وعقب التأكد من وفاته ألقوه بالترعة.
وأمام المستشار أسامة عبدالسلام، رئيس نيابة شمال سوهاج، اعترف المتهمون بجريمتهم تفصيلياً، حيث قال منازع فتحى الميكانيكى: «قررنا نحن الثلاثة اقتياد طفل صغير والتعدى عليه جنسياً فى مكان مهجور داخل زراعات، خاصة بمحمد، ويوم الجريمة كنا قاعدين على المقهى وكان الوقت قبل المغرب مباشرة وتوجهنا إلى منطقة كوم العرب ووجدنا عبدالرازق أمامنا وإحنا كنا عارفينه كويس بس مكناش نعرف إنه يعرفنا، ووقفنا بجواره بالتوك توك وأعطيناه كيس لب، وعرضنا عليه إننا نفسحه بالتوك توك ونعود به للمنطقة سريعاً، فوافق وبعد ما مشينا شغلنا له أغنية وقلنا له متخافش مننا إحنا زى إخواتك الكبار وهنرجعك البيت بسرعة، وصلنا المكان، وبدأ يسأل انتو جايبينى هنا ليه؟ ورديت عليه ما تخافش يا عبدالرازق إحنا هنقعد معاك شوية وبعدها نرجعك البيت تانى، ومسكناه وقلعناه هدومه وبدأ يصرخ فينا أنا عملتلكم حاجة علشان تعملوا معايا كده؟ ودخلناه أوضة وكممنا فمه بملفحة كانت موجودة معانا وربطنا إيديه وقلنا له متخافش مش هنخليك تحس بحاجة بس انت متخافش».
وأشار «منازع» فى اعترافاته إلى أنه رفض أن يعتدى على الطفل جنسياً، لأنه شعر بأنه سوف يتأذى من تلك الفعلة، وأضاف أن إسلام هو أول واحد دخل عليه وبدأ يعتدى عليه جنسياً واستمر معاه لمدة نصف ساعة، وبعدها دخل محمد فضل معاه حوالى ساعة، وبعد كده لقينا عبدالرازق أغمى عليه وبعد شوية عاد لوعيه ولبسناه هدومه وقلنا له متخافش احنا هنوصلك للبيت تانى، لكنه قال أنا عارفكم وهقول لأمى على كل حاجة، وبعد ذلك عرفنا إن جريمتنا سيتم اكتشافها وسيتم فضحنا فى المنطقة، فقررنا التخلص منه وقتله وأخذناه إلى منطقة مهجورة بجوار مشروع الكوبرى العلوى لمدينة طما على نهر النيل، وذهبنا إلى بداية الكوبرى على ترعة نجع حمادى، حيث المنطقة تكثر بها الحشائش ومن الصعب أن يشاهدنا أحد، وركنا التوك توك بالقرب من الطريق السريع وتوجهنا بالطفل إلى حافة الترعة.
كان الطفل يرتجف من الخوف، وكأنه يعرف أننا سنقتله بعدها أطلق محمد رصاصة من فرد صناعة محلية عليه من الخلف إلا أن الطلقة لم تصبه، بعدها أخرج خنجراً من ملابسه وطعنه فى ظهره عدة طعنات، بعدها أجهز إسلام عليه وذبحه من الرقبة، وألقينا بجثته فى الترعة وظننا أن جريمتنا لن يتم الكشف عنها.
واعترف المتهمان محمد وإسلام بأنهما اشتركا مع منازع فى استدراج الضحية والاعتداء عليه جنسياً لمدة ساعتين هم الثلاثة، وسددوا له عدة طعنات وألقوا بالجثة فى الترعة، ومثل الثلاثة فى معاينة تصويرية أمام فريق من نيابة طما كيفية ارتكابهم للجريمة وأمرت النيابة عقب المعاينة بحبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.