"ميت رهينة" أصبحت "ميت كوم زبالة".. فينك يا "آثار"
إدراجها ضمن مواقع التراث العالمى لم يحمِها من أن تغرق فى أكوام القمامة، واختيارها «عاصمة مصر» قديماً عندما أسسها الملك نارمر، لم يشفع لها لتتحول اليوم إلى ضحية للإهمال والتلوث، من مدينة «منف» فى عصر الدولة القديمة إلى «ميت رهينة» حالياً، رحلة طويلة لتدهور القرية الأثرية، حتى بات أهلها يرثون مجد الماضى، وسط معاناتهم التى تزداد يوماً بعد آخر، ونداءاتهم التى لا تجد مجيباً.
إهمال وتلوث وقمامة، أصبحت أكثر ما يميز «ميت رهينة» عن باقى قرى مركز البدرشين التابعة لمحافظة الجيزة، القرية التى تبعد نحو 19 كيلومتراً من منطقة سقارة الأثرية أصبحت تعانى الإهمال وانتشار القمامة والأوبئة، محاولات من الأهالى لإنقاذها فى ظل تجاهل المسئولين لم تجد نفعاً، «عندنا أمراض كتير منتشرة فى القرية، حتى الأطفال لم يسلموا من العدوى»، قالها محمود غريب «37 سنة»، أحد أهالى القرية، مشيراً إلى أن الأهالى حاولوا الوصول لمسئولى مجلس المدينة لانتشال تلال القمامة والعناية بأوضاعهم، لكن لم يستجب لهم أحد، منذ عام ونصف العام: «مجلس المدينة يقول لنا روحوا لهيئة النظافة، والهيئة تقول روحوا للمحافظة، وكل واحد يرمى الكورة فى ملعب التانى».
«غريب» أشار إلى أن الترعة التى كانت تميز القرية قديماً أصبحت «مردومة قمامة»: «مين يصدق إن تمثال رمسيس التانى اللى كان فى رمسيس واتنقل، اكتشفوه فى قريتنا.. لكن للأسف اكتشاف التمثال ما جاش علينا بفايدة».
مختار أبوالفتوح، رئيس هيئة نظافة الجيزة، اعتبر أن هيئة النظافه ليست مسئولة عن الإهمال الذى يتعرض له مركز البدرشين وقراه، حسب قوله: «مجلس المدينة متعاقد مع مقاول، وهو الذى يقوم برفعها، والهيئة مش مسئولة»، فيما قال نائب رئيس مجلس المدينة، المهندس صلاح عبدالفتاح، إن المجلس يقوم بدوره وجارٍ التعامل مع مشكلات القمامة التى تؤرق أهالى القرية، على حد قوله: «نعلم أنها منطقة أثرية وحريصون على الاهتمام بها».