"شيوخ قبائل ورجال شرطة وقضاة".. شهداء اغتالهم الإرهاب في سيناء
يستقلون دراجة بخارية أو سيارة بدون ألواح معدنية، يعترضون طريق فريستهم، يباغتونه بوابل من الرصاص أو بقذيفة غادرة تودي بحياته على الفور، يعلنون بعدها في بياناتهم بتفاخر أنهم أستطاعوا أن ينالوا من ضحيتهم، مشهد يألفه المواطن في الحرب الدائرة في سيناء بين الجيش والجماعات المسلحة هناك.
قديمًا كانت عمليات الاستهداف والاغتيالات التي تنفذها الجماعات المسلحة في سيناء، تستهدف رجال الأمن بالدرجة الأولى، لكنها توسعت بعد ذلك وصارت تضم شيوخ القبائل، ثم توسعت أكثر بحادث اليوم، الذي استهدف خمسة قضاة، أثناء استقلالهم أتوبيس لنقلهم شرق مدينة العريش، وهاجموهم بوابل من الرصاص ظهر اليوم، ما أدى إلى استشهاد أربعة منهم قاضٍ وثلاثة وكلاء نيابة إضافة إلى السائق.
في يونيو من عام 2012، بدأت الجماعات المسلحة أولى عمليات الاغتيال عندما اغتالت شيخ قبيلة السواركة ونجله، خلف المنيعي، بعد استهدافه من قبل مجهولين، بقذائف أثناء استقلاله سيارته مع نجله، على الطريق الدولي الواصل بين مدينتي العريش ورفح، في الوقت الذي أشارت أصابع الاتهام إلى أولاد عم الشيخ خلف، المعروفين بتشددهم ومحاربتهم للجيش والشرطة على رأسهم شادي المنيعي وشقيقه خالد المنيعي.
فيما كان الضابط محمد سيد عبدالعزيز أبوشقرة، من قوة مكافحة الإرهاب الدولي بجهاز الأمن الوطني بشمال سيناء، على موعد هو الآخر مع الاغتيال، إثر إطلاق النار عليه من جانب مجهولين، أثناء اتجاهه إلى مقر سكنه بعد يوم عمل شاق في ظهر يوم 9 يونيو عام 2013، عندما هاجمته سيارة مجهولة يستقلها مسلحين، أطلقوا عليه الرصاص فأردوه شهيدًا بعدما فشلوا في اختطافه، في وسط مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، ليكون أحد ضحايا حوادث الاغتيالات التي تعتمدها الجماعات المسلحة في سيناء.
وفي عصر يوم 25 يوليو من عام 2014، اغتال مجهولون، العقيد محمد سلمى السويركي، قائد قطاع الأمن المركزي بوزارة الداخلية لتأمين الحدود، والذي كان بصحبة العميد عمرو فتحي صالح، ضابط القوات المسلحة المسؤول عن تأمين القطاع هناك، عندما فاجأهم مسلحون بإطلاق وابل من الرصاص عليهم أثناء استقلالهم سيارة القطاع بالشيخ زويد، ليفتح الباب أمام توجيه الاتهامات لأبناء القبيلة المتطرفين، ويعيد الأذهان إلى حادث اغتيال الشيخ خلف المنيعي مرة أخرى.