رزق "الغلابة" على شط إسكندرية
مع دخول الصيف، عادت العمالة الصيفية إلى كورنيش الإسكندرية، وانتشرت العربات الخشبية لبيع الذرة المشوى والترمس والآيس كريم والفريسكا والتين الشوكى والحلبسة وغيرها، الأمر الذى يُنعش «الاقتصاد الموازى» للغلابة ممن لا يملكون أعمالاً ثابتة.
فى منطقة الشاطبى، وقف السيد لطفى، أحد بائعى الآيس كريم، على كورنيش البحر، منتظراً زبائنه، من أجل توفير المال، لسداد الديون: «إحنا كبائعين على الكورنيش، مش بنشتغل إلا فى موسم الصيف، عشان هو مصدر رزقنا الوحيد، الشغل بيكون نايم فى باقى السنة، عشان مفيش سياحة، والناس مش بتشترى من الكورنيش زى زمان».
الصيف موسم الرزق بالنسبة لـ«محمود فتحى»، بائع ترمس، ففيه تنتعش حالته المادية ويقدر على سداد ديون عام كامل دون عمل: «بنّام على رصيف الكورنيش فى الشتا، ومش بنلاقى حد يشترى، وبنستنى الأيام تعدى عشان موسم الصيف ييجى، عشان أقدر أصرف على نفسى وعلى أسرتى».
لا يسلم «فتحى» من مطاردة شرطة المرافق لباعة الكورنيش، لكنه يتحمّل حتى يجنى أموالاً تعينه على الحياة: «الصيف فى إسكندرية زمان مختلف عن دلوقتى، زمان كان فيه احترام لبائعى الكورنيش، على اعتبار أنهم جزء أصيل من السياحة، دلوقتى الشرطة بتطاردنا».
حال رضا عيد، بائع تين شوكى، لم يختلف كثيراً، فحالته المادية صعبة جداً، باستثناء شهرين من كل عام، اللذين يبيع فيهما التين الشوكى لمصطافى الإسكندرية: «فصل الصيف بالنسبة لنا هو اللى بنبنى عليه اقتصادنا، لأن باقى السنة مافيهاش شغل».
فايزة النوبى، بائعة ذرة بمنطقة قلعة قايتباى، تترحم على أيام زمان: «كان فيه زمان سياحة وأفواج رايحة جاية.. دلوقتى الحال مايسرش، لا صيف ولا شتا».
خالد طوسون، نائب رئيس المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، قال إن فصل الصيف يعد مصدر رزق للعديد من البائعين الجائلين، خاصة بالإسكندرية، لأنها مدينة سياحية تطل على البحر، ويكثر زائروها خلال فترة الصيف: «الحكومة لا توفر على مدار العام مصدر رزق لهؤلاء الباعة، ولا يوجد أمامهم سوى موسم الصيف، الأمر الذى ينعش الاقتصاد الموازى للغلابة».