"إخوان مصر" يهاجمون "الغنوشى".. ويتهمونه بالتحالف مع "العلمانيين"
اشتعلت أزمة جديدة داخل التنظيم الدولى للإخوان، بعد أن شن إخوان مصر هجوماً حاداً ضد راشد الغنوشى، رئيس حزب النهضة فى تونس، على خلفية الانتقادات المستمرة التى يوجهها الأخير للطريقة التى أدار بها الإخوان فترة حكم «المعزول».
يذكر أن الغنوشى، انتقد إخوان مصر، أكثر من مرة على مدار الشهور الماضية، حيث قال، فى حوار صحفى سابق له مع جريدة الخبر الجزائرية، إنهم أخذوا عبرة كبيرة، مما حدث فى القاهرة، وخطوات الإخوان والإسلاميين الخاطئة وراء خسارتهم فى أكثر من جولة، مضيفاً: ««تونس والديمقراطية أغلى علينا من النهضة، ولو عمل بذلك إخواننا فى مصر، وقالوا مثلما قلنا: مصر والديمقراطية أغلى علينا من الإخوان، لربحت مصر، وربح الإخوان، وربحت الثورة».
واتهم محمود فتحى، القيادى بتحالف دعم الإخوان ورئيس حزب الفضيلة، عبر صفحته على «فيس بوك»، «الغنوشى»، بتسببه فى هزيمة الثورة التونسية (فى إشارة إلى خسارة التيار الإسلامى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بتونس)، وسعيه لإفشال مخطط الإخوان فى مصر قائلاً: «زعيم النهضة أضاع ثورة تونس وصار حريصاً على ضياع الثورة المصرية، وإن ثورة الأمة واحدة والثورة المضادة واحدة وبينهما من لم يتأهل لحمل أعباء الحرية».
فيما قال محمد رمضان، أحد الكوادر الشبابية داخل الإخوان، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن «الغنوشى، تخلى عن التيار الإسلامى من أجل تحقيق مصالح شخصية له، عندما ارتضى عدم ترشح مرشح إخوانى فى الانتخابات الرئاسية التونسية، وتعاون مع الرئيس الجديد الباجى قائد السبسى، الذى يمثل التيار العلمانى، على حد وصفه، متخلياً عن خلفيته الإسلامية، وأضاف رمضان أن هناك غضباً شديداً داخل القواعد الإخوانية فى مصر وعدد من الدول، بسبب تعاون «الغنوشى» مع القيادة الجديدة فى تونس، وتكرار انتقاده لإخوان مصر فى أكثر من مناسبة. فى سياق آخر، سرد عصام تليمة، أحد الكوادر الإخوانية، تفاصيل الأزمة بين قيادات الإخوان، قائلاً: «هناك رأيان فى التنظيم، رأى اختفى أصحابه لفترة من المشهد، ثم فوجئنا بعودتهم تحت دعوى الحفاظ على خط الجماعة وهو السلمية، ورأى آخر أراد اختطاف الجماعة لخط العسكرة والتسلح». وتابع: «للسلمية أدوات تجعلها ناجحة بقوة، وهى أربعة ملفات تدار بها، ملف فى الداخل وهو الحراك بكل مكوناته وأموره، وهو ما يديره إخوان الداخل بلا شك، وثلاثة ملفات فى الخارج مسئول عنها قيادات الخارج، وهى: «إعلامى - حقوقى - سياسى»، والمسئول عن هذه الملفات والإجراءات طيلة عام ونصف، حتى بضعة أشهر مضت، هو هذا الفصيل الذى فجأة عاد للمشهد إعلامياً فقط، فماذا تم على يديه خلال هذه المدة فى هذه الملفات الثلاثة المهمة للسلمية؟».
وأضاف تليمة، فى مقال له عبر أحد المواقع الداعمة للإخوان: «على المستوى الإعلامى، كان إعلام الجماعة أداؤه سيئاً وضعيفاً بشهادة الجميع، وعلى المستوى الحقوقى الدولى، أخفق فى معظم القضايا المرفوعة بالخارج، وأعطى الملفات لمن لا علاقة لهم بالحقوق والقانون، وعلى المستوى السياسى، خرَّب علاقة الجماعة والحراك بكل الدول الداعمة له، بداية من جنوب أفريقيا، وانتهاء بقطر وتركيا، وهذا ما لا ينكره راصد لأداء الإخوان والحراك من داخل الإخوان وخارجهم».
واستطرد قائلاً: «هذا الإخفاق فى أدوات السلمية جعل الشباب يكفر بها، ظناً منه أنه لا جدوى منها، وأنه لا قيمة لها، فمن المسئول عملياً عن كفر الشباب بالسلمية وضغطه للجوء للعنف؟ يقيناً هو من أدار المشهد فى هذه المرحلة بهذا المستوى السيئ، الذى كان (وكسة) كبيرة بلا جدال. ومن كان سبباً فى المشكلة، يقينا لن يكون جزءاً من الحل، فضلاً عن أن يكون الحل ذاته».
وأشار تليمة: «الدكتور محمود غزلان لا يمثل أى مرجعية معتبرة لدى صفوف الإخوان من حيث التأصيل الشرعى، أو المرجعية التنظيمية، ليس تقليلاً من شأن الرجل، بل هى توصيف لحاله داخل الجماعة حالياً، فليس الرجل فقيهاً إسلامياً حتى يعتبر كلامه فتوى شرعية يلتزم بها الإخوان، وليس للرجل موقع تنظيمى كمرشد الجماعة أو أحد نوابه مثلاً».