خبراء يرفضون عودة القنوات الإخوانية: تحرض على الدولة وتهدمها
لحظات طويلة انتظرها الشعب المصري، يفكر فيما يحمله بيان القوات المسلحة لهم، الذي سيلقيه الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة التي شهد لها التاريخ، والتي حددت مصير شعب طالت معاناته، وتم الإعلان عن خارطة الطريق التي أطاحت بحكم الإخوان، والتي أعقبها قطع البث عن عدد من القنوات الموالية لهم وكان من بينها قناة "الناس" وقناة "الحافظ"، و"أمجاد" التابعة للتيار السلفي، والتي كانت تقوم بنقل الصورة من ميدان رابعة العدوية الذي يضم كل مؤيدي محمد مرسي، بالإضافة إلى ميدان النهضة، وكان ذلك تجنبًا لحدوث فتنة بين الشعب المصري ووقوع أي اشتباكات.
قامت "الوطن" باستطلاع آراء بعض الخبراء الإعلاميين والباحثين حول أسباب إغلاق تلك القنوات وهل إذا عادت والتزمت بالجانب الدينى دون السياسي سوف تشكل خطراً على الدولة؟
قال الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، إن القنوات التى قطع بثها عقب ثورة الثلاثين من يونيو كانت تحرض الناس على أن تقتل وتهدم مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى دعم وتمويل إقليمي ودولي، موضحاً أن في الأحوال العادية لا يجب غلق أي قنوات فضائية، لكن التهديد الإرهابي الذي شهدته وما زالت تشهده مصر أدى إلى اتخاذ إجراءات تنفيذية سريعة لمواجهته.
وأضاف عبدالعزيز، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن مثل هذه القنوات تهدد الأمن القومي للبلاد لأن مثيلاتها في تركيا تقوم بنفس الدور التحريضي على الإرهاب، ولا بد أن يعاد بناء النظام الإعلامي ويتم القضاء على الخطر الإرهابي، مشيرًا إلى أن تلك القنوات تم إغلاقها بشكل استثنائي لأنها كانت تشكل خطرًا استثنائيًا عالي الحدة، وإغلاقها كان ضرورة ملحة تقوم بها أى دولة، مشيراً إلى أن عودة تلك القنوات مع التزامها بالمحتوى الديني لن يمثل خطراً كبيراًً.
ومن جانبها رفضت الدكتورة ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة سابقاً، فكرة وجود قنوات دينية سواء كانت مسلمة أو مسيحية، وقالت إن جميع القنوات التي تم إغلاقها تحرض على الفتن الطائفية والعنف والإرهاب، مؤكدة أن تلك القنوات كانت تمارس دورها التحريضي قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، فلم تكن تدعو لقيم الإسلام النبيلة، وإنما كانت تدعو لبث الكراهية بين المسلم والمسيحي، ودورها لا يتلاءم إطلاقاً مع الدين ولا العلم ولا الإعلام.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ "الوطن"، أنه لا يمكن تخصيص قنوات دينية بهذا الشكل، تصدر فتاوى غريبة تحرض على الإرهاب، مشيرة إلى أن العبادات والمعاملات منبعها الأسرة وليس الإعلام، وأوضحت أن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى تكاتف من جميع مؤسسات الدولة، وأكدت أن تلك القنوات فشلت في الالتزام بالجانب الدينى وخالفت مسارها بالتدخل في السياسة.
وقال الدكتورعمرو عبد المنعم، باحث في الحركات الإسلامية، إن قطع البث عن القنوات الدينية عقب ثورة 30 يونيو كان له هدفان، الأول كان مباشراً ومقصوداً يعدم وجود خاصية إعلامية للإخوان والمؤيدين لهم، أما الهدف غير المباشر فكان نوعًا من ضرب الإخوان لأن معظم القنوات الدينية كان أداؤها سلبيًا لا يتلاءم مع المجتمع المصري، مؤكداً أنه ضد ضرب حرية الإعلام بشكل عام، وكان الأفضل إيجاد ميثاق شرف.
وأضاف عبدالمنعم، لـ"الوطن"، أن هناك قنوات تعبِّر عن التيار السلفي وهو معتدل، وقنوات أخرى كانت لا تعبر عن التيار السلفي والإخواني وتم غلقها.