من معسكر "عداء النظام" إلى معسكر "الدعاء لمصر".. رحلة شباب إيجابي
100 ثم 60 وأخيراً 17 شهيداً.. أرقام متضاربة بشأن عدد ضحايا الهجوم الإرهابى الذى نفذته جماعات مسلحة، أمس الأول، بالشيخ زويد، أدخلت الكثير من المصريين فى حالة من الرعب الشديد، خاصة مع البيان الصادر عما يسمى «ولاية سيناء»، حول حجم الدمار الذى حدث هناك «سينا شكلها بتضيع» جملة ترددت على ألسنة الكثيرين أمام المشهد، حتى هؤلاء الذين أعلنوا مقاطعتهم للأحداث الجارية نظراً لحالة السخط الشديدة لديهم بشأن السياسات الحالية.
زملاؤهم المسجونون، الذين يؤمنون بأنهم «مظاليم» والقوانين والقرارات الرسمية التى لا تصب فى المسار الصحيح، بحسبهم، جعلتهم يفقدون الأمل فى حال أفضل لبلدهم ووضعتهم على خارطة المعارضة لسياسات الرئيس السيسى وطريقة إدارة حكومته للأمور، لكن اختفى كل شىء مع أنباء «الشيخ زويد»، لتبدأ محاولات عدة للمساعدة، سواء بالتبرع بالدم أو محاولة تنظيم قوافل طبية وإنسانية لسيناء أو حتى بالدعاء.
«كنت فاكرة إنى خلاص رميت طوبة البلد، ودايماً أقول فى أول فرصة هسافر» تتحدث سعاد عبدالرسول، التى فوجئت بدموعها أمام الأحداث: «حسيت إن جزء من البلد هيروح، عشرات الشهداء وطرق مفخخة وإسعاف عاجز عن الوصول، وبيانات لولاية سيناء خلونى أحس بأن الصورة سودا» بدأت «سعاد» فى البحث عن حل «إيه اللى ممكن يتعمل؟ نتبرع بالدم، ننظم لجنة ونزور أهالى الشهداء؟».. تحمل «سعاد» كثيراً من الغضب تجاه كثير من السياسات الرسمية المتبعة حالياً، لكنها ترى أن هناك مبدأ لا يمكن الاختلاف عليه: «اللى بيحصل فى سيناء حرب مع طرف فاجر، فى منتهى العنف ولو تهاونت فى ده أبقى بسلم بلدى زى ما كل دول المنطقة اتسلمت حوالينا، اللى حصل كان اختبار للوطنية».
«أنا وكتير ضد الطريقة الحالية فى إدارة الأمور، لكن هدفنا واحد.. وطن أجمل» تتحدث رشا عبدالمنعم، التى بدأت فى التواصل مع أصدقائها لبحث فكرة السفر إلى الشيخ زويد: «لقينا إننا هنكون عبء على الأمن هناك، اكتفينا بحملات التبرع بالدم والدعاء لجيشنا»، شعرت «رشا» بدورها بالرعب على ما يحدث فى سيناء «فى لحظة زى دى مفيش مساحة للحديث عن معارضة أو هجوم، كلنا كنا مع مصر وجيشها بقلبنا، نقطة دم واحدة تفرق سواء كان الضحايا 100 أو 17».