المسافرون بين نارين.. السوق السوداء وأجرة "الميكروباص"
وصل إلى محطة مصر فى رمسيس، وعلى مقربة من رصيف رقم 11، المتجه إلى محافظات الصعيد، وأمام شبابيك التذاكر، أخرج نقوده ليحجز تذكرة قطار إلى محافظة سوهاج. زحام وطوابير ومواطنون يفترشون الأرض فى المحطة منذ الصباح الباكر، لم يكن المشهد غريباً، خاصة مع اقتراب عيد الفطر المبارك، لكن الزيادة فى أسعار التذاكر ضاعفت من معاناته. تعوّد أحمد جمال، 29 سنة، أن يسافر مرتين كل عام لقضاء إجازة العيد بين أهله، لكن ليس أمامه هذه المرة سوى طريقتين للسفر، إما اللجوء إلى السوق السوداء، أو إلى الميكروباصات، والخياران أحلاهما مر. «أسعار الدرجات المكيفة مرتفعتش من 2007، افتكروا يرفعوها مع أزمة العيد»، مشيراً إلى أن الهيئة لم تراع الظروف الاجتماعية التى يمر بها عمال وجه قبلى، ويضيف: «بقيت بين نارين مع زيادة الأزمة وعدم تمكنى من الحصول على تذكرة، إما أشترى من السوق السوداء والسعر يزيد أكتر، أو أركب ميكروباص، والسواقين استغلوا الأزمة ورفعوا الأجرة»، 4 ساعات قضاها أمام شباك التذاكر دون جدوى، ليقرر بعدها المغادرة إلى موقف عبود لاستقلال سيارة أجرة تنقله إلى بلده: «بعد انتظار طويل، الموظف قال لنا تذاكر العيد خلصت، يعنى بالعربى مفيش غير السوق السوداء، أو نسافر بعد العيد، فاضطريت آخد ميكروباص، وأدفع الأجرة الزيادة أرحم من السوق السوداء». وكانت حركة السفر بين محافظات الوجهين القبلى والبحرى شهدت حالة من الارتباك، منذ أول يوليو الحالى، بعد تطبيق الزيادة الجديدة على تذاكر القطارات المكيفة، الدرجتين الأولى والثانية، واستغل سائقو الميكروباص فى مواقف عبود، والمنيب، والمرج، القرار، ورفعوا أجرة الركوب إلى محافظات الصعيد بنسب تتراوح بين 3 و5% .