عم "عبداللطيف" حاول تسليك البلاعة وقع فيها.. "عايز يلاقي أكله وشربه"
أثناء تسليكه لإحدى بالوعات الصرف في قرية النوافعة بمحافظة الشرقية، حيث كان يعمل ويسكن "عبداللطيف عبدالرحمن سليمان" (63 عاما)، وقع في إحدى بالوعات الصرف الصحي، الواقعة التي مر عليها 5 سنوات كاملة، محاولات الأهالي لإنقاذه آنذاك وتقديم الإسعافات الأولية لم تكن كافية لتزيل الألم والإصابة البالغة في العمود الفقري وذراعه اليسرى، فبالرغم من عمله بهيئة الصرف الصحي إلا أنه لم يتحصل سوى على 300 جنيه مساعدة ولم يستطع صرف معاش يعينه على حياته المعيشية ويصرف على زوجته التي تعاني من مرض مزمن وتسكن معه، "ظهري مكسور ودراعي واللي بقبضة من هنا يا دوب بيكفي الأدوية".
لا يجد عم "عبداللطيف" مأكل أو مشرب له ولزوجته إلا بعض الطعام المتبقي من جيرانه لكنه استطاع أن يزوج بناته الثلاث وهم في سن صغير قبل إصابته بعام واحد، فيقول الرجل الستيني، "كل اللي عايزه ألاقي أكل وشرب والجيران الله يباركلهم أنهم استحملوني لحد كدة"، مشيرا إلى أنه بعد إصابته لم يذهب للعمل ولم يستطع صرف مستحقاته أو معاش ثابت له يعينه على المعيشة، فلم يتبقى سوى بعض مجهودات آهالي الخير لتوفير بعض النفقات للمعيشة لكنها بالكاد تكفية يحمد الله كثيراً حتى لو كانت المساعدات ضئيلة.
يقول الشيخ حازم، أمام إحدى المساجد بالقرية، "الناس في القرية غلابة ورغم كدة بيساعدوا غلابة زيهم"، مؤكدا أنه يحاول أن يجمع لعم "عبداللطيف" شهرية لا تتعدى 20 جنيها أو أقل تصل لـ 10 جنيهات شهريا، متعجبا "القرية معدمة وعم عبداللطيف من الناس اللي مش بتعرف فين حقها ولا تدور عليه ودول كثر".
أمل صلاح، إحدى السيدات التي تجمع المساعدات لعم "عبداللطيف"، تؤكد أن زوجته البالغة من العمر 55 عاما لا تستطيع العمل لتعول الزوج لأنها مريضة بمرض مزمن يمنعها عن الحركة أو العمل، وفق قولها "إحنا في أيام مفترجة واللي عايز يعمل خير أو يدفع صدقه لعم عبداللطيف واللي زيه أولى وهيكون نصيبة كبير في الحسانات خصوصاً في شهر الخير"، مشيرة إلى أن 300 جنيه هي تعتبر مساعدة ومنذ أن فقد وظيفته وصحته أثناء تأدية عمله لم يعرف يتحصل على معاش فاعتبرا أنها معاشه، حسب وصفها "ناس كتير بتضيع حقوقها علشان معندهومش اللي يدور عليه ويجري واه في متاهة الأوراق والروتين الحكومي".