ما بين "خطأ طبي" و"ضمور في المخ".. الإهمال يدفع "دينا" للموت
طفلة صغيرة تبلغ من العمر عامين، سقطت على الأرض وهي تلعب كغيرها من الأطفال، لم يكن والداها يعلمان أن وقوعها في هذه اللحظة سيكون أولى خطواتها نحو الموت، هي دينا عبدالرازق، بدأت المشكلة لديها بنقطة حمراء في العين، بعدها بدأت تفقد نظرها شيئًا فشيئًا حتى اضطر الأطباء إلى تحويلها لمستشفى لتقوم بإجراء عملية "انفصال شبكي" بها.
الطفلة دينا عبدالرازق ذهب والداها إلى مستشفي خاصة للعيون، لكن أصابتهما الصدمة عند معرفتهما بثمن إجراء العملية التي تتكلف 16 ألف جنيه، فاستضافهما أحد البرامج التليفزيونية، وبعد عرض والدها عبدالرازق أحمد مشكلته في الإعلام، وبعد ظهوره في هذا البرنامج حوله المتحدث باسم وزير الصحة إلى مستشفى الهرم، قابل والدها مدير المستشفى بعد تحويل وزير الصحة له، فتم حجزها في غرفة لتجهيزها للدخول لغرفة العمليات وإجراء العملية لها في 13 نوفمبر 2014.
فوجئ والدها يوم 27 من نفس الشهر بطلب من ممرضة تدعى هناء، بأن تأخذ ابنته ليتم إعطاؤها الجرعة المقررة لها من العلاج، فدخلت الممرضة الغرفة ومعها 6 سرنجات، وقامت بإعطائها 8 سم من الكالسيوم الموجود بالحقن في أقل من دقيقة ونصف، بعدها أصيبت الطفلة دينا بتشنجات وارتعاش لجسدها بالكامل ثم توقفت ضربات القلب، حسبما روى والدها.
تركتها الممرضة بدعوى أنها ستحضر لها الأطباء لإنقاذها بعد التطور السريع الذي شهدته الطفلة بعد الحقنة، لكن والدها أخذ يبحث عن الممرضة والأطباء أملا في انقاذ ابنته لكنه لم يجد أحدا، فحملها مهرولًا فأخذها الأطباء وقاموا بإنعاش القلب مرة أخرى ومن ثم وضعها في غرفة العناية المركزة.
وفور رؤية الأطباء لما حدث للطفلة نشبت مشادات بين الأطباء والممرضة التي قامت بإعطاء الحقن لها، وتبين أن الممرضة أعطت الطفلة الحقن بطريقة خاطئة، حيث كان من المفترض إعطاء الحقنة بالتنقيط البطيء، وليس بالحقن المباشر السريع في الوريد المركزي، ما أدى إلى وفاتها وتحويلها إلى جثة هامدة تحت الأجهزة الطبية.
ورغم أن المستشفى سجلت وفاة الطفلة دينا يوم 18 ديسمبر، إلا أن المستشفى قالت في تقريرها أن سبب الوفاة هو إجراء عملية في القلب بمستشفى الدكتور مجدي يعقوب بأسوان، حيث أكد والدها أنها لم تقم منذ ولادتها بإجراء أي عمليات بالقلب، رغم أنها كان لديها ثُقب بالقلب إلا أنها أجرت متابعات علاجية مع الدكتور مجدي يعقوب الذي أكد لوالديها أن هذا الثقب يولد به أطفال كثيرون، وينعدم وجوده بعد عام وهو ما حدث بالفعل لدينا، ونفت مؤسسة مجدي يعقوب في خطاب لوالدها أن تكون دينا أجرت أي عملية بداخل المستشفى، وأن الأمر اقتصر فقط على متابعات علاجية دون تدخل جراحي.
من جانبه، نفى هاني مصطفى راشد مدير المستشفى، ما قاله والد الطفلة دينا، من أن طريقة "الحقن" كانت السبب في وفاة ابنته، مؤكدًا أن الطفلة كانت تعاني من فيروس "الروبيللا"، كما كانت تعاني الطفلة من ضمور في خلايا المخ، واستطرد راشد أنه صمم على أن تقوم النيابة الإدارية بالتحقيق في هذه المشكلة، متوعدًا بالمطالبة بحقه إذا حفظت النيابة القضية، مضيفًا أن هذا يعد تشهيرا للمستشفى دون وجه حق.
بيان حالة الطفلة دينا من مستشفى أسوان
بيان حالة الطفلة دينا من مستشفى الهرم