«السيسى» إذا غضب
«السيسى» إذا غضب
الرئيس عبدالفتاح السيسي
اتقِ شر «السيسى» إذا غضب، وهو غاضب ومستاء من أداء حكومة المهندس إبراهيم محلب منذ بضعة أشهر، لكنه منح هذه الحكومة الفرصة تلو الأخرى، وتعامل مع أخطائها بصبر وحكمة، على الرغم من الضغوط التى مورست عليه -هو شخصياً- ليغيرها أو يعدلها.
كان سؤال: «لماذا تسكت على هذه الحكومة» يواجه الرئيس فى غالبية لقاءاته، سواء مع قوى سياسية أو مدنية أو مع إعلاميين أو حتى مع النخب المثقفة، وكان الرئيس يسمع ويتفحص الوجوه المتسائلة وهو يدرك أن ثمة شعرة تفصل بين الهوى والمصلحة العامة، لذا كان يقابل السؤال بابتسامة «المقاتل» الذى يعرف بالضبط متى يتخذ القرار، وما مدى جاهزيته لتحمل النتائج، ولأن الرئيس يدرك جيداً منذ توليه الحكم أن المعركة ضد الفساد و«مشتقاته» لا تقل أهمية عن المعركة ضد الإرهاب و«ميليشياته».. فقد دقق كثيراً فى اختيار اللحظة التى ينبغى أن يفتح فيها ملف الفساد، حتى لو استتبع ذلك تغيير الحكومة، بوصفها أداته الأولى والوحيدة فى حربة ضد هذا الفساد (ولك أن تتخيل قسوة أن يكون أعضاء فى هذه الحكومة نفسها متورطين أو تحوم حولهم شبهات فساد!).
استيقظ المصريون صباح أمس - السبت- على «إجابة» لسؤالهم الموجع: متى تغير حكومة محلب يا سيادة الرئيس؟!. كانت قضية فساد وزارة الزراعة بمثابة القشة التى قصمت ظهر هذه الحكومة، وكان أداؤها من قبل قد أثار موجات من الاستياء والسخرية والإحباط لدى قطاعات عريضة من المصريين.
كان أداء حكومة محلب قد تردّى وهبط فى الأشهر الأخيرة، حتى إنها أصبحت حكومة «شو»، لا تنجز بقدر ما تتحدث، ولا تشتبك مع قضايا المواطن وهمومه اليومية بقدر ما تشتبك مع الإعلام والإعلاميين، وبدا أن الأهم بالنسبة لغالبية وزرائها أن يفتحوا قنوات اتصال - سرية أو معلنة - مع إعلاميين، وكانت النتيجة أن الإعلام نجح فى استدراج الحكومة بعيداً عن معاركها الأساسية، فيما فشلت الحكومة فى استرضاء الإعلام (لأنه بطبيعته لا يرضى ولا يقف عند صداقة)، ففشلت فى كل شىء، وحق عليها التغيير..
هل تأخر الرئيس فى قرار التغيير؟.
إطلاقاً. وعلينا أن ندرك أن صبر الرئيس وسعة صدره سيكونان من الآن وصاعداً بمثابة الحبل الذى سيشنق به «المسئول» نفسه إذا أخلّ بواجبه.