عائلة زكي بدر الوزارية.. كلاكيت "تالت مرة"
عائلة زكي بدر الوزارية.. كلاكيت "تالت مرة"
زكي بدر وأحمد زكي بدر
يقول المثل المصري الشهير "ابن الوز عوام".. كلمات تنطبق على الدكتور أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية الجديد، الذي تولى وزارة التربية والتعليم في عهد الرئيس الأسبق مبارك، لكنه عوام احترف السباحة ضد التيار، وإثارة الكثير من الجدل مثل والده زكي بدر وزير الداخلية الأسبق، الذي وصفه كثيرون بأنه أحد أعنف وزراء الداخلية الذين شهدتهم مصر وأكثرهم خروجا عن النص.
تولي الدكتور أحمد زكي بدر منصب التربية والتعليم، خلفا ليسري الجمل في 3 يناير 2010، ومع توليه مهام منصبه، تباينت ردود الأفعال حوله، حيث قوبل في البداية باستحسان الكثيرين، بفضل زياراته المفاجئة للمدارس ومتابعته لمدي انتظام سير العملية التعليمية عن قرب، فضلا عن اتخاذه قرارات اتسمت بالسرعة والصرامة لمواجهة الإهمال في المدارس، ما دفع بعض وسائل الإعلام، لإطلاق لقب "الوزير الديناميكي" عليه، كونه كان كثير الحركة في الشارع، ولا يفضل الجلوس في مكتبه.
مع استمرار بدر في وزارة التربية والتعليم، وحتى استقالته في 29 يناير 2011 عقب ثورة يناير، واجه بدر بعض الأزمات التي تسببت في إثارة غضب الجماهير والتقليل من شعبيته السابقة، كان أكثرها شراسة ما عُرف بـ"أزمة الكتب الخارجية"، حيث أصدر قرارا برفع أسعار تراخيص الكتب الخارجية، لتصل إلى مليون ونصف عن الكتاب الواحد، ما أدى لموجة من الغضب الشديد لدى أصحاب دور النشر الذين رفعوا في المقابل أسعار الكتب، وأولياء الأمور الذين عانوا من ذلك، نظرا لاعتماد أغلب الطلاب على الكتب الخارجية في المراحل التعليمية المختلفة.
وإلى جانب أزمة الكتب الخارجية، واجه بدر بعض المشكلات داخل الوزارة نفسها، فمع إصداره قرارا بنقل 32 موظفا من قطاع الكتب إلى الإدارات التعليمية، نظم مئات الموظفين مظاهرة حاشدة داخل الوزارة، احتجاجا على القرار، ما أدى إلى تراجع الوزير عن قراره، كما جاء قراره بتحويل 6 من المدارس القومية في الإسكندرية والسادس من أكتوبر إلى مدارس تجريبية، على قمة قراراته التي ساهمت في زيادة غضب الطلاب وأولياء الأمور، وأُلغيّ القرار مع صدور أحكام قضائية ضد تحويلهم لمدارس تجريبية.
وكما حدث أثناء تولي الدكتور أحمد زكي بدر لحقيبة التربية والتعليم سابقا، تباينت ردود الأفعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب حلفه اليمين كوزيرا للتنمية المحلية، في حكومة الدكتور شريف إسماعيل، حيث يرى البعض أنه سيساهم في تنظيف المحليات، نظرا لمواقفه المعروفة من مواجهة الفساد، بينما يرى البعض الآخر الاختيار، على أنه إعادة لتجربة سابقة لم تنجح.
وكان والده زكي بدر، رابع وزير داخلية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث عُرف بكلماته اللاذعة وخروجه الدائم عن النص في نقد معارضيه، والذي كان سببا رئيسيا في خروجه من الوزارة حين تجاوز في التعبير عن رأيه في بعض رجال الدولة، أثناء لقائه بضباط المعهد الدبلوماسي في مؤتمر ببنها، كما كان بطلا لحادث شهير تحت قبة البرلمان عام 1987، حيث صفع النائب طلعت رسلان بعد انفعاله، نتيجة لنقد زكي بدر الشديد للنائب فؤاد سراج الدين.
عانت مصر خلال الفترة التي تولي فيها زكي بدر وزارة الداخلية، حالة من الاحتقان السياسي، نتيجة سياساته الأمنية التي دفعت البعض لوصفه بأنه أعنف وزراء داخلية مصر، كما كانت سببا رئيسيا في تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في 16 ديسمبر 1989، على يد مجموعة من الإرهابيين بواسطة سيارة مفخخة، كان يقودها طالب في كلية طب جامعة أسيوط.