نجل العميد حسام خيرت يكشف رحلة والده في البحث عن "سلاح ردع مصري"
نجل العميد حسام خيرت يكشف رحلة والده في البحث عن "سلاح ردع مصري"
خالد خيرت
نشر الدكتور خالد خيرت، نجل العميد حسام خيرت، الذي أعاده المشير محمد حسين طنطاوي كمستشار في وزارة الدفاع لاستكمال أبحاثه، بيانا له، أكد فيه أن والده هو بطل عملية "الكربون الأسود"، واستطاع أن يدير مشروعا استخباراتيا لأربع سنوات من فرنسا والنمسا والأرجنتين وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها.
المحاولات بدأت في مصر والعراق في وقت واحد
وأكد خيرت في البيان، أن والده استطاع تشكيل فريق عمل من العلماء والمتخصصين في المجالات المختلفة، وقاموا بعمل أبحاث لمشروع نقل تكنولوجيا ومعلومات ومواد وأجهزة تصنيع الصاروخ الأرجنتيني "كوندور 2"، وتطويرها بتقنية ألمانية ومكونات من عدد من الدول من ضمنها الولايات المتحدة، في مصر والعراق في وقت واحد.
خيرت: والدي استطاع خداع "الموساد" و"سي أي إيه" وأدار فريق عمل في عدة دول
وأضاف أن العميد حسام خيرت كانت تراوده فكرة مشروع لامتلاك "سلاح ردع مصري" يكون مكافئا للمشروع النووي الإسرائيلي، وكذلك التفوق الجوي الذي تحاول أن تضمنه الولايات المتحدة لإسرائيل، وذلك عن طريق امتلاك مصر صواريخ باليستية قادرة على إصابة العمق الإسرائيلي برؤوس عالية التفجير.
وتحدث خيرت، عن أن رؤية العميد حسام كانت لنقل التكنولوجيا وتصنيع هذه الصواريخ وتطويرها محليا، وليس مجرد شراؤها الذي هو أسهل كثيراً، وأن هذه الرؤية التقت مع رؤية المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة الذي أعطى الضوء الأخضر ليبدأً هذا لمشروع عام 1984.
أقنع العراق بتمويل المشروع في مقابل إنشاء مصنع آخر للصواريخ داخل العراق
وشرح خيرت بعض الخطوات التي اتخذت لإتمام المشروع، وإقناع العراق بتمويله في مقابل إنشاء مصنع آخر للصواريخ داخل العراق، وهو ما كان، حيث قام العميد حسام خيرت بإنشاء شركات وهمية في عدد من البلاد الأوروبية، وانتحل وطاقمه شخصيات مستعارة ليعيشوا حياة منفصلة تماما عن حياتهم الأصلية في مونت كارلو وسالزبورج.
حصل على مليون دولار مقابل خيانة بلده ثم تنازل عنها للقوات المسلحة المصرية
وتحدث خيرت عن التهديدات والإغراءات التي تعرض لها فريق العمل، حيث حدثت اغتيالات من قبل الموساد لعدد من العلماء الألمان ومحاولات اغتيال واختطاف لوالده وباقي الطاقم، كما عُرِض على والده مرتب مليون دولار سنويا مقابل الانتقال للعمل مع الجانب الأجنبي، ولكنه سايرهم ليحصل على المبلغ ثم تنازل عنه للقوات المسلحة المصرية بإيعاز من المشير أبو غزالة.
وأكد خالد، أن المشروع استمر في العمل حتى سنة 1988 حين تم القبض على الدكتور عبدالقادر حلمي، العالم الأمريكي من أصل مصري، والذي كان يعمل في مؤسسة "ناسا"، ونجح في نقل تقنيات شديدة التطور إلى مجموعة العميد حسام خيرت بالإضافة إلى تجنيد علماء أمريكيين آخرين، كما نجح في تمرير كميات كبيرة من المواد شديدة الحساسية إلى خارج الولايات المتحدة، إلى مصر والعراق، وكان على رأسها "الكربون الأسود" المستخدم في إخفاء الصواريخ عن الرادار.
وقال خيرت إن القبض على الدكتور عبدالقادر حلمي تم أثناء نقله لإحدى الشحنات إلى مصر، وذلك من قبل المخابرات الأمريكية، بإيعاز من الموساد الإسرائيلي.
ووجه خالد خيرت التحية للأبطال الثلاثة، العميد حسام خيرت والده الراحل، والمشير عبدالحليم أبو غزالة، والدكتور عبدالقادر حلمي الذين ضحوا بحياتهم ومستقبلهم في سبيل أن يكون لمصر سلاح ردع، وأن تحصل على العلم والتكنولوجيا، كما وجه التحية للمشير محمد حسين طنطاوي على موقفه الوطني بإعادة العميد حسام خيرت كمستشار في وزارة الدفاع لاستكمال أبحاثه.