منازل عائمة وشوارع غارقة ومشروعات متوقفة فى 4 محافظات كبرى
منازل عائمة وشوارع غارقة ومشروعات متوقفة فى 4 محافظات كبرى
11:29 ص | الأربعاء 04 نوفمبر 2015
مياه الصرف الصحى
يختلف المكان واسم المحافظة أو المدينة أو الشارع، لكن الحال المزرى والأوضاع المتدهورة نتيجة توقف مشروعات الصرف الصحى أو الحرمان منها، واحد، منازل عائمة وشوارع غارقة ومشروعات متوقفة فى 4 محافظات كبرى هى الغربية وأسيوط والبحر الأحمر وكفر الشيخ، وفى كل محافظة تتعدد الأسباب وتصب فى النهاية فى خانة الإهمال الحكومى والعجز عن التمويل، فضلاً عن الإهمال والتراخى فى التنفيذ، ما جعل الأزمة تطول لسنوات، وصلت فى بعض المحافظات إلى ربع قرن.
فى الغربية يبلغ عمر «المعاناة» من منظومة الصرف الصحى 30 عاماً، بسبب تهالك الشبكات التى أنشأها الأهالى بالجهود الذاتية لحين إتمام الجهات التنفيذية بالمحافظة عملها واستكمال المحطات والمشروعات المتعطلة منذ أكثر من 10 سنوات تقريباً.
فى قرى «كتامة ومشلة وشبراقاص وكفر خزاعل وكفر شبرا اليمن والناوية وميت عساس وكفر الثعبانية ودمرو ونمرة البصل وشقرف وشبرا النمل والقيصيرية وبطينة وبشبيش»، تسربت مياه الصرف الصحى أسفل المنازل، وتسببت فى حدوث تصدعات وشروخ فى الطوابق السفلية وسط انبعاث الروائح الكريهة وشيوع الحشرات التى قد تصيب الأهالى بالأمراض والأوبئة المزمنة والمميتة.
الحاج متولى الشهاوى، أحد أهالى قرية نمرة البصل التابعة لمركز المحلة، أكد أن مشروع الصرف الصحى بالقرية، الذى أنشأه الأهالى بالجهود الذاتية، لا يتصل بالشبكة الرئيسية للصرف، ما تسبب فى أزمة حقيقية يعانى منها أكثر من 45 ألف نسمة، يسكنون بالقرية، وأوضح أن وزارة الإسكان أوكلت آليات تنفيذ محطات الصرف الصحى إلى شركة المقاولين العرب فى سنة 2007 إلا أن الشركة لم تنته من أعمالها.
فى المقابل أشار حسن محمد، مزارع، وأحد أهالى قرية المعتمدية بدائرة مركز المحلة، إلى أن أهالى القرية تأكدوا من تخصيص 60 مليون جنيه لإتمام مشروعات الصرف الصحى على مستوى قرى مركزى سمنود والمحلة ورغم ذلك لم تنته الشركة المكلفة من تلك المشروعات.
وقالت حسناء محمد، من أهالى قرية الناوية التابعة لمركز سمنود، إن مياه الصرف أغرقت العشرات من المنازل بسبب تهالك المواسير وعدم صلاحيتها، مضيفة أن حلول أمطار الخريف والشتاء تسبب فى انتشار البرك والمستنقعات وانتشار الأوبئة والأمراض المعدية، كما غرقت مدارس قرية كتامة وصان الحجر وبناصير فى مياه الأمطار والصرف.
وكشفت تقارير بالهيئة القومية للصرف الصحى، أعلن عنها ديوان المحافظة، أن 60% من القرى خارج نطاق الخدمة، اضطر سكانها إلى إنشاء مواسير صرف بلدية والتخلص من المياه فى المصارف والترع الجافة طوال الـ10 سنوات الماضية لمواجهه الأزمة، وأضافت التقارير أن وزارة الإسكان خصصت 120 مليون جنيه لتطوير شبكات الصرف الصحى بقرى ومراكز طنطا والمحلة والسنطة وسمنود وبسيون، بسبب تكرار أزمات غرق القرى وارتفاع منسوب مياه الصرف الصحى فى عدد من المصارف العشوائية والترع الجافة، طبقاً لمعدل زمنى لا يزيد على 3 سنوات.
ومن جانبه أصدر سعيد مصطفى كامل، محافظ الغربية، توجيهاته بوضع خطة على المدى القصير من خلال التنسيق بين جميع الأجهزة التنفيذية وخطة على المدى الطويل لتقديم رؤى واقتراحات لتلافى حدوث أى مشكلة فى المستقبل بشأن غرق الشوارع وإجراء صيانة للشبكات وتوفير سيارات لشفط المياه وقت الحاجة.
وفى أسيوط، تعوم العقارات على مياه الصرف الصحى، بلا مبالغة، والكارثة لم تتوقف هنا فقط بل تختلط مياه الشرب بمياه الصرف، فى الوقت الذى تتضاءل فيه نسبة المستفيدين من خدمة توفير شبكات الصرف مع باقى المحافظات، فأغلب مدن وقرى المحافظة محرومة حتى الآن، وتعتمد حتى الآن على «الطرنشات» التى قد تؤدى إلى انهيار المنازل فى أى لحظة.
فى منطقتى المصلى والفواخير، غرب أسيوط، يعانى الأهالى من استمرار طفح المجارى، وإغراق الصرف الصحى للشوارع، ودخول مياهها إلى المنازل، وأكد الأهالى أنهم تقدموا بشكاوى أكثر من مرة لكن شركة المياه ترفض حل المشكلة، معلّلة رفضها بأن شركة حسن علام هى المنفذة للمشروع ولم تتسلمه منها بعد، وأضاف الأهالى أنهم عندما ذهبوا إلى شركة حسن علام رفض مسئولو الشركة مقابلتهم، وطالبوهم فى المقابل بالذهاب لشركة مياه الشرب.
وفى قرية عزبة النخل، التابعة للوحدة المحلية لقرية مير بالقوصية، تغرق مياه الصرف الصحى الشوارع بسبب توقف مشروع الصرف الصحى بقريتى عنك والحبالصة بالقوصية، لعدم توافر التمويل اللازم له، رغم قيام المواطنين بشراء الأرض وتخصيصها لإنشاء محطة الرفع بالمشروع، ووضع حجر الأساس وتسليم المشروع للشركة المنفذة، وبعدها تم رفع المعدات من المشروع بدعوى عدم وجود تمويل.
وذكر عبدالناصر يوسف، أحد أهالى القوصية، أن «المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، قال لنا بالحرف الواحد: كل ما تم فى ذلك المشروع كان وهماً، والحكومة والمحافظ السابق كانا يوهمان الناس لمدة عام»، وفى قرية الزرابى، التابعة لمركز أبوتيج، يعانى أهالى مساكن قرية الزرابى الغربية من استمرار طفح مياه الصرف، ومحاصرة منازلهم، الأمر الذى أصابهم بالأمراض، والأوبئة والحشرات الضارة، وكذلك بأمراض جلدية خطيرة.
وفى البدارى، وعلى الرغم من أن مشروع الصرف الصحى أوشك على الانتهاء بتكلفة تقارب الـ171 مليون جنيه، ويخدم المشروع نصف مليون مواطن، ويمتد العمل به ليشمل قرى كثيرة فإن المشروع لم يتم تشغيله حتى الآن.
ومن جانبه ناقش المهندس ياسر الدسوقى، محافظ أسيوط، موقف مشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب على مستوى المحافظة خلال اجتماعه بمسئولى الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بأسيوط، مطالباً بوضع تقرير كامل عن كل مشروع على حدة يتضمن تاريخ إسناده، الموقف الحالى، تاريخ تسليمه، والمعوقات وغيرها، فضلاً عن تقرير دورى لمستجدات الموقف، وأوضح «الدسوقى» أنه لن يسمح بأى تقصير فى خطوات تنفيذ المشروعات وفق الخطة الموضوعة، فيما أوضح المهندس محمد صلاح، رئيس شركة مياه الشرب والصحى بأسيوط، أن مشاكل ومعوقات إنهاء مشروعات مياه الشرب بمراكز المحافظة، التى تعرقل اكتمالها راجعة إلى خلافات نزع ملكية أراض أو تمويل وغيرهما من الأسباب.
وفى البحر الأحمر تعتبر مشكلة الصرف الصحى من أبرز المشاكل التى تعانى منها مدينة الغردقة، بسبب تأخر إنهاء العديد من المشروعات، ما أدى إلى غرق الشوارع فى مياه الصرف، وسط استياء الأهالى والسياح على حد سواء، خاصة بعد أن باتت الأزمة متكررة فى إحدى أكبر المدن السياحية فى مصر.
وأرجع مصدر بشركة مياه الشرب والصرف الصحى، رفض ذكر اسمه، المشكلة إلى تهالك الشبكة فى مناطق وعدم دخول الخدمة فى مناطق أخرى، لافتاً إلى أن شارع «شيرى» من أهم شوارع المدينة السياحية، وأكثرها تضرراً من تأخر الانتهاء من مشروعات الصرف بمنطقة السقالة، حيث تتعرض المنطقة بشكل مستمر «لطفح المجارى»، مشيراً إلى أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى تلقى بالمسئولية على عاتق الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحى، بدعوى أن مسئوليتها تنحصر فى أعمال التشغيل والصيانة فور استلام مشروعات الصرف المنفذة بواسطة الهيئة، وأوضح أن شبكة الصرف الصحى بشارع «شيرى» ما زالت تحت التنفيذ وتخضع لمسئولية وإشراف الهيئة القومية، على حد قوله.
واستمرت معاناة الأهالى من سكان منطقة «الأمل»، من أزمة الصرف الصحى التى لا تنتهى، و«مياه المجارى» لا تجف فى شوارع المنطقة، وقال عصام عبدالحكم، من سكان المنطقة، إن مياه الصرف لا تفارق الشوارع مطلقاً بسبب تهالك الشبكة وتأخر أعمال الصيانة، لافتاً إلى أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى دائماً ما ترد على شكواهم بأن المنطقة تتعرض لطفح الصرف الصحى، نتيجة لانخفاض منسوب غرف الصرف بالمنطقة حوالى ٨٠ سم عن مستوى سطح الأرض، نتيجة عدم رصف الطرق وتمهيدها.
وقال المهندس يحيى صديق، رئيس شركة المياه والصرف الصحى بالبحر الأحمر، إن طواقم الفنيين بالشركة تعمل على صيانة شبكات الصرف الصحى للمناطق المتضررة، مؤكداً أن تكلفة مشروعات الصرف الصحى بالمدينة ٨٠٠ مليون جنيه بطاقة 27 ألف متر مكعب يومياً.
وكان الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، عنّف مسئولى مياه الشرب والصرف الصحى، خلال زيارته الأخيرة للغردقة، بسبب تأخر تنفيذ المشروعات، مؤكداً أن كل مسئول لديه الصلاحيات الكاملة لمتابعة تنفيذ المشروعات، وشدد على أن مواعيد إنهاء تلك المشروعات ستتم متابعتها من قبل الوزارة، وقرر الوزير تشكيل لجنة لإعداد تقرير عن مشروعات الصرف الصحى بالغردقة لبحث المعوقات والعمل على حلها لتنفيذها فى مواعيدها المقررة نهاية العام الحالى.
وفى كفر الشيخ، توقفت مشروعات الصرف الصحى فى بعض مدن المحافظة لأكثر من 25 عاماً، ما أدى إلى غرق المدينة فى مياه الصرف، وتعطل استكمال البنية التحتية من رصف وغيرها من الخدمات.
«مدينة بلطيم الساحلية»، والمدخل الرئيسى لمصيف بلطيم شاهد حى على التقاعس والإهمال، حيث بدأت مشروعات الصرف الصحى بالمدينة منذ ما يقارب ربع قرن، «هناك الكثير من المناطق تعانى من عدم إدراجها فى بالمشروع مثل منطقة شرق المدينة وغيرها»، هكذا وصف ناصر قادومة، من أهالى مدينة بلطيم، حال المدينة التى وصفها بالمنكوبة.
وفى منطقة المساكن الجديدة يواجه مشروع الصرف عدة مشاكل، الأمر الذى يتسبب فى غرق العقارات الكائنة بالمنطقة بصفة متكررة، فضلاً عن أن انفجار الخط الرئيسى للمشروع على رافد الطريق الدولى أكثر من 15 مرة منذ إنشائه، الأمر الذى يتسبب فى كوارث وحوادث مروعة يروح ضحيتها مواطنون يومياً.
وأكد ضياء بدر، محام، أن مشروع الصرف بالحامول لم ينته رغم البدء فيه منذ سنوات، لافتاً إلى أن أخطاء التنفيذ تسببت فى حدوث هبوط أرضى فى بعض المناطق، بشارع العاشر من رمضان، وأمام فرع شركة «عمر أفندى»، وأوضح أن هناك خللاً فى تنفيذ المشروع بمدخل المدينة من ناحية كفر الشيخ، ورغم ذلك تم رصف الطريق على نفس الخطأ ما يمنع السيارات من المرور على الطريق الذى تم رصفه منذ أكثر من 6 شهور، وما زالت المدينة ذات مدخل واحد رغم تكلفة الطريق التى وصلت إلى 500 ألف جنيه، أما مدينة سيدى غازى، المنشأة حديثاً، فما زال أكثر من 1000 مواطن محرومين من التمتع بالمشروع، وأكد الدكتور أسامة حمدى عبدالواحد، محافظ كفر الشيخ، أنه عقد عدة اجتماعات للوقوف على مشاكل مشروعات الصرف الصحى التى يتم تنفيذها بتمويل من البنك الدولى بمركزى «بيلا وسيدى غازى»، وأكد المحافظ أن البنك الدولى يمول مشروع الصرف الصحى فى 20 قرية كبرى بالمحافظة بتكلفة 228 مليون جنيه على مرحلتين، المرحلة الأولى بتكلفة 72 مليون جنيه بـ7 قرى بمركزى كفر الشيخ وبيلا بقرى «الحلافى وأبومنيسى ودقميرة والرملة والاتحاد والسرايا والكوم الطويل»، موضحاً أن المرحلة الثانية يتم تنفيذها بتكلفة 156 مليون جنيه، حيث تم بدء الأعمال فى 13 قرية، بمركزى كفر الشيخ والرياض، بالنظام المركزى بقرى «أريمون وحليس وكفر المنشأة وأولاد علام»، وبنظام اللامركزى بقرى «السيد عطية، والصنفاوى، وعبدالحميد السيوفى، وقرى الخريجين 3، 5، 6، وقرى غابات 6، 7 وكوبرى الزاوية، والحاج يوسف وأبوأحمد وخضرة والدرملى».