بـ«التروسيكل»: «صفاء» تشترى الخضار «تقسيط» وتبيعه «ديليفرى»
بـ«التروسيكل»: «صفاء» تشترى الخضار «تقسيط» وتبيعه «ديليفرى»
«صفاء» أمام «التروسيكل»
تروسيكل بسيط، ظهره محمل بخضراوات «مُشكَّلة».. بصل، بطاطس، طماطم وخضرة، جميعها من الأرض إلى يد الزبون وبينهما «صفاء» التى تقود تروسيكل تستخدمه فى توصيل الطلبات إلى المنازل على طريقة «الديليفرى» بعد أن تخوض رحلة طويلة من محافظة البحيرة إلى الإسكندرية، تقطع فيها السيدة الثلاثينية 30 كيلومتراً من أجل «طلبية بالقسط»، وفى الطريق لا تجد من يهوّن «سكة السفر» سوى تلويح الأطفال والمارة، وهم يرددون عبارة سمعتها كثيراً: «ست بميت راجل».
«بـ100 راجل» تعول زوجها القعيد وطفلها مريض السرطان
لم يكن خروج «صفاء محمد محمد» التى تخطت عقدها الثالث بعامين فقط، من «شقة الزوجية» بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة إلى الشارع لتقود ساعات طويلة دون استراحة، حتى حفظت الأم الثلاثينية «كل شبر فى الإسكندرية»، هدفه السعى لتحقيق ذاتها أو رغبة فى العمل، لكن الحكاية كلها تعود فصولها قبل عدة أشهر: «جوزى خالد وقع من فوق سقالة وسطه انقسم، وابنى يوسف الصغير جاله المرض الوحش، لكن الحمد لله لحقته وأسعى على علاجه»، ملخص بسيط لحياة كانت قبل 6 أشهر تقريباً مستقرة، زوج يعمل، أطفال يلهون وزوجة «بتطبخ وبتشوف أحوال البيت»، حتى اضطرت إلى العمل وكسب «لقمة من عرق الجبين».. عمل «صفاء» تحفه المخاطر، بداية من الطريق الذى تقطعه يومياً وهى تردد «يارب أرجع بالسلامة» خشية من الدنيا التى لم تعد آمنة، حتى عودتها للحاق بموعد «جلسة الكيماوى» التى يتلقاها ابنها «يوسف» الأصغر الذى لم يتجاوز عامه العاشر «كل المرمطة اللى أنا فيها عشانه، أنا أقطع من لحمى وأديله، وجوزى وابنى التانى لو عشت العمر كله هفضل فى خدمتهم»، قسطان تدفعهما السيدة الثلاثينية إلى جانب رعاية المنزل بكل أفراده: «بدفع قسط الخضار بالشهر، وقسط التروسيكل اللى بنقل عليه، والحمد لله»، فى وسط يومها المزدحم تجد «صفاء» رسائل على هاتفها من الزبائن ومكالمات شكر على جودة الخضار وكفاحها من أجل عائلتها الصغيرة «باخد طاقة من كلامهم وكل ما تصعب عليّا نفسى أفتكر أن فى ناس بتدعيلى».