القاهرة - الخرطوم.. وبينهما «الإخوان» أزمات مكتومة خرجت للنور دفعة واحدة بين الشقيقتين
القاهرة - الخرطوم.. وبينهما «الإخوان» أزمات مكتومة خرجت للنور دفعة واحدة بين الشقيقتين
صورة أرشيفية
بدأ الأمر بقضية تعذيب لسودانى داخل قسم شرطة عابدين، استدعت معها مقتل متسللين، ثم تدحرجت كرة النار سريعاً حتى وصل الأمر إلى ما يشبه تجميد الموقف من سد النهضة، وتقديم شكوى لمجلس الأمن بشأن مثلث حلايب وشلاتين. حسناً، الحقيقة أن العلاقات المصرية السودانية رغم تاريخ النسيج الواحد، والإخوة والدم، والوطن المشترك، ظلت منذ محاولة اغتيال الرئيس الأسبق حسنى مبارك على حافة الأزمة، واستمرت مرحلة «البين بين» لا تضع حداً فاصلاً ولا تصنع جلسة حقيقية للنقاش وحل الخلافات على الطاولة، حتى وصلت الأمور إلى مرحلة متقدمة من صدام لم يكن أحد يتمناه، لكنه حدث بسبب عدم تعامل الطرفين بجدية مع مستجدات الأمور، الخرطوم لم تدرك حقيقة ما حدث فى مصر، وأن مرحلة مبارك انتهت بكل مافيها من التعامل معهم باعتبارهم شركاء فى مساندة من حاول اغتياله، كما انتهت مرحلة الإخوان التى قدموا فيها تسهيلات وصلت إلى التنازل عن حلايب وشلاتين نفسها، كما أن القاهرة لم تدرك جوهر الأزمة التى يعانى منها البشير بعد انفصال جنوب السودان، وما تبعها من أزمات داخلية سياسية واقتصادية كان الرجل يحتاج معها إلى معركة يستعيد بها شعبيته، وأرض غنية مثل حلايب وشلاتين يخاطب بها الاستثمار الأجنبى. العلاقات المصرية السودانية أكبر من الطموحات الصغيرة، وأعمق من البحث عن بطولة زائفة، وأكثر قوة من تفاهة رجل أمن تعامل بصلف مع ضيف على أرض مصر، ومن مواطنين يحتاجون إلى طبيب نفسى لعلاجهم من مرض التعالى على أصحاب البشرة المختلفة.