«السيسى» لـ«رئيس البرلمان اليونانى»: أولى جلسات مجلس النواب أواخر ديسمبر
«السيسى» لـ«رئيس البرلمان اليونانى»: أولى جلسات مجلس النواب أواخر ديسمبر
الرئيس السيسى خلال لقائه رئيس البرلمان اليونانى
عاد الرئيس عبدالفتاح السيسى، مساء أمس، إلى أرض الوطن، بعد زيارة 3 أيام للعاصمة اليونانية «أثينا»، شارك خلالها فى «القمة الثلاثية» بين مصر واليونان وقبرص.
الرئيس: مؤسسات الدولة اكتملت.. و«فوتسيس»: شكلنا مجموعة للصداقة البرلمانية المصرية اليونانية
واختتم «السيسى»، زيارته، أمس، بزيارة مقر البرلمان اليونانى، حيث اجتمع مع رئيس البرلمان «نيكوس فوتسيس» فى حضور نوابه، وممثلين عن الأحزاب السياسية اليونانية المُمثَلة فى البرلمان.
وأكد الرئيس أن زيارته للبرلمان اليونانى تعكس تقدير مصر للشعب اليونانى، لأن البرلمان هو بيت الشعب، مشيراً إلى أن مصر أنهت انتخابات مجلس النواب 2015، وستنعقد أولى جلساته أواخر ديسمبر الحالى، مضيفاً: «بهذا نكون أنهينا خارطة الطريق وكل مؤسسات الدولة اكتملت، ما يتيح لنا الفرصة العظيمة لتبادل الزيارات والعمل مع اليونان»، وأشار إلى أن مصر واليونان هما من أولى الحضارات العريقة التى ظهرت، وأن العلاقات كانت وستظل قوية، لافتاً إلى زيادة التعاون بين مصر واليونان خلال المرحلة المقبلة.
مصادر دبلوماسية: وزراء خارجية الدول الثلاث سيبدأون العمل فوراً لإنشاء آليات مشتركة ودائمة للتعاون وفق ما جاء فى «إعلان أثينا»
وقال السفير علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة، إن رئيس البرلمان اليونانى أعرب عن سعادته بزيارة الرئيس إلى أثينا، مشيداً بما حققته من دفعة قوية للعلاقات الثنائية مع اليونان، وكذا على الصعيد الثلاثى مع قبرص، وأكد رئيس البرلمان اليونانى اعتزاز بلاده بما يجمعها بمصر من روابط سياسية وثقافية واجتماعية وثيقة، متمنياً أن تشكل تلك الزيارة انطلاقة جديدة للتعاون القائم بين الدولتين، منوهاً إلى أن البرلمان اليونانى سوف يقوم بسرعة إقرار الاتفاقيات التى سيتم التوصل إليها سواء على المستوى الثنائى بين البلدين، أو على المستوى الثلاثى مع قبرص. ووجه رئيس البرلمان اليونانى التهنئة للرئيس على اختتام المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية فى مصر بنجاح، مشيراً إلى أن تعزيز العلاقات البرلمانية بين الدولتين عقب تشكيل مجلس النواب المصرى الجديد سيساهم فى تنمية وتطوير العلاقات على الأصعدة الشعبية، والسياسية والاقتصادية، وأشار إلى أنه تم تشكيل مجموعة للصداقة البرلمانية المصرية اليونانية فى البرلمان اليونانى، منوهاً إلى أن هذه المجموعة سوف تقوم بالتواصل مع مجلس النواب المصرى فور تشكيله لتدعيم أواصر العلاقات البرلمانية بين البلدين. وأضاف «يوسف»، أن الرئيس هنأ رئيس البرلمان اليونانى على تقلده هذا المنصب بعد مسيرته السياسية الممتدة، وأكد حرص مصر على تطوير علاقاتها مع اليونان فى مختلف المجالات، بما فيها تنشيط العلاقات البرلمانية، حيث استعرض الرئيس الخطوات التى اتخذتها مصر فى مسيرتها نحو التحول الديمقراطى ووفائها بتنفيذ الاستحقاقات المتعاقبة لخارطة المستقبل، وآخرها استكمال البناء الدستورى للدولة بانتخاب المصريين خلال الشهرين الماضيين لمجلسهم التشريعى، معرباً عن تطلعه لتعزيز العلاقات البرلمانية بين الشعبين المصرى واليونانى بعد تشكيل مجلس النواب المصرى، وتكثيف تبادل الزيارات بين أعضاء المجلسين لتدشين مرحلة جديدة من التعاون بين المؤسستين التشريعيتين.
وأشاد رئيس البرلمان اليونانى بالجالية المصرية المقيمة فى اليونان منذ سنوات طويلة، مثنياً على مساهمتها الإيجابية فى المجتمع اليونانى وعدم انخراطها فى أية أعمال مخالفة للقانون، وطمأن الرئيس على متابعة الإجراءات القضائية تجاه عناصر اليمين المتطرف الذين اعتدوا منذ شهور على عدد من المصريين المقيمين فى اليونان، مؤكداً أن هذه الأحداث تُعد فردية ولا تعكس إطلاقاً المكانة التى يكنها الشعب اليونانى للجالية المصرية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول آخر المستجدات على الساحة الإقليمية، سواء فى منطقة الشرق الأوسط أو شرق المتوسط، حيث توافقت رؤى الجانبين حول أهمية تكاتف المجتمع الدولى فى مواجهة الإرهاب والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات فى المنطقة، خاصة فى كل من سوريا وليبيا، منوهين إلى أهمية الحفاظ على كيانات الدول التى تعانى من ويلات الإرهاب فى هاتين المنطقتين، ودعم مؤسساتها وصون مقدرات شعوبها التى تتطلع إلى إرساء الأمن والاستقرار من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واتفق الجانبان أيضاً على أن حل القضية الفلسطينية، من شأنه أن يساهم بفاعلية فى إحلال السلام وترسيخ الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن القضاء على إحدى أهم الذرائع التى ترتكن إليها الجماعات الإرهابية لاستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها. وكان الرئيس السيسى، استقبل، مساء أمس الأول، بمقر إقامته فى أثينا وزير الدفاع اليونانى «بانوس كامينوس»، وقال «يوسف»، إن وزير الدفاع اليونانى أشاد بالمناورات العسكرية المشتركة «ميدوزا 2015»، الجارية حالياً بين القوات المسلحة فى البلدين، الأمر الذى يعكس حجم التنسيق والتعاون العسكرى المتنامى بينهما، مشيراً إلى اهتمام بلاده بتطوير التعاون مع مصر، لا سيما فى ضوء دورها المحورى والفعال كإحدى أهم دعائم الأمن والاستقرار فى المنطقة، وكشريك استراتيجى لليونان فى مواجهة التحديات المشتركة.
وأكد وزير الدفاع تضامن بلاده الكامل مع مصر فى مواجهة الإرهاب، مثمناً الجهود المصرية المبذولة فى هذا الاتجاه على الصعيدين الداخلى والإقليمى، ومشيداً بما حققته مصر من تقدم على صعيد ترسيخ الأمن والاستقرار. وذكر «يوسف» أن الرئيس أعرب عن اعتزازه بما وصل إليه مستوى العلاقات بين مصر واليونان، لا سيما فى المجال العسكرى، مشيراً إلى أن هذا التعاون يكتسب أهمية مضاعفة فى ظل الظروف بالغة الدقة التى تشهدها المنطقة، وما تفرضه من تحديات متزايدة، وعلى رأسها تحدى الإرهاب الذى يتسع نطاقه على الساحتين الإقليمية والدولية، فضلاً عن تفاقم أزمة اللاجئين التى تُلقى بتداعياتها على أمن واستقرار دول المتوسط والقارة الأوروبية. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الوطن»، إنه من المنتظر أن تُعقد القمة الثلاثية الرابعة بين مصر واليونان وقبرص فى القاهرة، خلال 6 شهور من الآن، حسب ما يتناسب مع جدول أعمال الرؤساء الثلاثة، موضحة أن وزراء خارجية الدول الثلاث سيبدأون العمل فوراً على إنشاء آلية مشتركة ودائمة للتعاون بينهم، بحيث تقوم بتحديد عدد من المشروعات المشتركة والعمل على تطويرها، وفق ما تم إقراره فى «إعلان أثينا»، حيث سيتضمن العمل على تعزيز أطر التعاون الثلاثى فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والسياحية، والبناء على ما يجمع بين مصر واليونان وقبرص من قيم مشتركة من أجل إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام ودفع عملية التنمية فى منطقة شرق المتوسط. وأضافت المصادر أن الآلية الجديدة ستبدأ فى العمل على زيادة التنسيق داخل المحافل الدولية وتعزيز مستوى التواصل بين الدول الأوروبية والعربية ودفع العلاقات الأورومتوسطية، وتبنّى مقاربة شاملة فى مواجهة الإرهاب ودعم التحالف الدولى ضد تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية وتفكيك بنيتها الأيديولوجية وتجفيف منابع تمويلها.
وتابعت المصادر، أن هناك تنسيقاً سياسياً وأمنياً بين الدول الثلاث لمواجهة أزمة تدفق المهاجرين، ومواجهة أنشطة التهريب، ومعالجة الوضع الإنسانى لأزمة اللاجئين بالتعاون مع الدول المعنية.