مجموعة «شيخو» نجت من السرقة وأضاعها الإهمال
مجموعة «شيخو» نجت من السرقة وأضاعها الإهمال
محراب المسجد دمرته المياه الجوفية
«أجهزة كهربائية، وتسريحة حمراء، مقاعد مكدسة وأثاث، وقطع سجاد»، هذه ليست تجهيزات عروس، ولكنها مخلفات تركها أصحابها لسبب مجهول بمدخل مجموعة «شيخو» المكونة من جامع ومدرسة وخانقاه أصبحت مهددة بالانهيار بعد غلق جزء من شارع بورسعيد لحماية مديرية الأمن. وأدى التكدس المرورى بالمنطقة وعوادم السيارات إلى تآكل الحجر الجيرى المكون منه المسجد، وتتسبب اهتزازاته فى توسعة الشقوق.. هذا ما أكدته «سالى سليمان»، صاحبة مدوّنة البصارة المتخصصة فى الشأن الأثرى، مضيفة: «يعانى المسجد من ظهور شقوق واضحة فى الحوائط أبلغنا بها رئيس قطاع الآثار الإسلامية قبل توليه المنصب، ولم يحرك ساكناً منذ حوالى سنة، وكذا مدير القاهرة التاريخية».
متخصصة فى الشأن الأثرى: تكدُّس المرور بشارع بورسعيد أدى لتآكل «الحجر الجيرى» وتوسُّع شقوقه
وأشارت إلى أنه، ومع الإهمال، اتسعت شقوق المسجد الذى تم ترميمه منذ 7 سنوات فقط، وتحديداً عام 2008، وتكلف مبالغ مهولة، ومن هذه الشقوق ما هو فى عقود المسجد مما يهدد بكارثة محققة، ليس ذلك فقط، وإنما تمت سرقة جزء من الشريط النحاسى للباب الخارجى للجامع، ولم تنشر وزارة الآثار الخبر إلى الآن بالرغم من أن السرقة تمت منذ ما يقرب من شهر، أما حال المسجد فيُرثى له، نظراً لوجود المياه الجوفية التى تهدده، ومنطقة الحفائر المجاورة لـ«صحن المسجد» بجوار منطقة الوضوء تحولت، وكما هو معتاد، إلى مقلب قمامة ومصرف لمياه الصرف الصحى.
وأضافت: «من المضحكات المبكيات أن واجهة المحراب المكونة من زخارف خزفية وحجرية من أحجار نادرة دُمرت بفعل الإهمال والمياه الجوفية والسرقات المتتابعة، وبدلاً من ترميمها وُضع قيشانى أبيض مشابه لما كان موجوداً فى دورات المياه فى الثمانينات»، وتابعت: «تم منذ أيام تقطيع الأشجار، وتُركت جذوعها خلف المحراب وجدار القبلة ويكفى عود ثقاب حتى تشتعل المجموعة التى بُنيت على مساحة 990 متراً مربعاً، وتشتهر بمنبرها الحجرى، وكذلك دكة المبلّغ الحجرية، التى تُعد أول دكّة مبنية من الحجر والتى ارتبط اسمها بالإمام والعلّامة الكبير السيوطى، حيث ألقى أول دروسه بها أمام أساتذته فى سنة 1505م، كما ألقى بها الشيخ الجليل إمام الجامع الأزهر العلّامة مصطفى عبدالرازق درساً بحضور الملك فاروق الأول وضيفه الملك عبدالعزيز آل سعود».
واختتمت صاحبة «مدونة البصارة» حديثها بقولها: «وزارتا الأوقاف والآثار أصبحتا مؤسستين تهددان تراث مصر الإسلامى، وهما جهتان غير فاعلتين بالمرة، وهذه الآثار وهذا التراث ملك للشعب المصرى والأجيال المقبلة. نحن نوثق هذا التخاذل المستمر، والإهمال المستشرى منذ عقود فى ملف آثار مصر لأن التاريخ لا ينسى».