«جبهة الإنقاذ» تطالب «مرسى» بسحب «الإعلان» لتجنب سقوط الدولة
شددت قيادات التيار المدنى المشاركة فى «جبهة الإنقاذ» ضد الإعلان الدستورى الأخير للرئيس محمد مرسى، على ضرورة سحب قرارات الرئيس، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، حتى لا يتصاعد الغضب فى مواجهة القائمين على النظام الحالى، لافتة إلى أن مليونية «للثورة شعب يحميها»، أثبتت أن الشعب لا يمكن أن يقبل بمثل هذا الإعلان، وأن جماعات الإسلام السياسى لا تشكل أغلبية، وإذا لم تتوافق مع جميع القوى السياسية فإن مصر ستسقط وتضيع. وقال الدكتور محمد أبوالغار، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، لـ«الوطن» إن المظاهرات الأخيرة أكدت أن الإعلان الأخير غير مقبول من الناس، ومرفوض من الجميع، بمن فيهم السلفيون الذين انقسموا حوله. وأضاف أن جماعات الإسلام السياسى لا تشكل أغلبية بين الشعب المصرى، وهذه حقيقة يجب أن يعترفوا بها، وحتى لو كانوا أغلبية، فلابد أن يحترموا الأقلية، خصوصاً فيما يتعلق بكتابة دستور، وإذا لم تتوافق كل القوى حوله فإن مصر ستسقط كدولة، وسيموت المصريون من انهيار الاقتصاد والجوع وغياب الأمن، والأمر الآن فى يد الإخوان. متابعاً: «إن لم تسمع الجماعة لصوت العقل، فمصر رايحة فى داهية، والإخوان قبلها». وقال منير فخرى عبدالنور، القيادى الوفدى، إن المليونية أدهشت الجميع، وما كان أحد يتوقع أن يحتشد المواطنون بهذا الشكل ضد الإعلان الدستورى، متفوقة بذلك على جميع المليونيات منذ بداية الثورة، وقريبة من مليونية 11 فبراير، التى تنحى فيها حسنى مبارك عن الحكم. وأشار جورج إسحاق، مقرر أمانة المحافظات بحزب الدستور، إلى أن مشهد ميدان التحرير كان يؤكد شدة غضب الشارع من القرارات غير المحسوبة، مضيفاً: «على الرئيس محمد مرسى أن ينظر بعناية لهذا المشهد، ويدركه جيداً دون عناد أو تباطؤ، حتى لا تتصاعد الأحداث، لأن كل ساعة تأخير، سيرتفع خلالها سقف المطالب، والغضب سيتزايد». وأبدى إسحاق رفضه دعوات حزب الحرية والعدالة، للحوار مع الرئاسة حول القرارات الأخيرة، قبل أن يتراجع «مرسى» عن «إعلانه الاستبدادى» قائلاً: «كيف نتفاوض مع رئيس يحصن قراراته، وينصب نفسه فرعوناً للبلاد؟». من جانبه، دعا التيار الشعبى المصرى، بزعامة حمدين صباحى، فى بيان له أمس الأول، السلطة الحاكمة لاستيعاب مشهد ميدان التحرير وميادين الثورة، وقراءته على نحو صحيح، وعدم الاستمرار فى العناد وغرور القوة الوهمية، قائلاً: «سلطة تستمر فى معاندة شعبها، وترفض الاستجابة لإرادته ومطالبه تفقد شرعيتها وسندها الشعبى، ونظام لا يتعلم من أخطاء نظام سبقه لن يلقى إلا نفس المصير». وأضاف التيار فى بيانه: «الثورة الآن تجدد حيويتها، وتوحد صفوفها، وتستعيد زخمها، وتؤكد أن مصر لكل المصريين، ولن تكون يوماً ملكا لجماعة أو حزب أو فرد، وستواصل مسيرتها نحو الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والاستقلال الوطنى، شاء من شاء وأبى من أبى»، مطالبا القائمين على الدولة باتخاذ قرار واضح ينهى الأزمة الحالية، بسحب الإعلان الدستورى، وإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية بشكل متوازن يعبر عن تنوع المجتمع، ليكون الدستور لكل المصريين.