بالصور| مرسي.. أول رئيس مصري ينفرد بغلاف "التايم" منذ السادات
كان غلاف مجلة "التايم" الأسبوعية الأمريكية، دائمًا لوحة فنية، تظهر عليه شخصيات لها تأثير عالمي من القادة والرؤساء والرياضيين والفنانين، سواء كانوا أمريكيين أو من خارج أمريكا. وقد حظي رؤساء مصريين بالظهور كثيرا على أغلفة أعداد المجلة.
كانت أول شخصية مصرية تظهر على غلاف مجلة التايم، الملك فؤاد الأول، في عددها التاسع، بتاريخ الثامن والعشرين من أبريل 1923، وكان ذلك بمناسبة الاستقلال وكتابة الدستور المصري الأول، وكانت لوحة مرسومة بالأبيض والأسود وليست صورة فوتوغرافية.
كما ظهر الملك فاروق على غلاف مجلة التايم مرتين، الأولى فى عدد التاسع من أغسطس 1937 وذلك بعد أسبوعين على تتويجه ملكًا لمصر والسودان، خلفًا لوالده الراحل، وظهر فيها جالسًا على مقعد ببدلة كاملة وطربوش. أما الثانية فكانت في العدد الصادر في العاشر من سبتمبر 1951، وكان وجهه مرسومًا يحتل الغلاف مع خلفية من أبوالهول والأهرامات تحت عنوان: عندما يحتاج الرجل إلى صديق.
وكانت هذه هي المرة الأخيرة لظهور ملوك مصريين على أغلفة التايم نظرًا لقيام ثورة يوليو التي أنهت النظام الملكي في مصر. وكان أول من ظهر على غلاف التايم من القادة المصريين بعد الثورة هو الرئيس محمد نجيب، في عدد الثامن من سبتمبر 1952، مرسومًا وليس مصورًا في لوحة بينت وجهه بالكامل وهو بالزي العسكري، بينما مصر تقبع أسفل عنقه ممثلة بالأهرامات وأبو الهول وقلعة صلاح الدين والنخيل، ووصفته أسفل الصورة برجل مصر القوي، مع تصريح على لسانه يقول: "لقد كان لدينا ما يكفي من الفساد"، وكانت تلك هي المرة الوحيدة للرئيس محمد نجيب على التايم.
أما الرئيس جمال عبد الناصر فقد ظهر ست مرات، منفردًا بالغلاف كمن سبقوه. الأولى في عدد السادس والعشرين من سبتمبر 1955 مع عنوان: "ناصر: رئيس مصر"، مرسومًا بالزي العسكري مع خلفية من النقوش الفرعونية. وجاءت الثانية قبل أقل من عام، في عدد السابع والعشرين من أغسطس 1956، خلال أزمة قناة السويس، وكان مرسومًا مرة أخرى بالزي العسكري مع خلفية من الشخصيات الفرعونية التي تمسك الأسلحة المعاصرة مثل البنادق وزجاجات المولوتوف.
وتحولا من الصورة المرسومة بالزي العسكري إلى الصورة الفوتوغرافية بالزي المدني، وعلى خلفية من علم مصر الأخضر ذي الهلال والثلاث نجوم، ظهر ناصر للمرة الثالثة على غلاف عدد الثامن والعشرين من يوليو 1958 بعد الإعلان عن الوحدة بين مصر وسوريا.
وفي المرة الرابعة ظهر ناصر على غلاف عدد التاسع والعشرين من مارس 1963 مرسومًا في زي مدني وخلفه كظل له رأس أبو الهول في كناية عن القوة والشموخ، وكانت قصة العدد تحت عنوان: "راكب الجمل".
وبعد نحو ست سنوات، عاد ناصر لأغلفة التايم في عدد السادس عشر من مايو 1969 واحتوى العدد على حوار مع عبد الناصر ومقال بعنوان: "فترة الرئاسة المؤلمة لناصر".
وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها ناصر على غلاف التايم، بعد وفاته التي فاجأت محبيه، في عدد الثاني عشر من أكتوبر 1970، تحت عنوان "العالم العربي بعد ناصر".
وبعد ناصر، تسلم السادات الراية، ليظهر على غلاف التايم عددا من المرات قدرت بعشر مرات دون الالتفات للمرة التي ظهر فيها كخبر صغير في ركن الغلاف عام 1978.
المرة الأولى جاءت بعد ثورة التصحيح التي أجراها في الخامس عشر من مايو 1971، على غلاف عدد السابع عشر من مايو، وكان مرسومًا رسمة كاريكاتيرية حيث وضعت رأسه بدلا من رأس أبو الهول ووقعت الأهرام خلفية له.
والمرة الثانية جاءت خلال زيارة الرئيس نيكسون لمصر حيث ظهر السادات إلى جوار نيكسون في سيارة مكشوفة يلوحان للجماهير المحتشدة لرؤيتهما، وذلك في عدد الرابع والعشرين من يونيو 1974.
والمرة الثالثة كانت في عدد السابع من أبريل 1975، وجمعت السادات مع ملك السعودية وقتها فيصل بن عبد العزيز، وهنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، وإسحاق رابين، مع عنوان "أمريكا والعالم: لحظة الخطر".
وبعد شهرين تقريبًا وفي عدد التاسع من يونيو 1975، ظهر السادات منفردًا بوجه مرسوم يحتل الغلاف بأكمله.
في نفس العام ظهر السادات للمرة الرابعة في رسم كاريكاتيري على غلاف المجلة في عدد 25 أغسطس 1975، حيث كان هنري كسينجر يقف عملاقًا محاولا التقريب بين السادات في زيه العسكري وإصابة في جبهته، ورابين من الجهة الأخرى في زي الحرب ويده ملفوفة بالضمادات، بينما أصابعهما تكاد تتلامس في مصافحة باردة.
في الثامن من أغسطس 1977، ظهر السادات مرة أخرى عبر رسم كاريكاتوري، يصور الرئيس الأمريكي كارتر في زي قريب من آلهة الأولمب بينما يرعى مجموعة من الأسود منها أسد له وجه الرئيس السادات.
وفي الثامن والعشرين من نوفمبر من نفس العام، ظهر السادات بوجهه على كامل الغلاف بعد زيارته التاريخية لإسرائيل، مع عنوان: "المهمة المقدسة". وعندما اختير السادات للقب رجل عام 1977، ظهرت صورته مرسومة على غلاف التايم لعدد الثاني من يناير 1978 وأسموه "مهندس الشرق الأوسط الجديد".
وبعد توقيع اتفاقية السلام في منتجع كامب دافيد ظهر السادات وجهًا لوجه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحم بيجن، في عدد المجلة الصادر بتاريخ الخامس والعشرين من سبتمبر 1978 تحت عنوان: "بعد القمة"، في إشارة للقمة التي جمعت بينهما وانتهت بتوقيع الاتفاقية.
وكانت المرة الأخيرة التي ظهر فيها السادات بعد اغتياله، في عدد المجلة الصادر بتاريخ التاسع عشر من أكتوبر 1981، وقد ظهر مرسومًا وفي الخلفية رسم مأخوذ عن أحداث المنصة، مع عنوان كبير يقول: "اضطراب الشرق الأوسط".
أما الرئيس السابق محمد حسني مبارك، فلم يظهر على غلاف التايم منفردًا على الإطلاق، إنما ظهر مرة واحدة في العدد الصادر بتاريخ 25 أكتوبر 1985 بمشاركة ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، والرئيس الأمريكي رونالد ريجان، ورئيس الوزراء الإيطالي بتينو كراكسي بعنوان: "تداعيات الاختطاف".
ومنذ ذلك الحين لم يظهر مبارك على غلاف مجلة التايم، حتى جاء الرئيس الحالي محمد مرسي، ليجري حوارًا مع المجلة نشرته على موقعها الإلكتروني مرفق معه صورة غلاف العدد، وقد بدا فيها وجه مرسي محتلا الغلاف بأكمله مع عنوان: "أهم رجل في الشرق الأوسط على الإطلاق"، ليصبح مرسي بذلك هو أول رئيس مصري يحتل غلاف المجلة منفردًا منذ عهد السادات.
ويشار إلى أن مجلة "التايم" الأمريكية الإخبارية، هي إحدى المجلات العريقة في الولايات المتحدة، والتي تصدر أسبوعيًا في نيويورك سيتي، وكان أول إصدار لها في الثالث من مارس عام 1923، لتصبح أول مجلة أسبوعية في الولايات المتحدة كلها.