الإرهابيون يحرمون الأقباط من «تسبيح العذراء» فى العريش
الإرهابيون يحرمون الأقباط من «تسبيح العذراء» فى العريش
الإرهاب يحرم أقباط العريش من الاحتفال برأس السنة
يعيش المسيحيون فى العريش، أجواء مختلفة فى أعياد الميلاد هذا العام، إثر خلو مدينتى الشيخ زويد ورفح تماماً من الأقباط، فمنهم من رحل بعد التهديدات والانفلات الأمنى منذ الإطاحة بحكم محمد مرسى، هرباً من رصاص الجماعات المسلحة، التى تمكنت من ذبح أحدهم، ويدعى «م. س. ل»، 57 عاماً، مقيم فى الشيخ زويد، ما دفع معظمهم إلى الرحيل لمواطنهم الأصلية التى دلفوا منها إلى سيناء حفاظاً على حياتهم وحياة أسرهم.
«جئت إلى العريش وعمرى 6 سنوات، منذ عام 1996م، ولم أغادرها إلا للزيارات فقط، ففيها عملى وأصدقائى وموطنى، رغم أننى ولدت فى الصعيد، فإننى نشأت هنا فى العريش»، عبارات قالها ملاك نادى، أحد سكان العريش، معبراً بها عن حزنه لرحيل أصدقائه من الأقباط على خلفية الأحداث فى سيناء، مشيراً إلى أنه يعمل هو ووالده فى التربية والتعليم، وطيلة حياتهم لم يشعروا بفرق بين مسيحى ومسلم، ورصاص المسلحين لم يفرق أيضاً بين صدورهم، فكما راح كثير من المسلمين ضحية للإرهاب، دفع الأقباط الثمن أيضاً بموت بعضهم، وتعرض البعض الآخر للاختطاف، لافتاً إلى أن الجميع فى مدينة العريش يلزمون منازلهم مبكراً بسبب الحظر والأوضاع الأمنية.
رفح والشيخ زويد دون أقباط.. و«ميخائيل»: «الرصاص لا يفرق بين صدر المسلم والمسيحى»
وأضاف «ملاك» أن الاحتفال بأعياد الميلاد هذا العام مختلف تماماً عن الأعوام السابقة، فرغم تمديد فترة الحظر بالمدينة، فإن كنيسة «مارى جرجس»، تحرص على تأدية الصلوات والقداس مبكراً، بعد أن تم حرقها، وأصبحت دون سقف أو نوافذ، فى ظل انخفاض درجات الحرارة، ولذلك يحرص القائمون على الكنيسة على إنهاء الاحتفال والصلوات والقداس مبكراً، وعبر «ملاك» عن حزنه، لافتاً إلى أن جميع الكنائس بالجمهورية سوف تبدأ الاحتفال من العاشرة مساء حتى الخامسة فجراً، كما هو معتاد، إلا أن العريش سوف تقتصر الاحتفالات والصلوات بها من الثالثة عصراً حتى الثامنة مساءً، وأضاف: «سنحرم من سهرات «كهيك» وهى تسبيح السيدة العذراء، بسبب عدم وجود نوافذ أو سقف بالكنيسة، فضلاً عن الأوضاع الأمنية».
وقال إنه لا يوجد مكان نحتفل فيه بالعيد، حيث كان نادى الشرطة بساحل بحر العريش هو مكان الاحتفال فى الأعوام الماضية، إلا أن التفجير الإرهابى الذى طال النادى حرمنا هذا العام من دخوله بعد إغلاقه لدواعٍ أمنية، ولم يبق أمامنا إلا كافتيريا بساحل بحر العريش، الذى يشهد عمليات تفجير عبوات ناسفة بشكل يومى.
لم يخف أبانوب جرجس، منسق ائتلاف أقباط مصر بشمال سيناء، حزنه على ما آلت إليه الأوضاع فى المدينة التى تربى فيها، وتحمل ذكريات طفولته وشبابه، خاصة بعد رحيله عن المدينة سعياً وراء رزقه، إثر نقل محكمة شمال سيناء من العريش إلى الإسماعيلية، حيث اضطر مجبراً إلى الاستجابة لإلحاح أسرته لنقل عمله وإقامته إلى القاهرة، إلا أنه ظل مرتبطاً بالعريش وأهلها من جيرانه وأصدقائه مسلمين ومسيحيين.
وأضاف «أبانوب» أن شمال سيناء تضم 4 كنائس، فى وسط العريش، الضاحية، حى الصفا، والمساعيد، وكلها ما زالت تقيم الصلوات، رغم هجرة العديد من المسيحيين للمدينة، بعد تعذر الحياة بها بسبب الأوضاع الأمنية والاقتصادية التى تشهدها المحافظة، مشيراً إلى أن أهالى العريش كانوا دائماً ما يشاركون الأقباط فى أعيادهم بالتهنئة والزيارات المتبادلة، ونفس الأمر كان يفعله الأقباط فى أعياد المسلمين.
فيما أكد «أبونا ميخائيل»، كما يطلق عليه مسيحيو المدينة، راعى كنيسة مارى جرجس بالمدينة، أن الكنيسة، فى وسط العريش، تقيم الصلوات بشكل أسبوعى بالرغم من التشديدات الأمنية داخل الكنائس وخارجها لتأمينها، لافتاً إلى أن قوات الأمن بشمال سيناء سواء الجيش أو الشرطة، يقومون بواجبهم على أكمل وجه لتأمين المدينة والكنائس، وأضاف قائلاً: «علاقتنا بجيراننا المسلمين قوية، فنحن وهم فى نفس الكفة، ولا يفرق الإرهاب بين مسلم ومسيحى، فإن رجال الأمن الذين يتساقطون بين شهداء ومصابين، هم من المسلمين والمسيحيين على حد سواء». وأشار إلى أن العام الحالى أفضل من العام الماضى، لافتاً إلى أن العام الماضى أدى المسيحيون الصلوات فى وضح النهار بسبب الحظر، الذى كان مفروضاً على العريش، أما هذا العام فإن الاحتفال والصلوات سوف تكون ليلاً، بعد تمديد الحظر حتى الواحدة صباحاً، لنتمكن من إتمام صلواتنا بالليل بشكل طبيعى، مثل باقى الكنائس بمحافظات الجمهورية الأخرى.