«زكريا» لفظ أنفاسه الأخيرة فى رحلة البحث عن مستشفى
«زكريا» لفظ أنفاسه الأخيرة فى رحلة البحث عن مستشفى
المتوفى زكريا حمدان أحمد محمدين
ساعة ونصف الساعة، قضاها «زكريا» فى النزع الأخير، منذ أن سقط الموتور الذى قضى ساعات فى إصلاحه، فوق صدره، ليغيب عن الوعى وتفشل كل محاولات إنقاذه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على عتبة مستشفى أبوتيج العام بأسيوط، متأثراً بما يمكن تسميته «إغلاق قسم الطوارئ». فى سيارة الإسعاف، اجتهد «زكريا»، حاول قدر الإمكان التمسُّك بالحياة، صارع الموت الذى يحوم حوله، وانتظر الخلاص بالوصول إلى أقرب مستشفى، حوله أصدقاؤه يشدون من أزره، وأمامه موظف مستشفى أبوتيج العام يرد طلب سيارة الإسعاف بتوفير طبيب يفحصه بالعبارة الخالدة «مفيش إمكانيات.. روحوا مستشفى تانية».
مستشفى «أبوتيج» رفض استقباله.. والمدير: أوضاعنا مأساوية
لم يحتمل جسد «زكريا حمدان أحمد محمدين» -الشاب الذى لم يكمل عامه الخامس والثلاثين بعد- مشقة الطريق، الذى قطعته سيارة الإسعاف، بحثاً عن مستشفى آخر، فنطق الشهادتين وسلّم روحه، وإلى جواره صديقه «محمود حسن». لم يملك د. عبدالحليم خليل، مدير مستشفى أبوتيج العام، سوى تأكيد مأساوية الوضع، حتى إن لم يعترف به «إحنا مابنرفضش الحالات، لكن فيه مرضى مالهمش تخصص جوه المستشفى زى العناية المركزة والأشعة المقطعية وغيرها لكن أى مريض تانى بييجى وحالته تسمح بنستقبله عادى مفيش مشاكل». ويضيف: «بلغنا وزارة الصحة أن الوضع مش نافع والأحسن يقفلوه بدل ما يبقى اللوم علينا، لكن قالوا لنا نستنى 22 شهر، لحد ما المستشفى المجهز والمتطور يطلع مكانه، ساعتها المريض هيلاقى الإسعافات اللازمة».