«الجزارة» فى الخرابة والكيلو بـ«25 جنيه»: «أرخص من اللحمة مفيش»
جزار الغلابة فى منطقة المنيب
على بُعد أمتار من موقف المنيب، يستقر شادر خشبى صغير، تفوح منه رائحة اللحوم، وإلى جواره ماشية مقيّدة بحبال فى سور «خرابة المنيب»، داخل الخرابة التى يعرفها كل سكان المنطقة يقف «إسماعيل» يومياً، جزار اعتاد ذبح الماشية وسلخها وبيعها فى المكان نفسه، يبيعها للفقراء مقابل 25 جنيهاً للكيلو.
يمارس «إسماعيل عبدالجواد»، نشاطه فى الخرابة منذ 6 سنوات، زبائنه من البسطاء الذين يبحثون عن سعر منخفض للحوم، حتى لُقب بـ«جزار الغلابة»، يقول: «بابيع اللحمة للغلابة أرخص من الفراخ، لأنهم أهل حتتى، ومسئولين منى، ورغم أن فى إمكانى أفتح محل، ويبقى ليا زباين نضاف زى بقية الجزارين وأكسب، إلا إنى حبيت أكسب ثواب، مش فلوس، كفاية دعوة الغلابة ليا، وهما قادرين يشتروا منى اللحمة».
فى التاسعة صباحاً، يقف الشاب الثلاثينى داخل الخرابة، ينصب الشادر ومعداته مستعداً لمهمته فى ذبح الماشية وبيعها للبسطاء بأقل تكلفة، كما تعلم من والده منذ صغره: «أنا واخد مهنة الجزارة من أبويا، كان شغال جزار ودايماً يساعد الغلابة، وعمره ما فكر يفتح محل، وكان شغال زيى، نرمى المواشى بنفسنا ونبيعها فى الشارع، علشان كده لما ربنا فتحها عليا، قررت مافتحش محل وأبيع للغلابة بس، وأنا عارفهم بالاسم ومابيعش إلا للمحتاجين بس». لا يتردّد على شادر «إسماعيل» بسطاء منطقته فقط، فكثير من فقراء المناطق المجاورة يأتون إليه فى الخرابة، لشراء اللحمة بسعر أقل: «فيه ناس غلابة باتفاجئ بيهم بيشتروا من عندى، ومش من المنطقة، وبيجوا ليا علشان عرفوا إنى بابيع اللحمة رخيصة، وقتها بابيع لغلابة المنطقة عندى الأول، واللى يتبقى بابيعه ليهم بنفس الثمن، وكله بثوابه».