تقرير حكومى يرصد تلوث «النيل»: مصرف «الرهاوى» يدمر «فرع رشيد».. و«الأمونيا» سبب نفوق الأسماك
الأسماك تملأ مصرف الرهاوى بعد نفوقها بسبب التلوث
تنشر «الوطن» تقريراً حديثاً أصدرته وزارة البيئة حول نوعية مياه نهر النيل اعتمد على تحاليل للمياه من نحو 478 نقطة رصد مختلفة على مواقع النهر، وفرعيه، والترع المتفرعة عنه، تتبع 3 وزرات هى الموارد المائية والرى، والصحة والسكان، والبيئة.
وأشار التقرير، الذى صدر مؤخراً ضمن تقرير «حالة البيئة فى مصر 2014»، إلى تحسُّن نوعية المياه فى عدد من المحافظات ومناطق الرصد نتيجة الجهود المبذولة لتقليل التلوث على نهر النيل، كما أكد جودة مياه «النهر» من أسوان حتى القناطر الخيرية، وفى فرع دمياط، إلا أنه أشار إلى وجود تلوث فى فرع رشيد.
«الأقفاص السمكية» ترفع تركيز «المادة السامة» بكفر الشيخ.. ورفع كفاءة «محطات المعالجة» وتوصيل الصرف للمحرومين
وأكد التقرير أن تركيزات الأملاح الذائبة بالنيل تتزايد باطراد لكنها فى حدود المسموح به حتى الآن، كما أن نسبة المعادن الثقيلة فى مياه النهر تكاد لا تُذكر، لافتاً إلى عدة جهود تبذلها الحكومة لتحسين جودة مياه نهر النيل خلال المرحلة المقبلة.
ولفت التقرير إلى أن رفع كفاءة محطات معالجة مياه الصرف الصحى وتوصيل الصرف الصحى للقرى المحرومة بـ5 محافظات على فرع رشيد يعالجان أزمة تلوثه، إضافة للبرامج التى تتم لمعالجة باقى مشكلات التلوث فيه.
وقال التقرير إن متوسط تركيز الأكسجين الذائب فى المياه من أسوان حتى القاهرة الكبرى كان أعلى من المسموح به، حيث إنه لا يقل عن 6 ملليجرامات فى اللتر، ما يدل على جودة المياه، حسب التقرير.
ووفقاً للمعايير الدولية فإن وصول نسبة الأكسجين الذائب لـ3 ملليجرامات هو أمر مجهد للحيوانات المائية، فيما أن تراوحها بين 5 و6 ملليجرامات فيما أكثر يُعد نوعية مياه مناسبة لنمو، ونشاط الأسماك.
أما المؤشر الثانى فكان متوسط تركيز المواد العضوية بالماء ممثلاً بالأكسجين الحيوى الممتص (BOD)، وكان أقل من الحدود المسموح بها، وهى 6 ملليجرامات لكل لتر فى جميع تلك المحافظات.
ووفقاً للمعايير الدولية فإن تراوح قيمة الأكسجين الحيوى الممتص بين 1 و3 ملليجرامات هو دليل على أن نوعية المياه جيدة للأسماك والاستحمام، فيما أن تراوح القيمة بين 3 و8 ملليجرامات يعنى أن المياه مناسبة للصناعة والزراعة، وفى حالة تسجيل المقياس 10 ملليجرامات أو أكثر فإن ذلك يدل على أن المياه ملوثة.
وقال التقرير إن تركيزات الأكسجين الحيوى الممتص بالمياه كانت أقل من الحدود المسموح بها، وهو أمر إيجابى يعود للجهود المبذولة للحد من مصادر التلوث على نهر النيل، لكنها ترتفع أمام مصبات بعض المصارف الزراعية.
أما متوسط تركيز المواد العضوية ممثلاً فى كمية الأكسجين المستهلكة من قبَل المواد العضوية (COD) فقالت نتائج التحاليل إنها فى حدود قيم عام 2013، عدا وجود زيادة قليلة عن الحدود المسموح بها، 10 أجزاء فى المليون، بالقاهرة الكبرى ليصل حتى 11.9 ملليجرام فى اللتر، و11.4 ملليجرام فى سوهاج.
وأشار التقرير إلى أن نتائج المتوسطات السنوية لتركيز الأملاح الذائبة سجلت زيادة مطردة نتيجة ما يستقبله النهر من مصارف زراعية، ولكنها كانت فى حدود المسموح به قانوناً.
ولفت التقرير إلى أن تركيزات المغذيات من الأمونيا، والنترات، والفوسفات، إضافة لتركيزات الفلوريدات، كانت فى الحدود المسموح بها فى 90% من نقاط الرصد بتلك المنطقة.
وأكد التقرير أنه لم يستدل على وجود أى تركيزات للمعادن الثقيلة مثل الرصاص، والكروم، والكادميوم، حيث كانت القراءات أقل من أقل قراءة للأجهزة المستخدمة، فيما كان متوسط تركيزات الحديد والمنجنيز أقل من المسموح به.
وانتقل التقرير لرصد نوعية المياه فى فرع دمياط، الذى يضم 5 محافظات، حيث كان متوسط التركيز السنوى للأكسجين الذائب فى المياه أعلى من المسموح به قانوناً، وهو 6 ملليجرامات.
ولفت إلى أن تركيز المواد العضوية ممثلاً بالأكسجين الحيوى الممتص كان أقل من الحدود المسموح بها، وهو أمر إيجابى يدل على الجهود المبذولة للحد من مصادر التلوث على نهر النيل بفرع دمياط أو الصرف الصحى للمصارف التى تصرف عليه، حسب التقرير.
بينما كان متوسط تركيز المواد العضوية ممثلاً بالأكسجين المستهلك كيميائياً فى حدود القانون بكل من محافظتَى دمياط والقليوبية، بينما كان هناك زيادة فى متوسط التركيز فى محافظات الدقهلية، والمنوفية، والغربية، مع وجود انخفاض فى التركيز عن العام الماضى بها، عدا محافظة الغربية.
ثم انتقل التقرير ليرصد نوعية المياه فى فرع رشيد، والتى أظهرت كون نوعية الأكسجين الذائب بالمياه أقل من الحد المسموح به عدا نقاط الرصد قبل مصبّ مصرف الرهاوى، موضحاً أنه يوجد تحسن طفيف فى نتائج الأكسجين الذائب بالمياه فى الفرع نتيجة زيادة السعة الاستيعابية لمحطة تنقية أبورواش من 400 ألف متر مكعب فى اليوم إلى 1.2 مليون متر مكعب باليوم، والتى تصب فى مصرف الرهاوى.
أما متوسط تركيز المواد العضوية ممثلاً بالأكسجين الحيوى الممتص (BOD) فكان أعلى من الحدود المسموح بها، بسبب الصرف الزراعى المخلوط بالصرف الصحى المعالج من مصارف الرهاوى، وسبل، وتلا.
بينما كان متوسط تركيز المواد العضوية ممثلة فى الأكسجين المستهلك كيميائياً أعلى من حدود المسموح به فى جميع نقاط الرصد.
ورصد التقرير زيادة التركيزات للمواد العضوية بعد مصبّات المصارف الثلاثة على النهر، وذلك قبل السدة الشتوية التى يزيد التلوث خلالها.
ولفت التقرير إلى أن متوسط تركيز مواد الأمونيا كان أعلى من المسموح به فى جميع محافظات الفرع نتيجة التلوث الناتج من المصارف الزراعية المحملة بالصرف الصحى المعالج وغير المعالج، والتى سجلت محافظة كفر الشيخ أعلى معدل فيها بسبب التلوث المقبل من الأقفاص السمكية.
وقال التقرير إنه «يمكن أن يؤدى رفع كفاءة محطات معالجة الصرف الصحى، وتوصيل الخدمة للقرى المحرومة بزمام محافظات الجيزة، والمنوفية، والبحيرة، والغربية، وكفر الشيخ، وإزالة الأقفاص السمكية إلى تحسن نوعية المياه بفرع رشيد».
ووفقاً لتصريحات سابقة لوزير البيئة فإنه سيتم إعلان نهر النيل خالياً من التلوث الصناعى بحلول نهاية العام الحالى.