"مجدي".. نزل الميدان عندما أهين حملة المؤهلات العليا في عهد الإخوان
أحداث توالت، احتجاجات اندلعت، شهداء تساقطوا، مر عامان على قيام الثورة، لم يبارح فيهما منزله، ففي الفتن يجب أن يلزم المرء بيته، هكذا يعتقد، تصاعد الموقف، ووصل الرئيس محمد مرسي إلى كرسي الحكم، كوارث أحاطت بالبلاد، قطارات تحطم تحت قضبانها أجساد المصريين، عمارات بدأت في الانهيار، نزيف للاقتصاد القومي، دفعوا الشاب العشريني للنزول من بيته ليتظاهر ضد من يعتقد أنهم السبب في الخراب الذي يحل بالبلاد.
"أنا نازل عشان البلد تكون أحسن" قالها أحمد مجدي غنيم الحاصل على بكالوريس تجارة، الشاب الذي يعمل الآن بمحل أدوات صحية يرى أن الانهيار أوشك على الحدوث، وأن الفوضى عمت البلاد، فرئيس مصر لا يستطيع الحكم على مؤسسات الدولة كونه "شخص ضعيف" حسب وصفه، ما دفعه إلى النزول لميدان التحرير لأول مرة في حياته، استيقظ مبكراً وقرر الذهاب ليثور على الأوضاع التي يعيشها المواطن المصري، الفقر وغلاء الأسعار وضعف حالة السوق وانعدام الأمن يحيطون بكافة أبناء الوطن وفي نفس الوقت تدور الصراعات بعيداً عن مطالب "الشعب الغلبان".
الشاب المتزوج منذ عامين لا يجد وظيفة تليق بالشهادة التي يحملها "يبقى الثورة دي قامت ليه"، الاتهامات التي تحوم حول الرئيس السابق حسني مبارك تتهمه بالسرقة وإفساد البلاد ورغم ذلك يزعم الشاب أن حالة البلاد كانت أفضل من الآن بكثير "طب أيه اللي أتغير، الثورة قامت عشان الفساد والسرقة ودلوقتي أحنا مش لاقيين ناكل" يقول أحمد، الذي يؤكد أنه متضامن قلبا وقالباً مع الثورة والثوار "بس البلد خربت لما مسكها مرسي" فالعدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة لم تتحق بعد، والحرية والعيش أصبحا ضربا من ضروب الخيال، وكرامة الإنسان المصري تمرغت في الوحل -حسب وصف أحمد- الذي يرى أن الحل يكمن في التوافق على الدستور الذي وضعه "الإخوان المسلمين"، وأن يكون الدكتور محمد مرسي "رئيس للمصريين كلهم مش جماعته بس".