«حبيب»: المصالحة مع الإخوان مستحيلة.. ومن يتحدث عنها لا يفهم شيئاً عن الجماعة
د. محمد حبيب
المصالحة مع الإخوان مستحيلة، سواء مع من فى السجون أو الهاربين بالخارج، أو الآخرين الذى رفضوا انتهاج العنف، وفى تصورى أعداد الإخوان تقدر بـ250 ألف إخوانى، ولو قلنا إن منهم 50 ألفاً هاربون وفى السجون، ومئات منهم تقوم بعمليات العنف والتظاهر سواء عن قناعة أو غيرها يكون هناك 200 ألف إخوانى موجودون فى المجتمع لا يشاركون فى أى تظاهرات أو عمليات نوعية حالياً، سواء عن قناعة أو ربما خوفاً من إلقاء القبض عليهم، أو خوفاً من أن تتم تصفيتهم، ورغم ذلك فهؤلاء ينتظرون ويجتمعون ومستمرون فى عملهم بالجماعة، ونشاطهم التنظيمى مستمر فى مصر، وأتصور أن تقييمهم ما زال لم يخرج للنور، صحيح أنهم لم يحملوا السلاح ولم يحرضوا على عنف لكنهم أزمة كبيرة، فهم يدينون بثقافة السمع والطاعة والثقة فى القيادة وتلك مشكلتهم ومشكلة الجماعة ككل فى السمع والطاعة فإذا قالت القيادة شرقاً يبقى شرقاً وإذا قالت غرباً يبقى غرباً.
وأتصور أنه لا يمكن السماح لهؤلاء فى أن يمارسوا أى عمل دعوى أو تربوى أو سياسى ما لم يراجعوا أفكارهم، وتكون هذه المراجعة فكرية فيما يتعلق بالجنسية والوطنية والوطن والمواطنة وما يتعلق بمسألة العنف، فتلك كلها قضايا فكرية لا بد من مراعاتها، فإذا كانت تلك المراجعة صحيحة ستكون هناك ممارسة سليمة لكنى أشك أن يحدث هناك أى نوع من أنواع المراجعة، وظنى أن تلك التربية التى تلقوها وقناعتهم بأنهم الفكر الأوحد والصحيح ولا غيره صحيح هو السبب فى ذلك، مش ممكن تسيب الجماعة وتترك هذا الفكر وتتراجع عنه.
وحول وجود الإخوان حالياً، نجد أن هناك مجموعة موجودة داخل السجون، وهؤلاء لديهم أحكام كثيرة والله أعلم متى سيخرجون، وهناك قسم موجود فى الخارج وهؤلاء مستمرون فى تحركاتهم ويجتمعون ويخرجون ببيانات وتحركات ضد الدولة بتمويلات قطرية وتركية، أما الشق الأخير فهو الشباب الذى انتهج العنف فى الفترة الأخيرة بأشكال متعددة، وأظن أن هؤلاء لديهم مشكلة كبرى مع بعض القيادات ومنهم إبراهيم منير ومحمود عزت، اللذان يرفضان عمليات العنف والإرهاب التى يقوم بها الشباب، وهناك تصدع شديد بين الطرفين، وهناك سؤال لمن يسعى للمصالحة مع من ستتصالح؟ وما الضمانات لذلك؟ وأقول للدولة إنه يجب أن تتعامل على أنها دولة والإخوان جماعة، ولكننى أظن أنه لا مصالحة مع الإخوان أو غيرها من تلك الجماعات التى تتعاون معها نهائياً لا يمكن الحديث عن تلك المصالحة، فمن يتحدث عن المصالحة لا يفهم شيئاً، وليس لديه علم أو معرفة بالتركيبة النفسية والتنظيمية والتكوينية الخاصة بالجماعة.
وفى النهاية أعتقد أن الإخوان كجماعة لم تخسر اقتصادياً، رغم التحفظ على شركاتها وأموالها وممتلكات أفرادها؛ لأن لديهم أموالاً كثيرة بالخارج.