«المستشار علما»: خنجر المتهم استقر فى جمجمة القتيل
عام 2008 كان المستشار محمد عبدالمنعم علما، رئيس نيابة حوادث غرب القاهرة، يعمل آنذاك وكيل نيابة منيا القمح بمحافظة الشرقية.. «المستشار علما» لا يزال يتذكر تلك الجريمة البشعة، لم ينس مشهد المتهم أثناء اعترافه له قائلاً: «أنا فضلت أضرب رأس المجنى عليه بخنجر يجى ساعتين، لحد ما غرز فى جمجمته ومعرفتش أخرجه فسبته وجريت».
يحكى المستشار «علما» تفاصيل الواقعة.. كنت جالساً فى مكتبى فى النوبتجيه بنيابة منيا القمح وفى تمام الساعة 8 ونصف مساء، تلقيت اتصالاً من رئيس المباحث، يفيد بالعثور على جثة شاب فى العقد الثانى مصاباً بعدة طعنات ولم يتم العثور على بيانات تكشف هويته.. بعدها انتقلت إلى مكان الحادث الذى كان عبارة عن منطقة مهجورة، حينها شاهدت جثة المجنى عليه وقمت بالمعاينة والفحص الذى أوضح أن القتيل مصاباً بــ22 طعنة فى الرأس و15 فى الجسد بالإضافة إلى خنجر مغروس فى رأس الضحية.. وبعد أن انتهيت من معاينة موقع الجريمة أمرت بسرعة تشريح جثة المجنى عليه والتعرف على هويته لإحضار مرتكب الواقعة.
«مفيش يومين لقيت رئيس المباحث اتصل بى وأخبرنى بأنه تم التعرف على شخصية المجنى عليه والتوصل إلى هويته وتبين أنه سائق (توك توك) يسكن فى قرية مجاورة لمكان وقوع الجريمة، وبعد مرور 18 ساعة، تم إلقاء القبض على القاتل مرتكب الواقعة وتبين أن المتهم هو أحد جيران المجنى عليه وأنه عاطل ويبلغ من العمر 28 سنة.
«كنت فى انتظار وصول المتهم ليشرح تفاصيل الواقعة وملابساتها.. ومفيش ساعتين ولقيت المتهم حضر إلى مكتبى مكبل اليدين.. يرتدى بنطلوناً من القماش وتى شيرت، كان طويل القامة، ذا بشرة سمراء ويبدو عليه الخوف منذ لحظة دخوله المكتب وعيناه نادمتان لارتكاب تلك الواقعة».
بدأت فى استجواب المتهم ومناقشته حول ارتكابه للواقعة متسائلاً: «إيه اللى حصل»، فقال: «بص يا بيه أنا والله مكنش قصدى أقتله كنت عاوز أسرقه بس لكن لما مسكت الخنجر عشان أموته فضلت أضرب فيه وأنا مش فى وعيى قرابة ساعة، لحد ما لاقتنى ضربه يجى 22 طعنة فى راسه ولا أكتر مش فاكر، وفجأة لقيت الخنجر غرس فى دماغه ولما حاولت أطلعه معرفتش فسبته وجريت».. استكمل «علما» مناقشته للمتهم «وإيه اللى حصل بعد كده» «أخدت الفلوس اللى كانت مع المجنى عليه ورحت البيت نظفت هدومى وفضلت أدور مع أسرته عليه بعد ما غاب قرابة يومين وعشان كمان ميبقاش فى شك من أهله، فكنت بساعدهم باعتبارى جاره، لكن وأنا بطلع علبة السجاير من جيبى عشان أشرب سيجارة وقع منى ورقة بـ10 جنيه عليها دم الضحية ومفتاح (التوك توك) بتاعه، ساعتها رئيس المباحث سألنى مش ده دم المجنى عليه، حسيت بالخوف وإن خلاص مفيش داعى للإنكار، رحت اعترفت بكل حاجه من غير ما يضرب ولا حتى قلم واحد، وأرشدتهم عن مكان التوك توك وقلت.. أنا اللى قتلته».