نجوم الفن ينعون «الشيخ حسنى» بالبكاء والدعاء
جانب من جنازة الفنان محمود عبد العزيز
شيعت أعداد كبيرة من الفنانين والإعلاميين، عصر أمس، جنازة الفنان الكبير محمود عبدالعزيز، الذى وافته المنية، مساء أمس الأول، عن عمر يناهز 70 عاماً، وتم دفن الجثمان بمقابر أسرته فى مسقط رأسه بالإسكندرية، حسب وصيته، وذلك بعد انتهاء صلاة الجنازة عليه بمسجد الشرطة بمدينة 6 أكتوبر، وقد رافق الجثمان لمثواه الأخير أسرة الفنان الراحل وعدد كبير من الفنانين وأعضاء نقابتى المهن السينمائية والتمثيلية.
«النمنم»: «محمود عبدالعزيز فى الجنة».. ويسرا: لن يتكرر وكان أخاً وصديقاً.. و«عز»: فقدنا أحد أعمدة الفن
وعانى محمود عبدالعزيز من نقص نسبة الهيموجلوبين ومشكلات فى التنفس، ومنع مستشفى «الصفا» بالمهندسين الزيارة عنه، حتى توفى فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، وشارك فى جنازته حشد كبير من نجوم الفن والسياسة، على رأسهم وزير الثقافة، حلمى النمنم، والكاتب الكبير وحيد حامد، الذى بدا عليه التعب الشديد، حيث جلس خارج المسجد ولم يستطع المشاركة فى صلاة الجنازة، كما شارك الفنانون حسين فهمى، خالد النبوى، أحمد السقا، عزت العلايلى، حسن حسنى، أشرف عبدالغفور، يوسف شعبان، أحمد بدير، محمد حماقى، طارق لطفى، سمير صبرى، محمد رياض، تامر حسنى، محمد هنيدى، كريم عبدالعزيز، وأحمد السعدنى، بالإضافة للمخرجين جلال الشرقاوى، رامى عادل إمام، محمد النجار، محمد عبدالعزيز، والفنان السورى جمال سليمان، والإعلامى عمرو الليثى، والمنتج محمد العدل.
وحضر عدد كبير من الفنانات بينهن يسرا وإلهام شاهين وهالة صدقى ودنيا سمير غانم، وبشرى، وريهام عبدالغفور، ولقاء الخميسى، ووفاء عامر، وهند صبرى، وفيفى عبده، وإسعاد يونس، ورانيا فريد شوقى.
وانهارت الإعلامية بوسى شلبى، زوجة الراحل، أثناء صلاة الجنازة عليه، وعبر الفنان كريم عبدالعزيز عن حزنه لفراق والده بقوله: «الله يرحمه»، فيما قال وزير الثقافة «فى الجنة إن شاء الله»، ووصفه الإعلامى عمرو الليثى بأنه «قيمة فنية لا تعوض».
وشيع المئات من أهالى الإسكندرية جثمان «الساحر» إلى مثواه الأخير، بعد ظهر أمس، بمقابر أسرته بمنطقة «الورديان»، يتقدمهم المحافظ اللواء رضا فرحات، ومدير الأمن، اللواء عادل التونسى، واستقبل أهالى «الورديان»، الذين وجدوا بالمقابر منذ الصباح الباكر، جثمان الراحل بالدعاء له بالرحمة، فيما انخرط العديد من ذويه ومحبيه الذين انتقلوا إلى الإسكندرية لتوديعه، فى نوبات بكاء.
من جانبها قالت الفنانة الكبيرة يسرا، لـ«الوطن»، إن علاقتها بالساحر محمود عبدالعزيز لم تكن زمالة فنية، بل كانت أخوة وصداقة امتدت لسنوات عديدة، مضيفة: «كان فناناً كبيراً أثرى الفن المصرى بالعديد من الأعمال المميزة التى ستخلد ذكراه، وإذا كان قد رحل عن عالمنا بجسده، فأعماله العظيمة ستظل موجودة، لأنه فنان لن يتكرر مهما تعاقبت الأجيال، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».
وقال الفنان أحمد عز، لـ«الوطن»، إن الفن المصرى فقد أحد أعمدته برحيل محمود عبدالعزيز، لكونه واحداً من أهم الفنانين الذين أنجبتهم السينما المصرية، لاسيما أنه كان متنوعاً فى أدواره، كما ناقش قضايا مهمة من خلال أفلامه، ولكن لا نملك حالياً سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة.
وأعربت الفنانة وفاء عامر عن حزنها لوفاة محمود عبدالعزيز، واصفة إياه بالحنون الطيب، الذى كان يحظى بحب كل العاملين معه، مضيفة، لـ«الوطن»، أنها تعاونت معه فى مسلسل «أبوهيبة فى جبل الحلال» ومن قبله فيلم «رحلة مشبوهة».
وتابعت: كان يتجرد من شخصيته الحقيقية ويرتدى عباءة «أبوهيبة»، التى لم أرَ سواها أثناء التصوير، ومع ذلك كان أشبه بـ«التلميذ»، لأنه كان ينصت باهتمام لتعليمات المخرج عادل أديب وينفذها. وبعيداً عن الجانب المهنى، كان يتمتع بحنان جارف وخفة ظل غير طبيعية، ولذلك أنا تشرفت حقاً بالعمل مع هذا الرجل الذى أحببته وزوجى يعى ذلك جيداً.
ووجهت «وفاء» رسالة للمسئولين فى الدولة قائلة: أتمنى وضع اسم محمود عبدالعزيز على أحد مسارح الإسكندرية، تقديراً لدوره الوطنى الذى أرساه فى قلوب المصريين بأعماله التى حثت على حب الوطن.
وسيطرت حالة من الحزن على الفنانة لقاء الخميسى، التى قالت إنها تشرفت بالوقوف أمام محمود عبدالعزيز فى مسلسل «رأس الغول»، الذى عرض فى رمضان الماضى، مضيفة لـ«الوطن» أنها شعرت بالتحدى عند خوضها لهذه التجربة، نظراً لحبها الشديد للفنان الراحل. وأردفت: لم أكن أركز فى طريقة أدائه لدوره، وإنما كنت أعتبره بمثابة زميل نصور مشاهدنا معاً، رغبة فى تأدية دورى، لأنى لو كنت شاهدته يمثل لما كنت صورت مشاهدى من الأساس، علماً بأننى اكتشفت هذه المسألة بعد انتهاء التصوير، وتحديداً وقت مشاهدتى للحلقات عبر التلفاز، حيث أُصبت «بالخضة» من أدائه لبعض المشاهد رغم وجودى معه فيها، حيث شعرت وكأنى أشاهدها لأول مرة.
وأعرب المخرج عمر عبدالعزيز عن حزنه لوفاة صديقه محمود عبدالعزيز، الذى كان يتابع أزمته الصحية وينتظر تعافيه منها لعودته إلى جمهوره من جديد، ولكن إرادة الله نفذت، وتظل أعماله بمثابة خير ذكرى له، بحسب قوله. وأضاف «عبدالعزيز»، لـ«الوطن»، أنه تعاون مع الفنان الراحل فى فيلمين هما «الشقة من حق الزوجة» و«المجنونة»، حيث وجده إنساناً رائعاً قبل أن يكون فناناً شاملاً، ما جعل علاقتهما تتحول إلى صداقة متبادلة.
وتابع: «أرى أن محمود عبدالعزيز لم يأخذ حقه كاملاً، فعلى الرغم من تكريمه فى العديد من المهرجانات المحلية والدولية، فإن موهبته كانت تستحق أكثر من ذلك فى رأيى».