التصويت الطائفى.. الكنائس تحشد لـ«شفيق».. والإسلاميون يجاهدون من أجل«مرسى»
شهد اليوم الأول للتصويت فى جولة الإعادة من انتخابات الرئاسة، أمس، إقبالا مكثفاً من الأقباط بناءً على دعوات الكنيسة والأساقفة بالمشاركة بإيجابية وعدم المقاطعة أو إبطال أصواتهم، حتى أن القساوسة شكلوا وحدهم طابورا طويلا أمام لجنة مدرسة الأزبكية الإعدادية بنين، وتمركز إقبالهم فى لجان: أسيوط والمنيا والجيزة والإسكندرية وطنطا وشبرا والأزبكية فى القاهرة، وسط تحذيرات من عدد من قادة الأحزاب الإسلامية من الحشد القبطى غير المسبوق للتصويت للفريق، مؤكدين أنهم شاهدوا هذه الظاهرة فى أغلب اللجان.
وكشفت «الوطن» عن تداول الأقباط رسالة على تليفوناتهم المحمولة تدعو لانتخاب شفيق فى مواجهة الدكتور محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وجاء نص الرسالة: «شفيق هو الاستقرار وتقدم مصر وضمان للحصول على دعم دول العالم.. انشر».
ووفرت الكنيسة أتوبيسات لنقل الرهبان والقساوسة من الأديرة والكنائس إلى اللجان لجذب الأقباط على الاقتداء بهم، وذلك فى ظل استمرار عمل لجنة المواطنة فى المجمع المقدس للكنيسة الأرثوذكسية برئاسة الأنبا بولا، أسقف طنطا، فى حث الأقباط على المشاركة وعدم إبطال الأصوات.
وأنشئت صفحات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» منسوبة إلى عدد من كبار الأساقفة أمثال الأنبا يؤانس، أسقف الخدمات، والأنبا أرميا، سكرتير البابا الراحل شنودة الثالث، والأنبا مرقس، رئيس لجنة الإعلام فى المجمع المقدس، والأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف الجيزة، للدعوة صراحة إلى تأييد الأقباط لشفيق، وجاءت الرسالة كالتالى: «خد قلمك معاك من بيتك، ادخل وعلم على رقم 1، ورمز السلم، وادعى ربنا ينجح الفريق رئيساً لمصر»، ونفى عدد من الأساقفة مسئوليتهم عن تلك الصفحات التى تضم عشرات الآلاف من الأقباط، مؤكدين وقوف الكنيسة على الحياد بين المرشحين بناءً على تعليمات الأنبا باخوميوس، قائم مقام البابا.
وأصدرت أسقفية الشباب فى الكنيسة الأرثوذكسية، برئاسة الأنبا موسى، بياناً كذبت خلاله المنشور المتداول على «الفيس بوك» الذى يحمل عنوان «أبانا الذى فى السماء»، والذى يحذر الشعب القبطى من الدولة الدينية التى تحكم بالسيف على من يخالف سلطتها.
وأكد الأنبا موسى أن هذا المنشور مزور بطريقة لا تخفى على فطنة أحد، لأن «البادج» الموضوع على المنشور خاص «ببطريركية الأقباط الأرثوذكس» وليس من حق الأسقفية استعماله ولها «البادج» الخاص بها، كما أن عبارة «أبانا الذى فى السماء» خاطئة؛ لأن الصحيح منها هو «فى السماوات»، كذلك ليس للأسقفية شعب خاص بها، بل هى تخدم الشعب القبطى بصفة عامة، كما أن التوقيع الموضوع على المنشور المتداول مزور تماماً، مطالباً الجميع بتوخى الحذر.
وأكدت الكنيستان الإنجيلية والكاثوليكية وقوفها على الحياد بين المرشحين، ودعت الأقباط للمشاركة فى صنع مستقبل مصر، مشيرة إلى أن الأقباط لا يريدون من الرئيس القادم إلا أن يحافظ على مدنية الدولة وتفعيل المواطنة واحترام حقوق الإنسان فى الدستور الجديد وتحقيق العدل والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين.
يذكر أن الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة شهدت، لأول مرة، إقبال 67 أسقفاً و911 كاهناً من الكنيسة الأرثوذكسية وحدها للتصويت فى تلك الانتخابات فى ظاهرة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الانتخابات المصرية من قِبل رجال الدين المسيحى، حسب مركز «بلدنا القبطى لحقوق الإنسان» المتخصص فى الرصد القبطى.
على جانب آخر قال الدكتور محمد الصغير، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية فى مجلس الشعب «المنحل»، إنه شاهد الحشد القبطى بعينيه فى سوهاج فى لجنة «نزلة على»، مؤكداً أن هذا التوجه مدعوم من الكنيسة للتصويت لشفيق، وكذلك بدعم من نواب الحزب الوطنى السابقين وأعضائه الذين وفروا سيارات لنقل المسيحيين إلى اللجان فى سياراتهم، وأضاف: «هذا تكريس للطائفية وحتى الذين تعارضت مصالحهم فى انتخابات سابقة من الأقباط اتحدوا للتصويت بشكل طائفى للفريق، وأصبح الأقباط والفلول إيد واحدة»، حسب قوله.
واعتبر السيد خليفة، عضو الهيئة العليا لحزب النور ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب فى المجلس «المنحل»، أن الحشد القبطى لشفيق أثر من آثار التراشق فى الحملات الانتخابية للمرشحين وتكريس للانقسام المجتمعى بين مسلمين وأقباط وليبراليين وإسلاميين وأحزاب دينية ومدنية، وقال: «هذا الانقسام يأتى وسط حالة من التخويف للمسيحيين من الحكم الإسلامى ونرجو ألا يزيد هذا التصويت من النعرة الطائفية ولكن لا بد أن يسجل ما يحدث للتأريخ ليكون معروفاً مَن شق المجتمع إلى نصفين».
وكشف كمال مهدى، القيادى الإخوانى والنائب عن حزب الحرية والعدالة فى مجلس الشعب «المنحل»، عن أن هناك وعداً من شفيق للمسيحيين بتعيين 10 وزراء أقباط فى الحكومة، وقال: «التصويت للفريق موجه من الكنيسة، وكان ينقل الأقباط فى أتوبيسات إلى لجان الزاوية الحمراء من النساء والشيوخ».