«الكوبونات» تدفع أسرة «بياع الأنابيب» إلى حفرة الجوع
يصحو من نومه، يحاول تمالك نفسه عندما يغادر تلك المرتبة الإسفنجية المهترئة الموضوعة على أرض صلبة قاسية، يرتدى ملابسه المرقعة، وحذاءه المتهالك، يخرج من غرفته إلى غرفة أخرى مجاورة لها، يحمل أنبوبتين، يفتح باب مسكنه المسقوف بألواح الأبلكاش، ويخرج إلى الشارع منادياً: «أنابيب».
ذلك هو اليوم الروتينى لعم «أحمد»، الرجل الخمسينى، الذى أصبحت حياة أسرته على شفا الجوع بعد قرار الحكومة تطبيق نظام كوبونات أنابيب البوتاجاز بداية من 1 يونيو.
المكان الذى يقطن به عم «أحمد» يتكون من غرفتين، يتخذ من الغرفة الأولى مكاناً للمعيشة والأكل والشرب، أما الغرفة الثانية فهى مليئة بـ 8 أسطوانات حديدية هى كل ما تمتلكه هذه الأسرة.
عم «أحمد» لم يتعلم بسبب الفقر، وكذلك أبناؤه وبناته، فهو لديه «4 أولاد وبنتان»، وآخر ذريته طفل مُعاق: «مش قادر أصرف لا على عيالى ولا على علاج ابنى المعاق.. اللى بيطلعلى من بيع الأنابيب فى اليوم بيكفينى بالعافية أنا وعيالى».
موضوع الكوبونات، الذى طرحه وزير التضامن الاجتماعى السابق على مصيلحى، وأصر الوزير الحالى على تطبيقه، يراه عم أحمد «مصيبة وبلوة من بلاوى الحكومة.. طيب أنا أعمل إيه لو طبقوا نظام الكوبونات، أبيع لمين، وأروح لمين».
ويُضيف عم «أحمد»، الذى ترى الشقوق على وجهه من كد العمل: «أنا مش عارف الدولة ليه بتعمل فينا كدة؟ بعد الثورة الدنيا نامت، ومبقاش فيه شغل زى الأول، الأزمات كترت، وأصبح فيه أزمة فى الأنابيب».
عن أزمة «الأنابيب» يُضيف عم «أحمد»: «الأزمة كانت مفتعلة، والسبب فيها شوية بلطجية حاولوا احتكار السوق لحسابهم عشان يعملوا أى أزمة فى البلد.. كانوا مستوليين على مستودعات الأنابيب، وبيبيعوا للناس بالسعر اللى عاوزينه.. وإحنا كنا بنشترى الأنبوبة بـ 30 جنيه.. وعشان كدة كان لازم نبيعها بـ35 و40 جنيه».