بالصور| الشمس الحارقة وقوات الأمن يطاردان لاجئي سوريا ببيروت
يقضون نهارهم في الملاحقة هربًا من قرص الشمس بأشعته الحارقة وقوات الأمن التي تسعى لطردهم قبل أن يأتي الليل فيسكنون تحت سقف بلا جدران وسط أنين العوز والمرض.
هذا هو عالم اللجوء الذي تعيشه بعض الأسر السورية تحت أسفل جسر الكولا في العاصمة اللبنانية بيروت.
وعلى مسافة الجسر الممتد لعدة مئات من الأمتار عند المدخل الجنوبي للعاصمة تتوزع بعض الأغطية وهي كل ما تملكه عدة أسر تعيش أسفل الجسر حيث يغيرون مكان الغطاء على مدار اليوم لتجنب أشعة الشمس الحارقة.
وبعد تردد، كابدت أم يوسف النازحة الحلبية دموعها بعد أن وافقت على الحديث عن حياتها تحت جسر الكولا، بينما انشغل ابنها البالغ من العمر خمسة أعوام بتفقد الكاميرا التي تقوم بتصويرهم.
تقول أم يوسف: "غادرت حلب، شمال غرب سوريا، قبل أشهر مع زوجي المريض بالكلى والسكري وابني الوحيد إلى دمشق، هربا من شدة القتال في حلب".
وتضيف: "في دمشق تعرض زوجي لنوبة قلبية حيث تم إدخاله إلى أحد المستشفيات الحكومية، وهناك خضع لعملية قلب مفتوح".
وتتابع: "غادرت مع ولدي إلى بيروت تاركة زوجي في سريره في دمشق؛ كي أتمكن من الحصول على المساعدة المادية اللازمة لاستئجار سيارة إسعاف أنقل بها زوجي من دمشق إلى لبنان".
وتشير إلى أنها فضلت البقاء في بيروت وعدم السفر إلى مدينة طرابلس، شمال لبنان، التي يتواجد بها أقرباء لزوجها، وتقول موضحة: "أقرباء زوجي في طرابلس بالكاد يؤمنون قوتهم، فضلا عن أن بيروت أكثر أمنا من طرابلس التي تشهد اشتباكات" بين مؤيدين ومعارضين لنظام بشار الأسد.
وتضيف أنها بحاجة للبقاء في بيروت حيث خط الانتقال الرئيسي إلى الحدود اللبنانية السورية لجهة دمشق التي يتواجد بها زوجها، لافتة إلى أنها تقصد أهل الخير في بيروت لتأمين المساعدة.
ولدى سؤالها عن ظروف الإقامة، تضيف النازحة الحلبية: "أهل الخير في المنطقة يقدمون الطعام لي وليوسف بشكل يومي، كما يعطيني بائع الكعك عددًا من الكعكات عند انتهاء اليوم بعد أن تصبح جافة وغير قابلة للبيع".
وأضافت أم يوسف شاكية من مأساة أخرى: "المشكلة الأساسية في أدوية الأعصاب التي أحتاجها ولا أستطيع تأمينها بشكل دائم".
وتابعت: "كما أنني لا أملك سوى الملابس التي أرتديها أنا وابني منذ عدة أسابيع لم نستطع خلالها أن نستحم".
ورغم ظروفها الصعبة، يعتبر أسفل الجسر مكانا لعزتها، حيث تشدد أم يوسف على رفضها ما تقوم به قلة من عائلات سورية نازحة تتسول ببيع الورود في المنطقة.
وتقول بحزم إن "كرامتها لا تسمح لها بالتسول"، مشددة على أن "كل ما تطلبه الآن هو المساعدات من الجهات الرسمية والحكومية لتأمين نقل زوجها إلى طرابلس وتوفير أدويتها".
ويقيم اللاجئون السوريون في لبنان في مبانٍ مهجورة ومدارس؛ حيث لم تنشئ الدولة اللبنانية لهم حتى الآن مخيمات إيواء خاصة.
وترفض الحكومة اللبنانية حتى الساعة إقامة مخيمات للاجئين السوريين، فيما تؤيدها مفوضية اللاجئين التي تشدّد على أن "المخيم يبقى خيارًا أخيرًا لما له من تبعات سيئة وخاصة على الشق النفسي للاجئين".
وكانت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة توقعت مطلع العام الحالي أن يتخطى عدد اللاجئين السوريين خلال الأشهر الستة المقبلة المليون شخص، بينهم 300 ألف في لبنان وحدها