الأزهر هو المرجعية الدينية المعتبرة، والصانع لأهم العوامل الفكرية والعلمية فى مصر والوطن العربى والإسلامى، وقد وقعت فى الفترات الأخيرة إساءات للأزهر، من حق كل واحد أن يغضب، لأن الإساءة إلى الأزهر وصورته الناصعة أمر مرفوض منبوذ، وفى هذا المقال أرصد بعض النماذج التى تمثل إساءة للأزهر الشريف وعلمائه وصورته:
- فى عدد الأربعاء الماضى من جريدة «صوت الأزهر» تكرر اسم فضيلة الدكتور الإمام أحمد الطيب 42 مرة، فى الوقت الذى لم تُذكر فيه كلمة «الإسراء والمعراج» أو «تحرير سيناء» أى مرة!! ولا شك أن الإمام يستحق كل احترام وتقدير، لكن لا بد من الاعتدال فى كل شىء، أما أن نكون فى أسبوع به مناسبة عظيمة جليلة هى مسرى خير البشر سيدنا «محمد» فى أعظم موقف تجلى فيه تعظيم السماء لرسول الإنسانية -عليه الصلاة والسلام- وهو الحدث الذى رصده القرآن الكريم، وأفرد له العلماء مؤلفات شتى، وهو يوم من أيام أربعة غيَّرت مسار البشرية، ثم لا يُذكر لا من بعيد ولا قريب فى «صوت الأزهر»، فهذا دليل على أن «صوت الأزهر» يخرج فى أجواء حماسية مشحونة متعصبة، فغلب عليه الدفاع عن الأشخاص، ونسى المناسبات العظيمة، وتأثر بما يثيره الإعلام، وفى هذا إساءة للأزهر.
- حين نلتقط كلمة هنا وهناك فى كتب الأزهر، فنخرج بحكم عام بإدانة مناهج الأزهر التى خرَّجتْ أجيالاً كانت مفخرة للأمة، فهذه إساءة للأزهر، والرد الأزهرى على ذلك يجب أن يكون رداً علمياً مقنعاً، وأما الرد بالسب ففيه إساءة للأزهر، فهذا أساء للأزهر بالتحامل على منهجه، وهذا أساء للأزهر حين رد على التحامل بالصياح والهياج والشعارات لا بالعلم والمنطق.
- حين ننزل بمكانة الأزهر فنجعل انتقاد إدارة الأزهر هو انتقاد للأزهر نفسه، و«دلالة قاطعة على إضمار النوايا الخبيثة نحو الدين نفسه»، انظر: (صوت الأزهر العدد916، 19 أبريل، ص9)، فهذه إساءة للأزهر، لأنه جعل إدارة المشيخة هى الأزهر، ثم جعل الأزهر هو الدين، وبالتالى فإن قيادات المشيخة هم الدين، مع أن صحابة رسول الله أنفسهم ليسوا هم الدين.
- حين تقول الدكتورة «إلهام شاهين» عميدة إحدى الكليات بالأزهر: «إن 30 يونيو كانت سعياً لهدم الإخوان والبحث عن مكاسب شخصية وليس مستقبل البلد، وليسقط حكم العسكر»، ومع ذلك ترعى المشيخة والرابطة العالمية لخريجى الأزهر محاضرة لها لتوعية الطالبات بالفكر المنحرف فهذه إساءة للأزهر.
- حين تفتخر المؤسسة الدينية بأن شباب الأزهر لم يتورط فى تفجيرى الكنيستين، وبالتالى صار كل أمل المشيخة تبرئة نفسها من تهمة الإرهاب، بعد أن كان أملها الأكبر تصحيح المفاهيم، فهذه إساءة للأزهر.
- حين يأتى شاب ليتحكم فى مشيخة الأزهر، وتستجيب قيادات المشيخة لكلامه وأوامره فهذه إساءة للأزهر، وحين نختصر الأزهر فى مواقف مجموعة يحركها شخص واحد من وراء ظهر الإمام الأكبر فهذه إساءة للأزهر.
- حين يُنادى علماء الأزهرية بألقابهم العادية، ويُنادى مدير الشئون القانونية بالمشيخة بـ(سعادة المستشار)، فهذه إساءة للأزهر.
- حين تقوم إحدى أذرع مشيخة الأزهر بسرقة بحث علمى للدكتور البوطى وينسبه لنفسه فهذه إساءة للأزهر ورموزه وعلمائه.
- حين تنتفض المشيخة وهيئات الأزهر للرد على غلاة العلمانيين فهذا مقبول، ولكن: لماذا سكتم عن القرضاوى حين كتب - «الرد على شيخ الأزهر ومفتى العسكر»، واصفاً شيخ الأزهر والمفتى السابق بأشد العبارات؟ ولماذا سكتم عن الإخوان الذين يتهمونكم ليل نهار بأنكم منافقو السلطان الانقلابى، ثم لماذا سكتم عن آلاف من الدكاترة والشيوخ السلفيين الذى يتهمون عقيدتكم الأشعرية بالضلال، ومنهجكم الصوفى بالانحراف.. ما أسكتكم هنا وأنطقكم هناك.. إن اتهام الإخوان والسلفيين للأزهر لهو أخطر مئات المرات من اتهام غيرهم، لأن العلمانى يخاطبك عبر مقال متخصص، لكن الإخوانى والسلفى يخاطبك وهو داخل مشيختك ومن فوق منبرك؟!!