مالك العقار لـ«الوطن»: الجهاديون المقبوض عليهم استولوا على منزلى بالقوة
لم يتوقع مالك عقار «كوم الدكة» فى الإسكندرية، الذى كان تقطنه مجموعة من الجهاديين المسلحين عنوة، أن يجد أسماء 4 منهم فى وسائل الإعلام بعد إلقاء القبض عليهم مصادفة فى كمين بمنطقة «الداون تاون»، حسب قوله، على الرغم من أنه أبلغ عنهم الشرطة من قبل دون أن تهتم بالأمر أو تحرك ساكناً، رغم أنه حكى للضباط كل ما شاهده من أسلحة بحوزتهم.
قال محمد نبيل عبدالمنعم، 64 سنة، مالك العقار، فى حواره مع «الوطن»، إن قوات الأمن داهمت منزله بعدها وألقت القبض على باقى الجهاديين، الذين استولوا على جزء من العقار الذى يملكه، وحرروا عقداً مزوراً بملكية إحدى الشقق.
■ بداية، ما علاقتك بشقة «كوم الدكة» التى داهمتها قوات الأمن؟
- أنا صاحب الأرض التى بُنى عليها عقار كوم الدكة الذى داهمته قوات الأمن، ولى فى العقار عدد من الوحدات السكنية منها الطابق السادس الذى اغتصبته مجموعة من الملتحين، يبلغ عددها نحو 25 رجلاً، نصفهم من البلطجية الذين يحملون السلاح.
■ وكيف اغتصبوا الشقة فى الوقت الذى عثر بداخلها على عقد ملكية لأحدهم؟
- أنا «مابعتش» الشقة ليهم، لكنهم استولوا عليها بالسلاح والبلطجة، ولم أستطع أن أفعل أى شىء معهم، ولم يكن أمامى أى حل سوى اللجوء إلى القانون لأننى لست بلطجياً مثلهم. وبالفعل ذهبت إلى قسم العطارين كى أحرر محضر اغتصاب حيازة، لكنى فوجئت بأنهم سبقونى وحرروا محضراً ضدى، اتهمونى فيه بالتعدى عليهم واغتصاب ملكيتهم، وتمت بموجبه إحالتى إلى النيابة، وهناك أدليت بأقوالى وقدمت ما لدىّ من مستندات فى المحضر رقم (878) لسنة 2013، وفوجئت بهم أنهم قدموا عقوداً مزورة.
■ هل دارت أى حوارات أو مفاوضات بينك وبينهم بعد ذلك؟
- قال لى أحدهم ويدعى «أسامة»: انت إيه اللى وداك قسم العطارين؟ الشرطة دول كفرة، لا تتعامل معهم إلا وأنت مضطر، ولا تلجأ إلى القانون لأن القانون كافر. وسألتهم: طيب لو عندى قضية أعمل إيه؟ وآخد حقى إزاى؟ فقالوا: تروح محكمة شرعية للإخوة فى الإسماعيلية أو العريش، وفيها جلسات شرعية وعرفية، وإذا خالفت ما ستحكم به الجلسات تبقى كافر. وكانوا دائماً يقولون لى إذا بلغت عنا هيقع عليك حكم الجاسوس، لأنك أبلغت عن المسلمين، وسيحل دمك ومالك.
■ هل رصدت أى أسلحة بحوزتهم خلال فترة إقامتهم فى العقار؟
- رأيت بنادق آلية بالخزن وطبنجات، ومش انا لوحدى اللى شفت ده، دول هددوا الشارع كله، وقالوا: «اللى هيتكلم هنا إحنا هنضربه بالنار»، وأنا هديت الموقف لأنى مش عايز دم وكنت خايف على السكان الغلابة فى العقار، ومرة طلعت السطح فوجدتهم خافيين سلاح فوق، وفوجئت بيهم طالعين ورايا، بيقولولى إنت بتعمل إيه هنا؟ فقلت لهم: إيه السلاح ده؟ فردوا: ده يخصنا. وبعدها ذهبت إلى قسم العطارين وقلت ما رأيت، لكن طبعاً لا حياة لمن تنادى.
■ هل كان المتهمون المضبوطون فى كمين «الداون تاون» من بين سكان العقار؟
- طبعاً، ما هو ده اللى هيجننى، لأنى لما لاحظت تشددهم وحيازتهم لكميات كبيرة من السلاح، ودخولهم العمارة بشكل مريب وبأعداد كبيرة، أبلغت عنهم فى قسم العطارين، لكن الضباط تعاملوا مع الموضوع كأنه نزاع على ملكية ولم يتحرك أحد، وكانت المفاجأة عندما قرأت خبر ضبط 4 جهاديين فى كمين بـ«الداون تاون»، وقرأت أسماءهم فعرفت أنهم 4 من بين من كانوا فى بيتى، وكان عقد بيع الشقة المزور باسم أحدهم، وعندها كادت تصيبنى سكتة قلبية، وشعرت بصدمة شديدة.
■ وماذا حدث يوم مداهمة قوات الأمن للعقار؟
- الساعة 9 صباحاً أبلغنى السكان أن الشرطة أتت وأنزلتهم من الشقة وأخذت السلاح والأشياء التى بحوزتهم، وبعد يومين جانى تهديد من أحدهم، قالى: إحنا هنيجى ناخد العمارة كلها، شققك وشقق غيرك، وخلى راجل فى الشرطة أو الجيش يقف لنا، واحنا هنولعها نار، وفيه بيوت عليها سلاح متغطى جاهز يولع الدنيا.
وبعدها عرفت انهم اختفوا اليومين دول وناويين يدبروا عملية إرهابية المفروض تقع خلال الأسبوع الجارى، ولا أعرف هل وصلت إليهم الشرطة أو لا، لأن دى ناس مش سهلة وكانوا يتفاخرون فى المنطقة بأنهم شاركوا فى إحراق مبنى محافظة الإسكندرية اللى جنب البيت وقسم شرطة العطارين يوم جمعة الغضب.
أخبار متعلقة:
«الوطن» تواصل نشر «وثائق الدم»
«إحياء سُنّة الاغتيال».. وثيقة تستحل دماء «السفراء والعسكريين والإعلاميين والضباط»