القيادى بـ«حماس»: المتطرفون فى غزة يشكلون تهديداً لأمننا القومى.. وبعضهم شاركوا فى العمليات الإرهابية بسيناء
قيادي بـ"حماس": متطرفون من غزة شاركوا في عمليات إرهابية بسيناء
الدكتور أحمد يوسف
- القاهرة لها «اليد المؤثرة» فى موضوع التفاهمات داخل «قطاع غزة» بين فصائل العمل الوطنى والإسلامى
- هناك حديث عن إجراءات لإمكانية تحويل أموال الاقتصاد الفلسطينى إلى مصر بدلاً من ارتهانها بإسرائيل
قال الدكتور أحمد يوسف، القيادى فى حركة «حماس» الفلسطينية، رئيس مجلس «بيت الحكمة» فى غزة، إن التفاهمات بين حركة «حماس» ومصر بدأ تطبيقها بالفعل وأصبحت «تطبيقات على الأرض»، موضحاً أن هناك حديثاً عن إجراءات لإمكانية تحويل «الاقتصاد الفلسطينى» بمليارات الدولارات إلى مصر بدلاً من ارتهانه بإسرائيل.
وأضاف يوسف فى حوار لـ«الوطن» أن أحداث «الأقصى» الأخيرة وحدّت الفصائل الفلسطينية، وأن القاهرة لها «اليد المؤثرة» فى موضوع التفاهمات داخل «قطاع غزة» بين فصائل العمل الوطنى والإسلامى.
أحمد يوسف لـ«الوطن»: التفاهمات بين مصر وغزة دخلت مرحلة التطبيق.. والجرافات تعمل حالياً فى إنشاء «المنطقة العازلة»
■ ازدادت زيارات وفود «حماس» فى الفترة الأخيرة للقاهرة.. ما آخر ما توصلت له هذه الوفود من تفاهمات بين الطرفين؟
- التفاهمات مع الجانب المصرى لا شك أنها أصبحت تطبيقات على الأرض تقريباً، فالعمل جار بشكل غير مسبوق فى موضوع المنطقة العازلة، والجرافات تعمل بشكل جيد، فضلاً عن التجهيزات الأمنية لضمان أن هذه المنطقة أصبحت آمنة ومستقرة، وهناك وفد مصرى قد يأتى إلى قطاع غزة لمتابعة التطورات على الأرض، خاصة فيما يتعلق بالإجراءات الأمنية فى المنطقة العازلة، وهذا شىء مبشر، والناس كلها مرتاحة بشكل أو بآخر، على الأقل لم يعد هناك ما يستدعى أن تكون هناك ذرائع باتهام الجانب الفلسطينى بأى تواطؤ أو غض الطرف فى سيناء.
■ وماذا عن المواقف السياسية للحركة تجاه مصر؟
- من المعلوم للكافة أن التنديدات بأى عمليات تستهدف الجيش المصرى فى شمال سيناء أصبحت لغة خطاب وموقفاً على ألسنة قيادات الحركة فى قطاع غزة، وبشأن ما هو مقبل، فهناك حديث فتح المعبر وتجهيزات يتم إجراؤها من الجانب المصرى بتوسعة المعبر وجعله متاحاً بشكل مستمر بالنسبة للفلسطينيين الذين أصبحت وجهتهم باتجاه مصر كطوق نجاة أكثر من أى مكان آخر، كما أن هناك حديثاً أيضاً عن إجراءات لإمكانية تحويل الاقتصاد الفلسطينى إلى مصر بدلاً من ارتهانه بإسرائيل، وأن تتحول كل مليارات الدولارات التى تمثل مشتريات الجانب الفلسطينى من الإسرائيليين إلى مصر، وهذه كلها رؤية استراتيجية لعلاقات استراتيجية وطيدة مع مصر التى يكن لها شعبنا كل تقدير واحترام، فما بيننا أكثر من موضوع الجوار، وهى علاقات تاريخية ممتدة زمنياً بشكل يعود لبدايات الفتح الإسلامى، والعلاقات التاريخية مع مصر موجودة، إضافة إلى الخطاب السياسى المصرى تجاه موضوع الصراع العربى الإسرائيلى ومحاولة إيجاد حلول تليق بكرامة الفلسطينيين والحفاظ على حقوقهم التاريخية فى أرض فلسطين.
أحداث الأقصى وحدت الفصائل الفلسطينية.. والحديث عن المصالحة المجتمعية أصبح جاداً ولم يعد مجرد عنوان سياسى
■ وماذا عن الإجراءات التى تنفذها «حماس» على الأرض بشأن التيار المتشدد بغزة فى إطار التفاهمات المصرية؟
- لا شك أن الحركة تعاملت مع هذا التيار فى البداية بالحكمة والموعظة الحسنة، وأملت أن تكون هناك مراجعات، وأطلقت العنان للكثير من الدعاة والعلماء لانتقاد كوادر كبيرة من هذا التيار، لكن هذه الأمور للأسف لم تجد نفعاً، وهنا جاءت المعاملة الأمنية والمحاكمات، فالقضاء دخل على خط هذه المراجعات ومن تثبت إدانته ونواياه بأعمال ممكن تضر الأمن الفلسطينى أو تسىء للعلاقة مع مصر وتسىء للأمن القومى المصرى لا يمكن التسامح معه، وهناك ملاحقات أمنية مستمرة ومعتقلون كثيرون موجودون تحت أعين الأجهزة الأمنية، وهناك أناس يتم استدعاؤهم من حين لآخر للتحقيق بالتزامهم بالأمن والنظام وألا ينخرطوا فى أى أعمال من الممكن أن تسىء للحالة الأمنية فى مناطق الحدود، أو على الأقل ممكن أن تعرض الأوضاع الأمنية على مناطق الحدود لأى نوع من المشاكل مع مصر، هذا التيار كله فى إطار المتابعة والملاحقة، وكثير منهم خضعوا للمحاكمات وبعضهم بالسجن وبعضهم تم الإفراج عنهم لعدم ثبوت عليهم أى أعمال، ولكن يتم استدعاؤهم للتواصل فى التحقيقات من حين إلى آخر.
وعندى يقين أن الملاحقات الأمنية جزء من رفض هذا التيار وعدم السماح أن يتم غض الطرف عن خطورة أو سلوكيات عدة كوادر من هذا التيار، التى ثبت أنها أساءت لعلاقاتنا مع الدول العربية الشقيقة، خاصة مصر، كما شكلت تهديداً لأمننا القومى وبعضهم شاركوا فى العمليات الإرهابية التى جرت فى شمال سيناء، بحسب ما وصلنا من أسماء، لذلك كان موقف الحركة حاسماً فى هذه المسألة، ولم تسمح بإقامة أى بيوت عزاء لمثل هؤلاء الذين كان لهم دور فى الإساءة لعلاقتنا مع مصر أو تهديد الأمن القومى المصرى.
■ ماذا تعنى مشاركة القيادى محمد دحلان فى المجلس التشريعى الفلسطينى فى غزة لأول مرة منذ 10 سنوات؟
- مشاركة «دحلان» تؤكد أن هذا التحول فى الموقف الفلسطينى هو توجه حقيقى ونقلة نوعية، ومحاولة لطى صفحات الخلاف التى كانت قائمة بعد أحداث 2007 وما سبقها، وهذا التحول جذرى واستراتيجى فى اتجاه بناء علاقات فلسطينية - فلسطينية قائمة على التفاهم والشراكة الوطنية، على الرغم من أن المعظم فى المجلس كانوا خصوماً فى السابق للنائب محمد دحلان، إلا أنه كان هناك حديث مفعم بالأمل والتمنيات فيما يتعلق بدور المجلس التشريعى فى صياغة الخريطة السياسية للمرحلة المقبلة.
خلال أحداث «القدس» الأخيرة وقف المسيحى جنباً إلى جنب مع المسلم للصلاة والدعاء والرباط أمام الأقصى وأرسلوا رسالة إلى الاحتلال مفادها أننا صامدون
وسيكون هذا التيار جزءاً حقيقياً فى إدارة الوضع الفلسطينى الداخلى، وفى اتجاه بناء شراكة وطنية تكون فيها «فتح وحماس» ركائز أساسية فى هذا المشروع لتخفيف الضغوطات المفروضة على قطاع غزة وخطوة فى اتجاه استكمال مشروع المصالحة مع الطرف الآخر، وهو الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن.
■ يعتبر الكثير فى حركة فتح أن «دحلان» مفصول من الحركة ولا يمثلها.. فما رأيك فى ذلك؟
- هذه اللغة غير موجودة فى قطاع غزة، ربما موجودة على ألسنة بعض السياسيين فى الضفة الغربية، حيث يمثل محمد دحلان منافساً قوياً لهم فيما يخص مستقبل قيادة السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح بشكل عام، وهذه الألفاظ لم نعد نسمعها فى قطاع غزة، وبانعقاد المجلس التشريعى، والخطاب المسئول الذى تبناه الجميع أصبح «دحلان» شريكاً وطنياً فى الساحة الفلسطينية، بالتالى فإن أى لغة غير وطنية وغير لغة الشراكة الحقيقية التى نحاول أن نؤسس لها ونبنى من خلالها مجتمعنا الفلسطينى فى قطاع غزة لغة مرفوضة، لم يعد هناك كلام فى قطاع غزة عن كون محمد دحلان قيادياً مفصولاً أو «مش مفصول»، فهناك من يتخوفون من بروز كاريزما محمد دحلان وما يتعلق بخلافة الرئيس أبومازن، أما بالنسبة لنا فى غزة أؤكد أن دحلان شريك وطنى ويؤدى إلى تخفيف الأوضاع الكارثية والمأساوية فى القطاع، وأعتقد أنه بشكل أو بآخر مثله مثل الآخرين يمر بحالة من المراجعات، فأصبح مخضرماً لم يعد ذلك الشاب الثائر والسلبى تجاه الآخرين، وأيضاً أصبح يتطلع للآخرين كشركاء فى هذا الوطن، والمطلوب أن نضع أيدينا مع بعضنا البعض وأن نبنى ساحتنا الفلسطينية معاً، لم يعد دحلان ذلك الشاب الطائش كما يظن البعض، واليوم هو أكثر حكمة ومسئولية مما مضى، ولغته أكثر وطنية باتجاه الآخر، كما أن تصريحاته تجاه حركة حماس ودفاعه عنها، بعد اتهامها بما خرجت به محكمة العدل الأوروبية يعبر عن مستوى إنسان مسئول ينظر لحركة «حماس» كحركة وطنية وليست إرهابية، وهذا كلام يؤدى إلى تحسين الصورة ودرجة القبول لشخصيته فى مستقبل الساحة الوطنية الفلسطينية.
■ وماذا عن إنهاء الانقسام الفلسطينى؟.. هل يتم العمل على تنفيذ «اتفاق القاهرة 2013» أم أن هناك جديداً؟
- أعتقد أن التفاهمات التى تمت فى القاهرة عام 2013 هى ما يجرى العمل بناء عليه حالياً، كما أن إعادة بناء وتشكيل الهيئة الوطنية للتكافل الاجتماعى بمشاركة معظم فصائل العمل الوطنى والإسلامى تمت فعلياً، ووضع النقاط على الحروف أصبح بمثابة منهجية الآن فى هذه اللجنة، وأيضاً هناك اللجنة الإدارية التى ستواصل عملية الإشراف وإعادة الهيكلة فى إدارة شئون قطاع غزة، والتى ربما سيتم التوقيع عليها مع قدوم القيادى الفلسطينى فى حركة فتح سمير المشهراوى خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وأيضاً لجنة التكافل التى سيكون لها مجهود فى جمع التبرعات الإنسانية لقطاع غزة، وأيضاً الهيئة الإدارية المختصة بمشروعات كبيرة جداً فى قطاع غزة سيتم التوقيع عليها أيضاً مع قدوم «المشهراوى»، فهناك مشاريع تتعلق بموضوع محطة الكهرباء، وإدارة شئون المعبر من الجانب الفلسطينى بالتنسيق مع مصر، وموضوع خلق مشاريع تنموية لاستثمار الطاقات الموجودة والمعطلة فى غزة، أعتقد أن التفاهمات موجودة وتطبيقها على الأرض قائم.
هناك محاكمات واعتقالات وملاحقات أمنية لعناصر متشددة بالقطاع فى إطار العلاقات مع القاهرة
وهناك موضوع المصالحة المجتمعية، حيث يجرى الآن حصر لكل شهداء الأحداث المأساوية فى 2007، وكل من تعرض لأضرار، حيث يتم كل ذلك بتنسيق بين الفصائل الفلسطينية جميعاً التى تعمل على هذا الملف، وهذا ملف كبير، يمهد الطريق بشكل كبير جداً أن تأخذ المصالحة دوراً أكثر من أن تكون فقط عنواناً سياسياً أو عنواناً مجتمعياً، الكل يضع ثقته فى القيادة الجديدة التى تتولى إدارة شئون قطاع غزة والممثلة من كافة القوى الوطنية وعلى رأسها فتح وحماس.
■ وماذا ترى بشأن المصالحة بين الفصائل تحت رعاية مصرية خلال الفترة المقبلة؟
- بدون شك أن تطبيق الأشياء التى تم الاتفاق عليها، وأن يشهدها الشارع فى قطاع غزة، وأن تجد فصائل العمل الوطنى والإسلامى تعمل على تنفيذ مثل هذه التفاهمات، وأن تتحول إلى تطبيقات على الأرض، فإن ذلك سيسهل أى إجراءات مستقبلية فيما يتعلق بأن تلتقى كل فصائل العمل الوطنى والإسلامى فى مصر لاستكمال جهود المصالحة والخروج بتفاهمات جديدة فى ترتيب الوضع، طالما الآن العلاقة مباشرة ومفتوحة مع مصر، وإن القاهرة لها «اليد المؤثرة» فى موضوع التفاهمات داخل قطاع غزة وبين فصائل العمل الوطنى والإسلامى، وأعتقد أن المسألة الآن أصبحت فى ظل هذا الانفراج فى العلاقة مع التيار الإصلاحى وحضوره الكبير فى غزة، أصبحت المسألة ربما أسهل أن ترعاها مصر وأن تصل إلى تفاهمات حقيقية واتفاق فعلى بين فصائل العمل الوطنى والإسلامى، وبغض النظر عن سواء شارك التيار المحسوب على أبومازن أم لم يشارك، لكننى أرى أن فصائل «الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحركة الجهاد» كلهم جاهزون لأى مصالحة يمكن أن ترعاها القاهرة برعاية مصرية للتوصل إلى شراكة حقيقية، ربما ترتيب أوضاع مستقبلية حول قضية انتخابات أو ما إلى ذلك تجرى أو تتم داخل قطاع غزة.
■ هل هناك أطراف خارجية أخرى بخلاف مصر تسعى إلى إتمام تلك المصالحة؟
- لا أعتقد أن يظهر «كثيراً من الحرص وتقديم التسهيلات» إلا مصر الآن، وفى المشهد الفلسطينى تتحرك أطراف أخرى كان فى السابق لها دور فى السعى لتحقيق المصالحة بأوضاعها الداخلية مثل قطر، ولكن الآن قطر مشغولة بالمشاكل الموجودة مع دول الخليج، وتركيا حاولت أن تكون طرفاً متوازناً فى العلاقة بين «حماس وأبومازن» وليس لها أى اعتراض أو تدخلات، فمثل قطر، كما إيران، كما تركيا، الجميع يعلمون أن غزة ضمن حسابات السياسة المصرية فى المنطقة، فمصر هى الأقدر على التعاطى مع الملف الفلسطينى، خاصة مع قطاع غزة، بحكم إدارة مصر لشئون القطاع أكثر من 11 عاماً، وهى أدرى بكل تفاصيل الوضع الفلسطينى، وبالتالى هم مدركون أن مصر تمتلك الأولوية فى معالجة هذا الملف، وهى شريان الحياة بالنسبة للقطاع، وبالتالى لا يتدخل أحد أو يشكل حالة اعتراض على أى تحركات تقوم بها «حماس» بشأن أى تفاهمات تجرى فى مصر.
■ أليس هناك جديد بشأن أى «صفقة أسرى» مقبلة مع الجانب الإسرائيلى؟
- هذا الملف بالغ التعقيد وليست هناك معلومات كثيرة يمكن الحديث عنها، ومن المبكر الحديث عنها، ليست هناك أى خطوات تقول إن الشهور المقبلة ستشهد اختراقاً فى هذا الملف، ما زال بالغ التعقيد، وما زالت هناك جهود مصرية تُبذل فى هذا المجال، لكن أيضاً من المبكر أن نتحدث عن شىء حقيقى فى هذا الملف لأن الموقف الإسرائيلى لا يزال متمركزاً حول رفض صفقة تليق بكرامة هؤلاء الأسرى والمعتقلين فى السجون الإسرائيلية واحترام ما تم التوافق عليه فى صفقة «جلعاد شاليط» بالرباعية المصرية، حيث قامت إسرائيل بإعادة اعتقال أكثر من 50 أسيراً محرراً، وهذا يعتبر تعدياً على الاتفاق الذى تم برعاية مصرية.
الاحتلال الإسرائيلى تعدى على صفقة «شاليط» التى تمت برعاية مصرية وأعاد اعتقال الأسرى المحررين من جديد
■ هل كانت أحداث المسجد الأقصى سبباً فى تحريك المياه الراكدة وعقد المجلس التشريعى الفلسطينى فى غزة يجمع العديد من الفصائل؟
- الأحداث التى جرت فى المسجد الأقصى والتوغل الإسرائيلى على القضايا ضغط على عصب مهم، وهو المسجد المبارك، وتخوفات الفلسطينيين أن يتم ما جرى فى الخليل قبل عدة سنوات فى قضية التقسيم الزمانى والمكان وحرمان المسلمين من فرض الوصايا على تراثهم الدينى، وهو ما دفع الجميع للتحرك، لا شك أن هناك تحركات كثيرة داخلية وخارجية، لكن الذى حسم الأمر وقفة وصمود الفلسطينيين و«المقدسيين» فى الضفة الغربية والمرابطين داخل ساحات المسجد الأقصى، فهؤلاء حسموا المعركة مع الاحتلال وأجبروا إسرائيل على رفع البوابات الإلكترونية عن مداخل المسجد الأقصى والسماح للجميع بالعودة للصلاة، ولا شك أن هذا دافع لكى يتم «التنادى» لعقد هذا الاجتماع للمجلس التشريعى الفلسطينى بمن حضر من النواب، ويسجل هذا الموقف أن القوى الوطنية والإسلامية فى قطاع غزة وقفت وقفة رجل واحد خلف الموقف الداعم للمقدسيين وأهل الضفة الغربية الذين احتشدوا بعشرات الآلاف دفاعاً عن مسجدهم، أعتقد كانت خطوة جيدة للتأكيد على أن «الأقصى» هو البوصلة التى تجمعنا من جديد، وسيكون عاملاً محركاً ومهماً جداً لاجتماع الشمل الوطنى الفلسطينى، وأيضاً إعادة حراك الأمة من أجل المسجد الأقصى والتفاعل بشكل كبير من جديد مع القضية الفلسطينية.
■ اتخذ الاحتلال الإسرائيلى خطوات فى خطته لـ«تهويد القدس».. فكيف نواجه ذلك؟
- أعتقد أن لدى إسرائيل مخططات قد تكون نجحت فى بعضها بسبب تقلص حضور العرب فى القدس بنسبة 30%، فإسرائيل من خلال القدس الموسع أصبحت نسبة اليهود نحو 70% وتقلص الحضور الإسلامى والعربى بشكل عام فى القدس إلى الثلث أو أقل، والآن التحركات الأخيرة هذه قالت للمقدسيين والفلسطينيين إنه لا بد من اجتماع الشمل والموقف الموحد الذى يضع حداً لعمليات التهويد والتوغل الإسرائيلى والاستيطانى فى القدس وغيرها.
لم يعد هناك كلام فى قطاع غزة عن كون محمد دحلان قيادياً مفصولاً من حركة «فتح» أو «مش مفصول»
■ وكيف ترى رد الفعل العربى تجاه نصرة «الأقصى»؟
- بدون شك المسجد الأقصى والمدينة المقدسة قضية كبرى من المفترض أن يتحرك لها المسلمون والمسيحيون أيضاً، لأن التراث الدينى المسيحى كبير وهو موجود فى حدود المدينة، ولا يخص المسلمين فقط، هذه قضية مقدسات مليار ونصف المليار من المسلمين، والمطلوب إعادة تشجيع المسلمين خلال مواسم الحج والعمرة وتكون لهم وقفات للمجلس الأقصى والقدس، عادة عندما كان المسلمون يتوجهون إلى الحج كانوا يتوقفون فى القدس، إما فى الذهاب أو الإياب باعتبار أن يكتمل الحج بزيارة بيت المقدس. ومن المفترض أن يكون لمنظمة «التعاون الإسلامى» جهد فى قضية الحفاظ على التراث الدينى فى هذه المدينة المقدسة وعدم السماح لليهود بأى إجراءات فى اتجاه التهويد، ولا بد أن يكون هناك موقف دولى عبر الأمم المتحدة وللمنظمات الدولية من أجل الضغط على الولايات المتحدة وفتح حوارات معها حول أن المدينة المقدسة خط أحمر، ولا يمكن لأى عربى أو مسلم التسامح فيه.
■ صف لنا مظاهر الغضب الفلسطينى على «الأقصى» فى قطاع غزة خلال الأيام الماضية؟
- كانت هناك الكثير من الأنشطة والاحتجاجات والمسيرات المناصرة لأهل القدس وتشجيعهم على الاستمرار فى وقفتهم دفاعاً عن مقدساتهم، وكانت هناك تحركات على مناطق الحدود ربما سقط بعض الشباب شهداء وجرحى، لكن غزة لم تهدأ، فى كل ليلة مسيرات، وحركات جماهيرية واسعة لعشرات الآلاف لتعزيز صمود المقدسيين، وكان هناك أيضاً الكثير من الشعارات الوطنية والدينية التى تحث المقدسيين على الصمود والاستمرار فى تحركات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلى.
■ وبماذا تفسر استهداف الاحتلال الإسرائيلى لرموز الأقصى بدءاً من مفتى القدس مروراً بخطيب الجامع.. وانتهاء بحراس المسجد؟
- الصراع الدائر هو صراع إرادات من الدرجة الأولى، إسرائيل تحاول كسر إرادة المقدسيين وتقطع الطريق أمام هؤلاء المرابطين، وأن تخيفهم، وبشكل أو بآخر شنت إسرائيل حملة اعتقالات واسعة، قامت بالتعدى على كثير من هؤلاء النشطاء من المرابطين داخل ساحات المسجد الأقصى، لكن كما قلت مكانة الأقصى «جوهرة» نفيسة وغالية على الفلسطينيين والمسلمين، وأعتقد أن إسرائيل ستخسر، كما كتبت عندما بدأت المواجهات قلت سيهزمون ولن تستطيع فى هذه المعركة كسر إرادة المقدسيين، لأن القدس والأقصى مسائل دينية، وحركت فى الفلسطينيين كل الاهتمامات، بحيث إن التراث الدينى هو تراث وطنى تحرك من أجله الإسلامى والمسيحى وكل أبناء فلسطين بمختلف طوائفها وإثنياتها من أجل الدفاع عن الأقصى، فقد وقف المسيحى مع المسلم للصلاة والدعاء للمسجد الأقصى، وشاهدنا وقفات اجتمع فيها الكل دفاعاً عن المسجد، فهذه المسيرات التى كانت بعشرات الآلاف لم تكن للمسلمين بل كان فيها مسيحيون، شاركوا فى الصلاة بساحات المسجد الخارجية وتحدوا جنود الاحتلال وأوصلوا رسالة للاحتلال مفادها أنهم مرابطون وصامدون.
قادة حماس وفتح عقب لقاء لبحث المصالحة الفلسطينية «صورة أرشيفية»