عصابات سرقة الأعضاء «صناعة فيسبوكية» لإثارة الرأى العام
صور متداولة عن عصابات خطف الأطفال على الفيس بوك
«خدوا بالكم من عيالكم.. المافيا ما بترحمش حد».. «بيرشوا مادة ويخدروهم وياخدوهم ويسرقوا أعضاءهم».. بعض الجمل التى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى وتجد صدى واسعاً فى التداول مرفقة بصور أشلاء بشرية وجثث مشقوقة نصفين و«مُخيطة» كقطعة القماش، للتحذير من عصابات الاتجار فى الأعضاء البشرية بدعوى انتشارها فى مصر، قبل أن يصدر تقرير من الأمن العام أمس الأول وينفى جميع ما يتم تداوله فى المواقع الإلكترونية و«السوشيال ميديا»، حيث قال مسئولو قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية، فى تقرير، إنهم لم يتلقوا بلاغاً واحداً عن واقعة سرقة الأعضاء، مشددين على أن ما يتردد عن اختطاف الأطفال أمر مغلوط، فهناك بالفعل حالات خطف بين الأطفال، ليس بغرض سرقة أعضائهم، بل استغلالهم فى التسول فى الشوارع وبين إشارات المرور، بهدف استعطاف المواطنين.
صور مجهولة يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعى بدعوى تعرض أصحابها لسرقة أعضائهم
فى موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، يتداول البعض صوراً مجهولة لجثث من داخل المشرحة، يبدو عليها آثار تشريح، ويؤكدون أنها لأطفال تعرضوا للخطف بقصد سرقة أعضائهم، ويتم تداول أخبار أخرى، بعضها مجهول وغير منسوب لمصدر مسئول عن عصابات تم القبض عليها بتهمة الاتجار فى الأعضاء، وهو ما يثير الهلع بين المواطنين، وبحسب اللواء أشرف أمين، الخبير الأمنى:
«مفيش حاجة اسمها تجارة أعضاء فى مصر.. فى ناس بيضّحك عليها بس وناس بتبيع جسمها».. مؤكداً أن مصر لا تمتلك عصابات مؤهلة لسرقة الأعضاء وبيعها إلى الخارج، كما يشاع بين المواطنين: «سرقة الأعضاء دى محتاجة تحاليل وإجراءات طبية وتشريح بشكل دقيق وتسافر فى ثلاجات مخصصة وبطريقة معينة خلال ساعات محددة.. وده كله مش عندنا»، كما أن جهاز الأمن العام، أعلن عن أنه لا يملك تقريراً واحداً عن هذه الوقائع، وقال إن كل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعى قصص وهمية: «القصص اللى على الفيس بوك دى كلها قصص من الخيال الناس بتعملها عشان يخوّفوا بعضهم وينشروا الفزع بين الناس وخلاص».
خبير أمنى: كل ده كدب عندنا حالات خطف بس مفيش سرقة أعضاء
وبحسب «أمين»، فإن البعض يتعرض لعمليات نصب لسرقة الكلية: «آه فيه ناس بيضحك عليها وبتبيع كليتها بفلوس قليلة.. وفيه ناس بتتبرع لحد قريبها مريض بالكلية أو فص من الكبد، لكن مفيش مفهوم العصابات المنظمة»، لافتاً إلى أن بعض المواطنين ممن يتعرضون لضائقة مالية يضطرون إلى بيع جزء من أعضاء جسمهم بمقابل مادى بسيط، مشدداً على عدم الانجراف وراء تيار الشائعات الوهمية، لكن لا ينكر أنه توجد عصابات خطف للأطفال لمجرد التسول.