5 طرق ناجحة لبداية روائية
الرواية من الفنون الصعبة فى الإمساك بها وتنفيذها، وليس من قلة عدد الكتب عنها بالعكس، من كثرتها الشديدة، ونحاول فى هذا المقال التكلم عن خمس طرق لكتابة مقدمة افتتاحية ناجحه لأي رواية.
١- الكلية:
المقصود هنا إجمال فكرة الرواية في جمل بسيطة بلغة موحية، وبالتالي تحقق عدة أهداف أولها التشويق وجذب القارئ للاستمرار في القراءة، والأمثلة أكثر من الحصر، فعلى سبيل المثال بداية رواية "أولاد حارتنا" حيث تبدأ بجملة (هذه حكاية حارتنا أو حكايات حارتنا وهو الأصدق).
٢- المكان:
البداية بوصف المكان مثل بدايات "خان الخليلي" مثلاً، لكن هنا سؤال كيف نبدأ بسرد عن المكان دون وصف تقليدي؟ ربما نجيب في آخر المقال بسبب الإجابة نفسها.
٣- الزمان:
تحديد الإطار الزمني للرواية ومن العنوان أيضا، مثل رواية "١٩٨٤" لجورج أورويل، أو فى "من سنة مليون" لتوفيق الحكيم، وبالطبع يستخدمه الكاتب بحرفية للتشويق وللإبهار أيضا، وهذا استخدام قديم للزمان تكسر فى العصر الحديث وبالتأكيد سوف مفرد له مقال مستقل.
٤- الجو العام:
وصف الجو العام المحيط بالبطل سواء من جبال أو وديان، أو حالة الجو، وكذلك وصف حال الجمادات حوله، وهذا التقليد وصل للكتابة من المرحلة الرومانسية حيث العلاقة بين الإنسان والطبيعة، حيث يرى حزن الطبيعة ستنتهي مع حزنه الخاص.
٥- التضاد:
استخدام مبتكر بدأه تشارلز ديكنز فى روايته "قصة مدينتين"، حيث استخدم الصفة وعكسها فى إجمال وألغاز عبقريين."كان عصر الحق، والظلم. عصر النور. عصور الظلام".. الخ، وذلك الاستخدام من أفضل الجمل الافتتاحية، لكنه قد ينقلب لعكس تأثيره مع الاستخدام بلا تفكير وفحص لكيفية كتابته.
والآن لنجيب على السؤال بأن السرد أقوى من الوصف عند القارئ، لكنه يحتاج مهارة من الكتاب لذا نفصل قليلا فى الفرق بين الوصف والسرد، فالوصف هو استخدام صفات للأشياء بشكل مباشر فمثلا أصف بطل قصتي بأنه "طويل، شجاع يشبه أبطال المصارعة".
أما السرد لنفس الموقف فهو إدخال كل العناصر بشكل متداخل مرن عضوي لينتج جملة انسيابية جميلة.
"رغم ملامحه القوية لكن قلبه بكى مع رؤيته للقطة الصغيرة"
وبالتالي البداية بالسرد هو هدف فى حد ذاته لكن ذلك أيضا سنتناوله فى مقال جديد.