امرأة سورية فى مصر تواجه «الأسد» بـ«باش عسكر» و«شيش برك»
جلست إلى جوار زوجها، تتذكر ما رأته من أهوال فى بلدها جعلتها تقرر الهجرة هى وأسرتها، مصر هى الوطن الثانى الذى اختارته الأسرة السورية هربا من جحيم الأسد وما يفعله فى شعبه من مجازر سيسجلها التاريخ.
«أم حسان» (37 عاما)، امرأة قوية، قررت أن تتحمل مسئولية أسرتها.. تركت سوريا واختارت أن تقيم فى مصر. فى البداية لجأت إلى هيئات الإغاثة الشرعية طلبا للمساعدة، وحين رأت أنها غير كافية لإعالة أسرتها، فكرت فى إعداد مشروع عبارة عن مطعم فى قلب مدينة 6 أكتوبر حيث تقيم، يقدم مأكولات من «المطبخ السورى»، وذلك بالتعاون مع مجموعة من النساء السوريات، قائلة: «باعرف أن الربح بسيط ولكن ما باليد حيلة، هيدا واجبنا أن نساعد أزواجنا وعائلتنا».
«بنطبخ أكلات سورية حسب الطلب، والربح الذى نحصده يتم توزيعه على ثلاث جهات، مبلغ لشراء مواد الطعام مثل اللحوم وغيرها، ومبلغ يتم توزيعه على السيدات اللاتى صنعن الطعام، وما يتبقى يتم توزيعه على الأسر السورية الأخرى التى تحتاج إلى الأموال».. هذه هى القواعد التى وضعتها «أم حسان» فى مشروعها الصغير، الذى خصصت له إحدى الشقق بمنطقة أكتوبر، وقد حظيت أكلات «باش عسكر» و«شيش برك» السورية، على إعجاب الزبائن من المصريين والعرب المقيمين فى المنطقة.
«أم حسان» هى الوحيدة بين النساء السوريات فى المنطقة التى تظهر على وجهها معالم السعادة، فنسبة كبيرة من النساء العاملات بالمشروع من الأسر السورية الراقية، ممن يشعرن بالانكسار أحيانا، بسبب ما وصلت إليه أحوالهن: «ما بنقدر نمد أيدينا ونقول هاتوا، لذا المطبخ السورى بالنسبة لنا طوق نجاة».
رفضت «أم حسان» الإدلاء بأى معلومات عن نفسها، خوفا على بقية عائلتها بسوريا: «ما بتتصورى شو ممكن يعملوا مع أهلى فى سوريا إذا عرفوا أننا قلنا أى شى ضدهم».