الكنائس تتحول إلى ثكنات عسكرية فى «عيد العذراء»
احتفل الأقباط أمس، بعيد صعود السيدة العذراء مريم بمختلف الكنائس القبطية داخل مصر والخارج، وسط وجود أمنى مكثف من قوات الشرطة والجيش، حوّل الكنائس إلى ما يشبه الثكنات العسكرية، بسبب التهديدات والاعتداءات التى تطول الكنائس والأقباط منذ عزل الرئيس محمد مرسى، ولم يستطع العديد من أقباط الصعيد من أداء قداسات العيد داخل كنائسهم بسبب التهديدات التى وصلتهم بالاعتداء، فى حين قرر آخرون مواجهة تلك التهديدات بإقامة قداسات صلاة العيد داخل الكنائس التى جرى الاعتداء عليها وتحولت إلى أطلال خصوصاً فى المنيا، وتركزت معظم العظات خلال قداس العيد على التعازى والمواساة لما يتعرض له الأقباط ومصر من اعتداء، والصلاة من أجل أن يمنح الله مصر السلام.
ويأتى عيد العذراء هذا العام مختلطاً بدموع الأقباط على ما تعرضوا له من إيذاء واعتداء من الإخوان وأنصارهم منذ عزل مرسى، الأمر الذى خلف تدمير وحرق 86 كنيسة ومنشأة كنسية، والمئات من الممتلكات الخاصة، فضلاً عن قتل واختطاف العشرات منهم الأمر الذى وصل إلى تهديد البابا تواضروس الثانى، بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية بالاغتيال، ما دفعه لهجرة المقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية والتنقل بين الأديرة، وإلغاء عظاته الأسبوعية بالكاتدرائية وإلغاء «النهضة» بمعظم كنائس مصر، خشية التعرض لإيذاء أثناء الصلاة.
واحتفل البابا تواضروس، بالعيد خارج الكاتدرائية المرقسية بالعباسية التى هجرها منذ شهرين، وترأس قداس العيد داخل دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، ووجه البابا خلال القدس تهنئته للأقباط بمناسبة العيد، قائلاً: العذراء حبيبة بلادنا مصر نفرح بعيدها السنوى بعد أيام صوم مقدس، تهنئتى القلبية للأكليروس وكل الشعب فى كنائسنا بمصر والمهجر ونطلب شفاعتها، ونحن نصلى من أجل السلام، وأطالب جميع الكنائس فى مصر وخارجها بأن تصلى من أجل سلام مصر فى قداس العيد لكى تشفع فينا وتطلب عنا أمام ملك السلام ليمنحنا سلامه ويغفر لنا خطايانا.
وتبارى أساقفة الكنيسة والرهبان فى تقديم التهانى للبابا بمناسبة العيد، وأصدر المجمع المقدس بيانا، هنأ خلاله البابا والأقباط بالعيد، وقال خلاله إنه يطلب صلوات العذراء عن سلام بلادنا وكنيستنا ويمنع عنا شر التطرف والإرهاب.
واحتفل أقباط المهجر بعيد العذراء، ونظموا مسيرة قبطية بالعاصمة الأمريكية واشنطن، انطلقت من أمام البوابة الرئيسية للبيت الأبيض، فى الحادية عشرة صباحاً، وتحركت بعد ذلك إلى مقر صحيفة الواشنطن بوست، ثم مقر محطة «CNN»، ثم إلى مقر منظمة «كير» الإسلامية، واختتمت المسيرة أمام مقر الملحقية العسكرية المصرية فى واشنطن لتحية الجيش على دوره ضد إرهاب الإخوان.
وقالت المنظمات القبطية الداعية للمسيرة وأبرزها منظمة التضامن القبطى الأمريكية، فى بيان، إنها تأتى لفضح إرهاب الإخوان وحلفائها حول العالم وكذلك لفضح انحياز إدارة أوباما والإعلام الأمريكى للتنظيمات الإرهابية، وجرى تنظيم مظاهرة قبطية أخرى فى مدينة دالاس بولاية تكساس، أمام محطة «CNN» بالمدينة، لإدانة إرهاب الإخوان وتحيز المحطة لهم.