الترقب يسيطر على كبار منتجى الحديد فى الشرق الأوسط بسبب «رسوم الإغراق» المصرية
جانب من حضور فعاليات المؤتمر السنوى الـ21 للحديد والصلب
سادت حالة من القلق والترقّب أوساط كبار منتجى الحديد بمنطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط تحسّباً لصدور القرار النهائى بشأن قضية فرض رسوم إغراق على صادرات الحديد من تركيا والصين وأوكرانيا إلى السوق المصرية، وهى الرسوم التى ينتهى العمل بها اليوم بعد قرار وزير التجارة طارق قابيل فرضها فى يونيو الماضى، بواقع 4 أشهر، ثم مدّها شهرين إضافيين تنتهى اليوم 6 ديسمبر.
وسيطر الجدل على أغلب اللاعبين الرئيسيين بقطاع الصلب فى دول الخليج وخارجها، خلال اجتماعات مؤسسة «ميتال بوليتان» التى تعقد مؤتمرها السنوى الـ21 للحديد والصلب لمنطقة الشرق الأوسط بمدينة دبى، فى الوقت الذى تلتفت فيه الأنظار إلى السوق المصرية، باعتبارها نافذة جيّدة لمصنّعى ومصدّرى الحديد، نظراً للمشروعات القومية التى تنفّذها الدولة حالياً.
شركات خليجية تدرس التصدير إلى مصر.. و«ميتال بوليتان» يشهد مشاركة 480 من كبار التجار والمنتجين.. و«عز الدخيلة»: توقعات النمو فى مصر إيجابية
وأكد كبار المنتجين خلال فعاليات المؤتمر أمس عودة أسعار البيليت (الخام الرئيسى فى الصناعة) فى السوق العالمية إلى الارتفاع بعد هدوء نسبى خلال الشهر الماضى، حيث سجّل سعر الطن 510 دولارات، بعد أن هبط الشهر الماضى إلى 480 دولاراً فى المتوسط، وسط مخاوف من انعكاس هذا الارتفاع على الأسعار المحلية.
ويشارك فى اجتماعات «ميتال بوليتان» نحو 80 من كبريات الشركات المنتجة والتجار والمستوردين لحديد التسليح من مصر مع نحو 400 من الشركات والتجار والمستوردين العرب.
وقالت مصادر شاركت فى المؤتمر إن هناك مساعى جدّية من جانب منتجى الحديد فى السعودية والإمارات وسلطنة عمان لتصدير حديد التسليح إلى مصر، خصوصاً مع دخول شحنات سعودية خلال الفترة الماضية، وإن كانت بكميات قليلة، وأكدت المصادر أن منتجى تلك الدول ينتظرون قرار فرض رسوم الإغراق على حديد التسليح ذى المنشأ التركى والصينى والهندى، لكنهم لا يعولون عليها كثيراً، نظراً لوجود اتفاقية تجارة بين مصر والدول العربية.
وأبلغ مسئولون فى شركات «سابك» السعودية و«الجزيرة» العمانية و«حديد» الإماراتية، رغبتهم فى تصدير حديد التسليح إلى مصر، فى الوقت الذى تحدّث فيه مسئول بإحدى شركات الحديد السعودية -فضل عدم ذكر اسمه- عن اتجاه حكومى سعودى لفرض رسم صادر على حديد التسليح السعودى.
وكشف مشاركون سعوديون فى المؤتمر عن أن بعض الشركات السعودية صدّرت نحو 50 ألف طن حديد تسليح الشهر الماضى إلى مصر، وقالوا إن تلك الشحنة دخلت مصر دون تسجيل الشركة المصدّرة فى هيئة الرقابة على الصادرات والواردات، وفقاً لقرار وزارة التجارة والصناعة رقم 43 لسنة 2016.
فى سياق آخر، قال منتجون مصريون إن وزارة التجارة والصناعة وافقت مؤخراً على تسجيل 4 مصانع حديد تركية وهندية تصدّر إنتاجها إلى مصر، وهى مصانع «ديلر» و«إشداش» و«كورباص» بجانب مصنع «أرسيلور ميتال»، فضلاً عن تسجيل مصنع آخر من اليونان. وينص قرار وزارة التجارة والصناعة رقم 43 لسنة 2016 على ضرورة تسجيل المصانع المصدّرة لمنتجات من بينها الحديد إلى مصر فى سجل بهيئة الرقابة على الصادرات والواردات.
فى سياق متصل، قال رائد الببلاوى، العضو المنتدب بمجموعة «عز الدخيلة»، على هامش المشاركة فى المؤتمر: إن توقعات النمو فى مصر للعام الجديد إيجابية، وإن شركته سوف تسعى إلى عدم تصدير أى أعباء أو ارتفاعات قد تشهدها أسعار الحديد إلى المستهلك النهائى فى الفترة المقبلة، موضحاً أن متوسط أسعار المكونات ارتفع فى السوق العالمية بنسبة 12% خلال الأسبوع الماضى.
وأضاف «الببلاوى» أن منتجى الحديد يراهنون على استقرار أسعار الصرف والدولار الجمركى وزيادة إنتاج الغاز المحلى من حقل «ظهر» العملاق، وخفض أسعار الفائدة للحفاظ على استقرار أسعار حديد التسليح أو خفضها ما لم تكن هناك متغيرات عالمية فى أسعار مكونات تلك الصناعة تجبر الجميع على زيادتها تجنّباً للخسائر.