«هدير».. أول فتاة تعزف على آلة الربابة: «نفسي أقدم حفلة في الأوبرا»
هدير أول فتاة تعزف الربابة في مصر
قبل ثلاث سنوات، كانت هدير محسن، صاحبة الـ17 عاماً، على موعد مع تحقيق أول سبق لها في الحياة، بعد قرار تعلم العزف على آلة الربابة، لتكون أول فتاة مصرية تعزف على أوتار تلك الآلة الشعبية التي اقتصرت على الرجال فقط، لتأتي كي تكسر القاعدة السائدة، بوضع قدميها على بداية الطريق، بفضل والدها الذي شجعها على تعلمها: «أول ما قلت لبابا قالي انتي اخترتي الصح».
يعتبر والدها من أهم عازفي تلك الآلة، وبدأ يستجيب لرغبة فتاته و«يشرَّبها» مهنته التي ورثها عن والده: «أخويا فضّل العزف على البيانو، وأنا صممت أتعلم ربابة»، لا تفوت يوماً إلا وتخلو بآلتها وتواصل العزف عليها، بداية من «بتناديني تاني ليه» أحد روائع الفلكلور المصري، و«يانا يانا» للفنان صباح، وأغنية «على ورق الفل».
تدرس في الصف الثالث الثانوي، تهتم بآلتها بقدر اهتمامها بمذاكرتها: «مابيعديش يوم غير لما ألعب عليها»، تحاول التوفيق بينهما حتى لا تؤثر إحداهما على الأخرى، تحلم بأن تصبح عازفة مشهورة تشارك في كل الفعاليات العالمية، وتنشر هذا الفن على نطاق أوسع: «بابا حببني فيها وشجعني أتعلمها وأحترفها»، تعشق صوت آلتها، تميزها من بين جميع الأصوات الموسيقية: «بحب إحساس الآلة دي، بتخلق حالة جميلة وجديدة».
وتحكي أن تعلمها في البداية كان صعباً ومرهقاً جداً: «فضلت سنة كاملة أتعلم إزاي أمسك القوس وأثبته تجاه الوتر وأطلَّع صوت»، مؤكدة أنه لا أحد يستطع تعلمها إلا إذا أحبها: «اللي هيحبها بس هو اللي هيكمل فيها»، تحلم بأن تحيي حفلة كاملة باسمها في دار الأوبرا وهي تعزف على آلة الربابة: «عايزة أشجع كل البنات أنهم يتعلموها».
ترى أن الفتيات لو تعلمن العزف على آلة الربابة سيزداد جمهورها والاهتمام بها: «نفسي البنات تعزفها عشان الناس ترجع تسمعها»، تعتب على الشباب الذي يصف تلك الآلة بأنها «دقة قديمة»، موضحة أنها آلة يجب أن نفتخر بها جميعاً لكونها تمثلنا وتعبر عن هويتنا: «بلاش نحصر نفسنا في الآلات الغربية زي الكمنجة لأنها مش شبهنا ومش بتعبر عننا»، تشتكي من عدم توفر مركز لتعليم العزف على الربابة: «لولا بابا ماكنتش قدرت أتعلمها».