مذكرة من «تطوير المناهج» إلى الرئيس: لجنة «التربية الإسلامية» تحارب الجميع
صفحة محذوفة تدعو للمواطنة وأخرى وضعت مكانها بكتاب الصف الخامس الابتدائى
قدمت لجنة قطاع المعاهد الأزهرية لإعداد مقررات مناهج التربية الإسلامية مذكرة رسمية لرئاسة الجمهورية وعدد من الجهات السيادية بالدولة، وللدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، تطالبهم بالتدخل وإنقاذ الكتب التى أعدوها على مدار عامين كاملين، من لجنة المراجعة التى شكلها «المجلس الأعلى للأزهر» من عمداء 5 كليات شرعية، مشيرين إلى أن «اللجنة فرّغت محتوى الكتب ومحت كل ما يدعو التلاميذ للوحدة والمودة بين الطالب الأزهرى وغيره من أبناء المجتمع من الإخوة المسيحيين، وحذفت كلمة المواطنة».
5 عمداء يحذفون كلمتى «مواطنة ومسيحى» من مناهج التربية.. واستخدام «غير المسلمين» بدلاً من المسيحيين.. وحذف درس عن مجدى يعقوب
وجاء فى نص مذكرة اللجنة، التى تم تقديمها للجهات المسئولة، وحصلت «الوطن» على نسخة منها، مقدمة للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر: «السيد صاحب الفضيلة اقترحنا على الدكتور محمد أبوزيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد السابق، عمل منهج للتربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية وفق معايير هيئة الجودة والاعتماد، وتم تشكيل لجنة من كوادر قطاع المعاهد وعملنا قدر المستطاع على تذليل العقبات وقمنا بالاستعانة بكتب التربية الإسلامية لدولة الإمارات العربية، بناءً على طلب فضيلتكم «شيخ الأزهر»، وتم تشكيل لجنة لمراجعة المقررات الجديدة، بقرار من المجلس الأعلى للأزهر، مكونة من عمداء كليات (اللغة العربية والشريعة والقانون وأصول الدين والدراسات الإسلامية للبنين والبنات)».
وكشفت المذكرة أن «أعضاء هذه اللجنة لم يدركوا تحديات المرحلة فرفضوا مبدأ قبول الآخر، وقاموا بحذف معظم الدروس التى تحث على الوحدة الوطنية، مثل درس السلام، وسفراء الرسول، ودرس فضل العلم والعلماء، بحجة أن هذه الدروس بها صور قداسة البابا تواضروس وغيرها، بل حذفوا كلمة مسيحيين الواردة فى بعض الدروس والموضوعات، والأنشطة والتدريبات، رغم أنها لا تمس العقيدة، كما أصروا على حذف الأسماء الخاصة بالإخوة المسيحيين، مثل بطرس ومينا، وقد أوضحنا للجنة المراجعة أن الكتب عُرضت على الإمام الأكبر ووافق عليها وتحمس لها، فقالت اللجنة: «نحن لجنة لنا رأينا وليس للإمام فرض علينا»، وأضافت اللجنة فى ردها: «ديننا يحرم ذلك، ونحن نعمل كتب دين».
وتابعت المذكرة: «لقد فرّغوا الكتب من الفلسفة التى وُضعت من أجلها، واقتصر دورهم على الخلاف فى المسائل اللغوية، رغم أن الهدف الرئيسى من هذه المناهج هو زرع الحب بين أبناء الوطن من مسلمين ومسيحيين وترسيخه، وهو ما قامت هذه اللجنة بحذفه من الدروس، وحاولوا استبدال دروس تقليدية بها، لا تعالج مشاكل التطرف بل تزرعه، كالإصرار على كتابة موضوع عن شرف الشهادة الذى سيُفهم من التلميذ على أنه الإقدام على الموت فى سبيل فكرة وليس الموت من أجل الوطن، كما أصروا على درس حول شجاعة صبى وهو منقول عن كتب التربية والتعليم، ولدينا اعتراض عليه لما يرسخه من التطاول على الكبار». وحصلت «الوطن» على صور للمقررات الدراسية التى أعدتها لجنة تطوير المناهج بالأزهر الشريف، قبل عرضها على لجنة المجلس الأعلى للأزهر وبعد العرض، حيث تم حذف جملة من المقدمة الثابتة بكل الكتب «بناءً على توجيهات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى إظهار سماحة ووسطية الدين الإسلامى الحنيف فى التعامل مع أبناء الوطن جميعاً من مسلمين ومسيحيين»، لتبدأ مقدمة الكتاب المطبوع دون تلك السطور، مع دائرة حول كلمة المسيحيين الواردة بالمقدمة.
وجرى حذف عدة دروس بحسب النسخة التى سلمت «لجنة تطوير المناهج بالأزهر» نسخة منها لـ«الوطن»، حيث طالبت لجنة «الأعلى للأزهر» لمراجعة الكتب بحذف عدة جمل من الدرس الأول لكتاب الفصل الدراسى الأول للصف الثالث الابتدائى، الذى يتحدث عن الهجرة النبوية، حيث جرى شطب جملة: «يجوز الاستعانة بالإخوة المسيحيين فى القيام بأعمال تخص المسلمين» وجرى كتابة كلمة «والكفار» عقب كلمة المسيحيين الواردة فى الجملة، وفى الدرس الثالث جرى تحديد جملة: «وهذا سلوك يجب أن يعم بينى وبين أخى المسيحى، فهو أخى فى الإنسانية، ويجب أن نتعاون معاً، من أجل مصرنا الحبيبة» لحذفها، وتمت كتابة كلمة «مفتعلة» إلى جوار الجملة، كما حُذف من الدرس ذاته من تحت عنوان فرعى «تعلمت من هذا الدرس»، جملة: «أشعر صديقى المسيحى بأننى أحبه، لأنه أخى فى الإنسانية»، وفى أسئلة الدرس، حذفت اللجنة النشاط السادس، الذى جاء فيه: «اكتب أسماء 5 من أصدقائك المسيحيين من جيرانك وأصدقائك بالنادى»، وكتب أسفلها: «ما قيمة ذلك؟»، وفى أحد أنشطة الدرس حذفت اللجنة جملة: «أقوم بتهنئة أصدقائى وجيرانى المسيحيين فى أعيادهم ومناسباتهم».
وفى درس الوصية بالجار، شطبت اللجنة جملة: «الحديث لم يفرق فى الوصية بين الجار المسلم والمسيحى» والتى جاءت شرحاً وتعليقاً على حديث: «مازال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت أنه سيورثه»، وحذفت جملة: «وقد حذر النبى من إيذاء الجيران سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين على حد سواء»، وفى درس التهنئة بالمناسبات تم حذف عدة جمل من فقرة أتعلم من هذا الدرس، وهى: «أتعرف على حكم أكل طعام الإخوة المسيحيين، وأشارك جيرانى المسيحيين فى أفراحهم، وأدرك أهمية الوحدة الوطنية»، وتم حذف جملة: «جلس الوالد يحدثهم عن تهنئة المسلمين لجيرانهم المسيحيين فى الأعياد والمناسبات»، وجمل: «أُلبى دعوة جارى المسيحى، وأهنئ الآخرين فى الأفراح وأساندهم فى الأحزان (مسلمين ومسيحيين)».
ومن كتب الصف الأول الابتدائى تم حذف «نشاط» حول «تهنئة مينا لصديقه أحمد بالعام الهجرى الجديد»، وحُذف من كتاب الصف الثانى الابتدائى الفصل الثانى نشاط به جملتى: «التقى خالد ومينا فى النادى، وتبادلا التحية وتحدث كل منهما مع الآخر عن موقف فيه ود وتسامح، واكتب عن موقف قمت فيه بالتسامح مع صديق لك»، وحذفت من درس احترام حقوق الآخرين جملة: «يدعونا الرسول إلى معاملة الجار المسلم والمسيحى معاملة حسنة على حد سواء»، وحذفت من درس «التهنئة بالمناسبات»، جملة: «أن يشارك التلميذ جيرانه المسيحيين فى أفراحهم»، وجرى رسم دائرة على كلمة المسيحيين وكتب أسفلها «غير المسلمين» كما حذف نشاط صل العبارة بما يناسبها، وكانت العبارة الأولى «طعام زميلى المسيحى» وأمامها خيارات، حرام، مكروه، حلال، والثانية: «إذا مرض جارى المسيحى أقوم» وأمامها خيارات، زيارته، عدم السؤال عنه، الفرح فيه، والثالثة: «كان النبى يحسن إلى»، وأمامها خيارات، «المسلم فقط، المسيحى فقط، جميع الناس».
وتم حذف عدة دروس وجمل وصور من مناهج الصفين الرابع والخامس الابتدائيين، حيث حُذف درس بعنوان: «الإسلام دين السلام» به صورة لقاء بين شيخ الأزهر والبابا تواضروس، كما تم حذف درس حول الدكتور مجدى يعقوب، وفى درس بعنوان التسامح، جرى شطب كلمة مسيحيين من جملة: «مشاركة الجيران، مسلمين ومسيحيين، فى أفراحهم» وكتب فوقها باللون الأحمر «غير المسلمين»، وحُذفت جملة «التسامح مع جارى المسيحى واجب دينى ووطنى»، وفى أحد الأنشطة جرى حذف سؤال: «أبناء الوطن مسلمين ومسيحيين، (إخوة - أحباء - كل ما سبق)».
صفحة محذوفة تدعو للمواطنة وأخرى وضعت مكانها بكتاب الصف الخامس الابتدائى