حينما يعلن «السيسى» ذلك رداً على إشاعات صفقة القرن وتبادل أراضٍ فلسطينية مع مصرية فى سيناء لبدء عملية السلام كما يدّعى «ترامب»، فهو يؤكد أنه قائد وطنى يقود معركة من أخطر معارك مصر فى العصر الحديث، لأن المخطط الخبيث غير معلن عكس العدوان الثلاثى 1956 ونكسة يونيو 1967، حين تمسّك الشعب المصرى بعبدالناصر بعد النكسة، حيث لا يجوز للقائد أن يتخلى عن القيادة وهو فى وسط المعركة، ويجب عليه تحقيق الانتصار، وسوف يخرج الشعب المصرى عن بكرة أبيه فى انتخابات 2018 ليتمسك بالسيسى بعد مرحلة الانكسار التى تعرضت لها الدولة المصرية ليفوّض السيسى فى مرحلة البناء وإعادة الريادة للدولة المصرية.
ورسالة الشعب: لماذا اختيار السيسى ضرورة واجبة؟! إذا كان السيسى فى المدة الأولى «مرشح الضرورة»، فهو فى المرة الثانية «الضرورة الواجبة»، وإذا كان الشعب المصرى بعد أن اختار عبدالناصر دورتين متتاليتين أصر على أن يختاره للمرة الثالثة بعد نكسة 1967 ومصر منكسرة وجيشها مكسور، فكيف لا يختار السيسى وقد أعاد الدولة التى ضاعت وبنى الجيش الذى تأثر، وجعل لمصر طريقاً بين الأمم تعود به قائدة للأمة العربية ورائدة للشعوب الأفريقية، ودوراً فعالاً بين التكتلات الدولية الكبرى فى توازن بين أوروبا والصين وروسيا وأمريكا، ولم تعد مجرد تابع لسياسات البيت الأبيض، وورقة مضمونة فى جيب صانع القرار الأمريكى.وكيف أن الإخوان وبعض الشخصيات العامة التى كنا نظنها محترمة قد باعت أوطانها وضمائرها لقطر بالمال الذى موّلهم به العملاء فى الدويلة التى لا تكاد تُرى على الخريطة، إن مسئولين أمريكيين قد أعلنوا (حسب جريدة هآرتس) أن مصر رفضت 4 محاولات لنتنياهو لضم جزء من سيناء لقطاع غزة مقابل تنازل الفلسطينيين عن الضفة الغربية، وأعلن مسئول قريب من أوباما وجون كيرى أن السيسى رفض بشدة مجرد الكلام فى هذا الموضوع، ونشرت صحيفة «مونيتور» الأمريكية أن خطة ترامب كانت معتمدة على تبادل أراضٍ فى سيناء.
وأبلغ رد على عدم تفريط السيسى فى شبر واحد من أرض سيناء هو ما أعلنه الرئيس بنفسه فى رسائل سيناء عن كيفية توطين 5 ملايين مصرى فى سيناء، الموازنة كانت 100 مليار لكل سيناء، والآن 100 مليار لبئر العبد فقط.
وأخيراً إن لسيناء خصائص تتميز بها زراعياً ومعدنياً كما جاء فى سورة التين الذى ينمو فى شمال سيناء والزيتون الذى ينمو فى وسط سيناء، والمعادن والمحاجر من جبال طور سيناء، ثم العبور عبر مصر فى رحلات الحجاز من المغرب العربى إلى مكة البلد الأمين كما فعل سيدى أبوالحسن الشاذلى، وكأن القرآن يتنبأ بكل ما يفعله أهل مصر من تنمية شاملة فى سيناء، ومن أهم خصائص التنمية فى سيناء (بقع تنموية، كل محافظة يخصص لها منطقة تنمية داخل سيناء، تكون المحافظة الأم فى الوادى والتوأم فى سيناء «باسم كل مدينة»، احترام طبيعة سيناء فى التنمية التى تعتمد عليها العريش «تعدين، صيد، سياحة، زراعة، صناعة، السياحة البيئية، السياحة العلاجية، السياحة الدينية». النقل «سكك حديدية، موانئ العريش وبورسعيد والطور»، خط ملاحى «بورسعيد العريش، بورسعيد طابا»، الشركة الوطنية لتنمية سيناء «اتحاد المستثمرين» رأسمال 100 مليار جنيه، طرح جزء للاكتتاب العام، مجمعات صناعية «بئر العبد 28 مصنعاً صغيراً = 35 مليون جنيه» ونقل بعض خطوط الإنتاج من الوادى والدلتا إلى سيناء).
وختاماً: من أراد أن يحمى مصر من التقسيم وأن يحلم بمصر دولة رائدة وقائدة عليه أن يدرس جيداً ماذا يفعل السيسى تنموياً وعسكرياً فى سيناء، ثم يقرر إن كان هذا الرئيس يعمل ذلك لمجد شخصى أم لبناء وطن. وإذا تيقنت أنه لبناء وطن فاذهب وأدلِ بصوتك للسيسى، فهو انتخاب مصر وليس شخصاَ.