حكاية 6 ساعات لإنقاذ العربات «الغرقانة» مجاناً
«محمود» أثناء إنقاذ السيارات
«الجو متقلب»، هكذا قالت الأرصاد قبل أيام، لكن محمود أسامة لم يذهب خياله إلى أن تكون منطقة التجمع بهذا الشكل، ولم يصدق الصور التى رآها للمنطقة التى غرقت فى مياه الأمطار أمس، وحسب أنها صور قديمة للإسكندرية، حتى تأكد من خلال أحد أصدقائه، فقرّر التوجّه من المهندسين إلى التجمّع، لمساعدة من يستطيع مساعدته.إنقاذ العربات الغرقانة مجاناً
«محمود»: «ماصدقتش فى الأول أن الصور اللى على النت دى من التجمع»
فى المساء كان «محمود» عائداً من عمله، وما إن وصل إلى المنزل حتى بدأت الأخبار تتوالى عن سقوط أمطار غزيرة فى التجمع، وغرق بعض الوحدات السكنية، ودخول المياه للعربات، وشلل مرورى تام، وسقوط بعض أعمدة الإنارة، ليخبر الشاب والدته أنه متجه إلى هناك لمساعدة أحد أصدقائه، لكنه فى الحقيقة وضع رقم هاتفه على المجموعات الخاصة بسكان التجمع الخامس: «طلعت على هناك، معايا أحبال قطر طويلة وقصيرة وهوكات، أسحب بيها العربيات» يحكى الشاب الذى ساعد العشرات فى تلك الليلة العصيبة، التى يعتبرها ليلة لن تُمحى من ذاكرته. العربات الملاكى كان الشاب يربط بها الحبال، ثم يخرجها من الأماكن التى علقت فيها، والنقل كان يدفعها بعربته، لكن أسوأ الحالات كانت لتلك العربات التى كانت فى الجراجات. اتصالات كثيرة وردت إلى الشاب ذى الـ24 عاماً تطلب منه المساعدة، البعض لم يصدق أنه يقدم الخدمة مجاناً. ملابس متسخة، عاد بها الشاب إلى منزله بعد ليلة طويلة استمرت من 12 بعد منتصف الليل حتى الساعة الـ6 صباحاً: «ولما أمى شافتنى ضحكت وقالت لى احتسب عملك ده عند ربنا، وماروحتش الشغل طبعاً علشان كنت ميت».