من أرشيف السياسة| الوهابيون يجبرون محمد علي على إنشاء أسطول بحري
محمد علي باشا يتفقد إعداد الأسطول
لم يهتم محمد على بإنشاء أسطول بحري سوى عندما شرع في حربه على الوهابيين، فاقتضت الحاجة بناء سفن لنقل الجنود عبر البحر الأحمر، فشرع في إنشائها في ترسانة بولاق، ثم نقل القطع على ظهور الجمال إلى السويس ليتم تجميعها هناك.
ووفقًا لكتاب الوثائق الإيطالية البحرية المصرية، اقتصر دور الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال سنوات الحملة، وبعدما أسس الجيش النظامي المصري، وجد أنه من الضروري تأسيس أسطول حربي قوي يعاونه على بسط نفوذه.
واهتم محمد على بهذا الأسطول، وكان يتفقده بنفسه، وفي أثناء فترة وجوده في يونيو عام 1827، كان كل اهتمامه منصبًا على تجهيز الأسطول وإعداده ومتابعة العمل به، وكان من المفترض مع حلول منتصف شهر يوليو المقبل أن يكون جاهزًا تمامًا للإبحار. وفي تلك الأثناء كانت أطقم الملاحين بوجه عام سواء أكانوا قسطنطنيين أم مصريين قد حصلوا على مستحقاتهم المتأخرة.
وكان محمد علي قبلها بشهر قد خرج إلى مدينة نافارين باليونان، وتبعته بعد ذلك 3 أو 4 سفن حربية، وعاد إليها من جديد بعد عدة أيام، لينفذ مناورات بحرية. ووصل في هذه الأثناء قادمًا من مارسليا زورق محمد علي الحربي المسمى "كوكودريللوا" أي "التمساح"، وهو مزود بعشرين مدفعًا ويحمل على متنه العلم الفرنسي وطاقم ملاحين فرنسيين، ويقال إن هذا الزورق الجديد شيده وكيله ماركيز دليفرون.