إزالة أدوار مخالفة في عقار أثري بالإسكندرية.. ونشطاء أثريون يطالبون بعقوبات رادعة ضد المخالفين
أزالت الأجهزة التنفيذية بمحافظة الإسكندرية اليوم، اثنين من الأدوار المخالفة من عقار يتميز بناؤه بالطابع الأثري في ميدان عرابي بالمنشية ويطلق عليه اسم "ماجيستك" والمكون من دور أرضي و6 أدوار متكررة، تنفيذا لقرار المحافظ اللواء طارق مهدي، بإزالة الأدوار المخالفة لحماية المبنى الأثري.
وكتبت من داخل أسوار هذا المبنى الأثري أهم الكتب عن مدينة الإسكندرية، ويأتي إليه السياح ليسألوا عنه خصيصا لجمال تصميمه المتأثر بالطراز الفرنسي، والذي كان يسمى بفندق ماجيستك حتى تحول إلى مول ماجيستك، بعد أن تعرض للتشويه المعماري، نتيجة الإهمال المتعمد، والذي يهدف إلى تحويله لكتله خرسانية جديده، دون الاكتراث بقيمته التاريخية.
ويعود تاريخ "ماجيستك" إلى بداية القرن العشرين على يد المعماري "هنري غُرة بك"، بتأثير فرنسي واضح، ويقع ضمن منطقة الحفاظ، أي منطقة يحظر هدم أو تشويه الأبنية المقامة بها، وفقا لتصنيف الآثار.
واكتسب سمات معمارية خاصة، تعود لخبرة مشيده، غرة بك، الذي درس، العمارة بالمدرسة المركزية بباريس، وتعتبر مدرسة كلية فيكتوريا بالإسكندرية الإنجليزية أشهر وأهم أعماله، إلى جانب بعض الأبنية السكنية الأخرى و بنك دي روما بشارع فؤاد الأول والذي تحول الآن إلى البنك الأهلي.
"ماجيستك" كغيرة من المباني التاريخية بالإسكندرية، تعرض للإهمال المتعمد، بغرض تحقيق المكاسب المالية، إذ يقول محمد أبو الخير، عضو مؤسس مبادرة أنقذوا الإسكندرية، إن الإهمال الذي أصاب المبنى يعد أحد أخطر الخطوات لإهدار موارد الدولة السياحية، حيث إن المبنى الذي يرجع بناؤه للقرن العشرون، يعد أحد أهم المباني الأثرية بالمحافظة.
وأضاف أن مبادرة انقذوا الإسكندرية تقدمت بالعديد من البلاغات لقسم شرطة المنشية، وعدد من الشكاوى لوزارة الثقافة بشأن المبنى لوقف تشويهه الذي يخالف القانون، مضيفًا أن الحملة وحفاظا على التراث قامت بتقديم كافة الاستشارات الفنية والمتخصصة لترميم المبنى، إلا أن المالك أيضا لم يلتفت.
ويقول منصور حمدي، الناشط في مجال الحفاظ على التراث، إن الحكومة منذ سنوات طويلة أهملت المباني الأثرية وخاصة بالإسكندرية، التي عانت كثيراً من هدم المباني الأثرية مما خلف ضياع لملامح عروس البحر التي كان يتحاكى عنها الأجانب والمصريين على أنها قطعة من أوروبا.
وأضاف أن عدم وجود عقاب راضع من جانب الحكومة ووزارة الثقافة لمن يشوه أو يهدم تلك المباني، هو ما جعل مالكيه يتجرؤون على تشويه التراث، وشدد على ضرورة التشديد ضد كل من يحاول المساس بأهم الموارد الأثرية وأهم معالم الجمال بالإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط.