21 ألف شائعة في 3 شهور.. المؤسسات الدينية: القائمون عليها خونة
صورة ارشيفية
أطلقت المؤسسات الدينية، حملات للتحذير من خطورة مواقع التواصل الاجتماعي ونشرها للإشاعات، مؤكدين على حرمتها، فيما حذر حزبيون وخبراء من خطورتها ضد الدولة المصرية.
يأتي ذلك بعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس، خلال كلمته في حفل تخرج عدد من الكليات والمعاهد العسكرية، أن الدولة واجهت 21 ألف شائعة في 3 شهور، الهدف منها بلبلة وعدم استقرار وتضييع وإحباط.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: "الكتائب الإلكترونية للجماعة الإرهابية تحاول رمي شباكهم عبر مواقع التواصل، ويعمدون من خلال حساباتهم الوهمية إلى بث الشائعات والأكاذيب وتشويه الرموز الوطنية وتحويل إنجازات الدولة إلى إخفاقات، مستحلين الكذب والافتراء وقلب الحقائق، لذا وجب على كل منا أن يعرف حقيقة هؤلاء العملاء المأجورين وألا ينساق خلفهم، فلا يوجد وطني حقيقي واحد يقبل بتشويه صورة بلده ورموزها الوطنية على مواقع التواصل أو غيرها".
وأضاف، في بيان له: "العاقل من يتريث، ويمسك لسانه عن الكذب وإطلاق الشائعات، ويحلل الكلام الذي يسمعه، ويحذر من إطلاق الكلام دون عقل أو روية، وهو ما حذر منه نبينا حيث بقوله: (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يلقي لها بألا يهوي بها في جهنم)، فإذا كان ذلك لمن يتكلم بالكلمة دون تفكير في عواقبها، فما بالكم بمن يعمد إلى الكذب والعمل على إشاعة الفتنة في المجتمع".
وقال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن الشائعات تهدف لإثارة الفتنة وإحداث البلبلة بين الناس؛ وذلك بهدف التأثير النفسي في الرأي العام تحقيقا لأهداف معينة، على نطاق دولة واحدة أو عدة دول، أو النطاق العالمي أجمعه.
وأضاف، في تصريحات عبر موقع الدار: "حرم الإسلام نشر الشائعات وترويجها، وتوعد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة، كما بين الشرع سمات المعالجة الحكيمة عند وصول خبر غير موثوق منه؛ فأمرنا بحسن الظن بالغير، والتحقق من الخبر، ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمن شهدها، وعدم تلقي الشائعة بالألسن وتناقلها، وعدم الخوض فيما لا علم للإنسان به ولم يقم عليه دليل صحيح، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة، بل اعتبارها أمرا عظيما، وتنزيه السمع عن مجرد الاستماع إلى ما يسيء إلى الغير، واستنكار التلفظ به".
وقال الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء، لـ"الوطن": "نحذر من حروب الجيل الرابع والخامس، التي تهدف للتخريب والدمار، وتجمع بين حرب الشائعات وتشويه الرموز الدينية والوطنية، وقلب الحقائق وإثارات النعرات العرقية والقبلية والطائفية المذهبية، لبث الفرقة بين أبناء الأمة، ومحاولات الإحباط والتيئيس، والحصار الاقتصادي، فيجب علي المسلم الحفاظ على كيان دولنا والعمل على قوة شوكتها، من خلال التثبت من الأقوال التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وقال الدكتور عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن مطلق الشائعات خائن يتلاعب بمقدرات بني وطنه وثروات بلده، وحاقد لا يستطيع أن يرى نجاحا لأحد، وعلى كل مصري أن يقف مع وطنه في حربها ضد الإرهاب وضد المأجورين لتفكيك أوصالها فهو خائن لوطنه لا يستحق العيش فيه، فيجب مواجهة الأخبار الزائفة والتقصي من حقيقتها حتى لا تحدث الفتنة داخل مصر، فالشائعات أشد خطورة من الكذب، فهي كذب ممنهج، وكذب متعمد تنشره، أو تساعد في انتشاره وتوظيفه لصالح مصالح حزبية، أو فئوية، أو شخصية.
من جانبه، أشاد عصام خليل رئيس حزب "المصريين الأحرار" بحديث الرئيس، مساء أمس، بحفل تخرج الكليات والمعاهد العسكرية قائلا: "الرئيس جراح ماهر وضع يده على المرض الحقيقي الذي يعاني منه المصريين وهي محاولات طمس هوية المصريين، وعلينا استعادة الشخصية المصرية"، لافتا إلى أن المصري أصيل ويقاوم حتى الآن محاولات طمس هويته من خلال حروب الإعلام والثقافة التي تقودها دول بعينها تسعى لهدم مصر.
وأضاف "خليل"، لـ"الوطن"، أن مواجهة هذه الحروب تتطلب إصلاح منظومتي التعليم والإعلام والثقافة؛ لمواجهة حالة التردي الثقافي واستعادة الشخصية المصرية، لافتا إلى أن الأحزاب يقع عليها مسؤولية كبيرة في رفع وعي المصريين، منوها إلى أن التوقيت الحالي يحتاج إلى: "أن نكون جميعا على قلب رجل واحد ولا نسمح بأي خلافات أو صراعات، وأن ننحي أيديولوجياتنا جانبا من أجل مصر، اللي لازم تكون قوية".
وفي نفس السياق، قال محمود فيصل أمين شباب حزب "حماة الوطن"، إن الشباب المصري أصبح عُرضة للإحباط وتصديق الشائعات؛ بسبب ضعف الشعور بالانتماء ومحاولات طمس هويته التي يتعرض لها بشكل مستمر، لافتا إلى: "الشاب المصري لو عرف قيمة دولتة وأهمية الحفاظ عليها من أجل المنطقة العربية والعالم لما صدق كل هذه الشائعات وسوف يبذل مجهود كبير من أجل الحفاظ على دولتة".
وقال عمرو عزت أمين شباب حزب "التجمع"، إن الدولة المصرية تعيش حالة تردي ثقافي بسبب غياب قصور الثقافة ومستوى التعليم السيء، لافتا إلى أن إصلاح منظومة قصور الثقافة سيكون له دور سريع في رفع وعي المصريين وبناء العقول المصرية، وتابع: "اتجاه الرئيس نحو بناء العقل المصري ووضع خطة قومية لتطوير التعليم بداية على الطريق الصحيح من أجل تقدم مصر ورفعتها".